{ الجزء التاسع والعشرون}

262 11 3
                                    

#من_مذكرات_ماريا

دَعْنا نَتَبَادَلَ الدَّعَوَات سرًا؛ عَسَى أنْ تَحِلَّ القَافُ مَحَلَّ الدَالِ عُنْوَةً؛ لِتَشُقَّ البَاءَ طَرِيقَهَا نَحْوَ العَيْنِ فَتُسْقِطَهَا حُبًا، فَتَهْرُبَ الوَاو إلى عَيْنِهَا اشْتِيَاقًا، وَتَهْبِطَ الّلام بِمَحَلِّهَا سَلَامًا..💛

@@@@@@@@@@@@

نزلت درجات السلم ببطئ بعدما استحمت وارتدت تلك المنامة المخملية الثقيلة ذات اللون الخمري والذي جهزها لها مازن ووضعت منشفة على رأسها كي يجف شعرها

دلفت للغرفة لكنها لم تجد لمازن أي أثر ، سمعت صوت خطوات من خلفها ، إستدارت سريعاً لتجده يقف خلفها بإبتسامة ، رفع يده وقرص خديها المحمرين بخفة قائلاً :" أحب لونهما الأحمر جداً "

أشاحت بصرها عنه بخجل وهي تحمحم وتقول محاولة التهرب من عينيه التي تحاصرها بكل جهة :" أنا جائعة ، فـ لم آكل منذ يومين"

أمسك يدها وسار بها ببطئ خارج الكوخ مراعياً حالتها الصحية لتضرب أشعة الشمس عينيها ، أغلقتهم سريعاً ثم عادت لفتحهم من جديد وهي تشعر بالحرارة التي إكتسحتها بسبب الشمس الساطعة وكأن البارحة لم تكن تثلج

سحبها معه وأجلسها على البطانية المفروشة على الأرض أمام مدخل الكوخ وقد كانت أرضاً مستوية وليست من تراب بل كانت مصقولة ، وقد وزع طعام الإفطار عليها بشكلٍ رائع

حمل كأس الحليب وأعطاها إياه تحت نظراتها المذهولة والفرحة بذالك ، إنها حقاً كانت تحتاج لشيء كهذا ، تريد إستنشاق هواء لطيف ونظيف بعيداً عن الجميع ، رغم التغيير الكبير الذي طرء عليها منذ زواجها إلا إنها لم تتغير عادتها بحب الإنعزال عن الجميع ماعداه هو

لقد صار جزءاً من كل شيء بها حتى إنعزالها الذي كان مقدساً ، أصبح لا يكتمل بدونه

إرتشفت من كأس الحليب بتلذذ وعينيها مازالت تدور حول المكان بسعادة فقدتها خلال اليومين الماضيين

قهقه عليها ليقول بتفاجئ لم يستطيع إخفائه :" مازلت أتعجب من إنكِ تفضلين الحليب وتكرهين القهوة رغم إحتسائك لها ، لو لم أكن لأراكِ تشربينه حتى وقت قراءة الكتب لما صدقت"

إتسعت إبتسامتها وشربت الكأس كله دفعة واحدة بعدما برد قليلاً وقالت بعيون لامعة :" لا أفضله فقط ، بل أعشقه ، والجميع يستغرب ذالك بسبب شخصيتي الحادة " أنهت كلماتها وهي تقلب عينيها ليضحك بخفة على كلماتها ثم بدأ يأكل ويطعمها بيديه رغم إعتراضها لكنه لم يرد عليها وأكمل إطعامها

إنتهوا من الطعام بعد وقت لا بأس به فقد كانوا يأكلون ببطئ مستمتعين بهذا الطقس الرائع مع أصوات حفيف الأشجار ومياه النهر القريب منهم والطيور التي كانت تقترب من طعامهم بين كل فترة وأخرى وتأخذ نصيبها

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن