{الجزء الواحد والعشرون}

266 9 32
                                    

#من_مذكرات_ماريا

كم سيستغرق من الوقت كي يفهم الناس، أن هناك أيامًا تمرّ بالإنسان، حتى الإيماء بالرأس يكون ثقيلًا عليه

@@@@@@@@@@@

اتجه إلى غرفته وهو سعيدٌ جداً بذالك الأمل الذي أخذه من ماريا حول علاقتهم وأنه من الممكن أن توافق على أن تكمل حياتها معه لكن أولاً عليه إقناعها إنه بالفعل سيكون موضع ثقتها وسيتكلم مع جده حول الأمر وينهي فكرة الانتقام تلك

توقف عن السير وهو يرى ليلى تقف امامه وتنظر لمكان تمددهم هو وماريا بشرود

ابتلع ريقه وهو ينظر لوجهها الجامد الخالي من أي تعابير ، لقد نسيها حقاً ، طوال الفترة الماضية لم يراها ولم يهتم بها بالأصل

لقد سافرت لدولة أخرى من أجل أن تحضر بضاعةً جديدة لمتجرها واليوم قد عادت وأرادت أن تفاجئه بعودتها لكنها لم تظن أن الامور بينهم ستتطور لدرجة أن يضع صورتهم معاً وهم بمدينة الألعاب خلفيةً لشاشة هاتفه

بالطبع لم تكن تتجسس عليه لكن عندما عادت أخبرتها صبا أنه بغرفته وقد ذهبت لهناك ولم تجده ، حاولت الإتصال به لكنها وجدت هاتفه قد تركه على الطاولة وعندما نظرت إليه وجدت صورته مع ماريا

استشاطت غضباً وغيرة لتخرج من الغرفة بسرعة وهي تبحث عنه لتواجهه بذالك ، لكنها وجدته يعترف لها بأنه يريدها أن تكمل حياتها معه حتى إنه مستعد لترك عائلته من أجلها

أراد مازن أن يتحدث لكنها رفعت يدها لتصمته قائلة :" لا ، هذه المرة أنا من سيتحدث ، لقد كنت أعلم إنكَ لا تحبني وقد خطبتني بناءًا على رغبة جدك كما تزوجت ماريا أيضاً بناءًا على رغبته ، وقد ظننت أن العلاقات التي تبنى بالإتفاق تكون أهم بكثير من الحب لكنني كنت مخطئة

لقد بقينا أنا وأنت مخطوبان لفترة طويلة لكنني لم أراك تنظر لي كما نظرت لماريا قط
نظرتك لها كأنك إختصرت الكون كله بها تجعلني أشمئز من نفسي لأنني سأكون سبباً بتفرقتكم ، فلا أنا سأرضى أن أفرق بينكم ولا هي سترضى أن تكمل حياتها مع رجلٍ سيتزوج بأخرى غيرها "

أنهت كلامها بنبرة لا تحمل النقاش وقالت بهدوء وهي تستعيد ماحدث عندما سافر مازن منذ ثمانية أشهر :" عندما تزوجت بها لا أنكر بأنني شعرت بالغيرة وتمنيت أن أقتلها لكنني لم أفكر أن أوذيها ، فقط كنت أوجه لها كلمات سيئة كي تكرهك أكثر ولا تفكر بأخذك مني

حتى عندما أوقعت فنجان الشاي على يدها لم أكن أقصد أن أوذيها أقسم إنه كان بالخطئ وقد كنت خائفة عليها لأن هذا كله ليس ذنبها ورغم ذالك ذهبت لها واعتذرت منها دون أن يعلم أي أحد بذالك وقد سامحتني  "

ابتسمت وهي تنظر لمازن المذهول ثم أكملت :" وأنا لا أستطيع أن أكون حاجزاً بينكما من الآن لذالك سأنهي كل شيء وأخبر جدي أن هذا قراري أعجبه ذالك أم لم يعجبه هذه حياتي أنا  "

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن