{الجزء الرابع}

342 17 12
                                    

#من_مذكرات_ماريا

عندما أحببتك كنت أعلم أن هناك مرحلة زمنية تسمى "الفراق" لكني لم أعلم إنها المرحلة التي يضطر الميت لتمثيل دور الحي بكل طقوسه.

@@@@@@@@@@@@@

متمددة على السرير بذالك المصح المخصص" لأمراض السرطان"

لقد فقدت شعرها كله وفقدت صحتها وفقدت كل شيء مع هذا المرض
أصبح وجهها شاحباً كثيراً، وجنتها فقدت ذالك اللون الوردي الذي كان يضيف جمالاً فوق جمالها
وتلك الشفتان اختفى منهما اللون القرمزي وأصبحتا جافتان ومجرد ماتبتسم تتشق وتبدأ النزيف
أما رموشها فلم يبقى منهما شعرة واحدة لا هي ولا حواجبها الذي كانا وكأنهما رسما بيد رسام

زفرت بقوة وكأنها تخرج كل شيء مرت به
فرت دمعة من عينيها بسبب ذالك الألم الذي يمشي بجسدها وضعت يدها بجوار سريرها وأمسكت حافته وهي تضغط عليها بقوة
أما شفتها فقد أصبحت حبيسة أسنانها تعض عليها بكل قوتها كي لاتصرخ
لم تشعر بمذاق الدماء الذي أصبح يملئ فمها بسبب شفتها التي بدأت تنزف
سيّمر كل شيء سيّمر فقط إهدئي ماريا إهدئي
هكذا كانت تردد داخل عقلها دائماً منذ أن بدأت بالعلاج

أي منذ عام وثلاثة أشهر

اغلقت عينيها تتذكر كل شيء مر عليها بتلك الفترة
« عودة للماضي »

تجلس بجانب صديقتها بينما "لين" تولت قيادة السيارة متجهة نحو منزل ماريا

ركنت لين السيارة في المكان المخصص،، فتحت ماريا الباب وقبل أن تنزل قالت دون أن تلتفت :"بإمكانك أن تأخذي السيارة وتعودين بها أنا لا أحتاجها حالياً"

:"حسناً" قالتها ثم أكملت بعد أن خرجت ماريا من السيارة :"أراكي غداً" لوحت لها بيدها وهي تبتسم رغم أن ماريا لم تبتسم وبقيت جامدة الوجه

أدارت لين المحرك ثم سارت مسرعة وكأنها تهرب من ذالك الشارع الكئيب الذي يطبق على أنفاسها

لم تكن لين تلك الفتاة المعقدة بل هي بسيطة جداً تتمتع بحياة هادئة وإن سألتها عن أكثر شيء تكرهه ستخبرك بكل صراحة وبدون تردد أنها تكره عائلة ماريا ولأسباب لا يعرفها إلا كلاهما

وهي بالفعل صديقة وفية وقد أثبتت ذالك ب عدة مواقف لصديقتها ماريا ،، هي أيضاً من عائلة غنية لكن ليست ك ماريا

كانت لين فتاة جميلة جداً تمتلك عيون زجاجية مع بشرة قمحية وشعر بني يصل إلى منتصف ظهرها وغمازة توسطت وجنتها

عادت ماريا إلى المنزل فتحت الباب ودخلت ثم صعدت إلى الأعلى مسرعة ،، دلفت إلى غرفتها بدلت ملابسها بثياب أكثر راحة وعكصت شعرها الطويل بإحدى المشابك ولكن ذالك لم يمنع تمرد بعض الخصل على وجهها ورقبتها مما جعلها تبدو أكثر فتنة ثم اتجهت إلى الحمام توضأت وبعدها عادت إلى غرفتها تؤدي صلاة الظهر

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن