{الجزء السادس }

320 10 2
                                    

#من_مذكرات_ماريا

الماضي الذي يعود حاملاً سوطه يضرب في الرأس مسماراً ذهبياً قصيراً
لايكفي لقتلك لكنه كافي ليفقدك عقلك

@@@@@@@@@@@@

َ (الجزء السادس)

تمشي هي وندى بين الأزقة المليئة بالأوساخ والطين ورائحة العفونة تفوح لتغرق المكان كله

لم يكن خياراً صحيحاً أن تأتي إلى مكان كهذا فمناعتها الآن ضعيفة جداً وستلتقط أمراض كثيرة من هنا

بدأت بالسعال من تلك الروائح لكنها سرعان ما رفعت طرف حجابها وغطت أنفها وفمها به

كانت تسير بجوار ندى التي كانت تقوم بإلقاء السلام على جميع من يصادفهم ويبدو انهم يعرفون ندى

لم يكن حال الأطفال بهذه المنطقة أفضل من ندى بل كانوا مثلها وأكثر بثيابهم المتسخة والمبتلة

كانت تحمل بيدها الكثير من شنط الطعام والذي كانت تفوح رائحته بكل مكان مما يجعل الجميع يوجهون نظرات حزينة نحو تلك الأكياس التي تحملها وكم شعرت بالقرف من نفسها لانها جعلتهم يشتمون روائح ك تلك

وأخيراً توقفت ندى عن السير أمام باب متآكل وطرقته طرقات خفيفة لتسمع صوت فتاة يأتي من الداخل يسأل عن الطارق

ردت ندى وهي تقول بإنزعاج بدى لطيفاً جداً لماريا :"هذه أنا ندى افتحي الباب لقد تجمدت من البرد"

ابتسامة حزينة ارتسمت على شفتي ماريا وهي تسمع كلماتها

انفتح الباب لتظهر من خلفه فتاة تبدو في الخامسة عشر من عمرها بعيون زيتونية مع بشرة بيضاء وشعر أسود مجعد طويل يصل إلى نهاية خصرها مع أنف صغير وشفتان مرسومتان بشكل جميل

لم تكن حال ملابسها أفضل من شقيقتها لكن الاختلاف أن شقيتها ندى متسخة اما هي فنظيفة

نظرت تلك الفتاة نحو ماريا وقالت :"من أنتي؟"
ثم نظرت نحو ملابسها الجميلة والأنيقة التي تبدو أنها غالية جداً وليست من هذا الحي :"لا تقولي أن شقيقتي ضايقتك أنا أس..."

قاطعتها ماريا :"لا لا لم تضايقني بل أحببتها كثيراً لذالك أتيت للزيارة ،، هل تسمحين لي بالدخول؟ "

اتسعت عيني الفتاة ثم أومأت لها وافسحت الطريق لتدخل ماريا
وقبل أن تدخل أعطتها الأكياس المليئة بالطعام الشهي والآن فقط علمت الفتاة من أين تخرج تلك الراوئح الذيذة لتسألها بتعجب :" ماهذه الأكياس؟! "

قالت ماريا وهي تنظر إلى المنزل بتمعن :" ليس من الواجب أن أدخل خاوية اليدين على أحد وبالأخص أنها أول مرة أأتي بها"

لم ترد أن تخبرها أن ندى قالت لها أنهم لا يملكون طعام ف ذالك سيجرح شعورها بكل تأكيد

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن