{الجزء الثاني والعشرون}

267 9 14
                                    

#من_مذكرات_مازن

منذ أن إمتنعت عن إدمان تلك الحبوب أصبحت عصبية للغاية ، أتفه الأسباب تستفز شعور الغضب داخلها ، قلِقَة طوال الوقت .. شعور الخوف يجعلها تتصرف بطريقة عشوائية تارَةً ، وبطريقة عدوانية تارَةً أُخرى .. !

كانت إلى وقت قريب هادئة جداً ، لا تُبالي، مُطمئنة إلى حدٍ ما ، لا تكترث لشيء ، تضحك على الملأ ، وتفتعل الصخب ، تُفتش عن أي سببٍ للمرح ، تأخذ الأمور حتى الجاد منها على محمل السُخرية ..

فجأة .. تحولت لشخصٍ إنطوائي رغم حاجتها للونس

زاهدة في كل مَن حولها ، أهملت زينتها، وانعزلت عن الجميع ، لا تسأل عن أحد ، ولا يفرق معها أي أحد .. لم تعد بخير وإن أظهرت عكس ذالك

هشَّة للغاية وإن ادَّعت القُوَّة والثبات ، بداخلها معارك قائمة ، ونيران مُتأججة ، حتى وإن بدت لك من الخارج هادئة مُتزنة .. لم تعد كما كانت .. وإن سألتها : عن حالها ؟
ستقول : أنا كما أنا ..، تكذب كي لا يُفتَضح أمرها ، رغم أن الوجع المُقيم أسفل عَينيها لا يُخفِي سر حُزنها !

رغم ربيع عمرها ، إلا أن داخلها روحٌ هرمة مُهَشَّمَة، فقد أصبح داخلها يبكي .. يبكي من كلُ شيء ، هي بالكاد تعبر الحياة وكأن ثقل الجِبَال على أكتافها.. ♡

@@@@@@@@@@@@@

عادوا من ذالك المكان الذين كانوا يجلسون به ويتسامرون
وطوال الطريق لم ينطق أحدهم بحرف وكلٌ منهم في أفكاره

يعلم إنه من الصعب أن تثق به بيوم وليلة ، فتاة مثلها إعتادت على الإعتماد على نفسها طيلة حياتها لن يكون من السهل أن تجد نفسها بمكان آخر غُصبت عليه

صحيح إنها لم تتكلم عن أي شيء يخص ماضيها لكنه واضح وضوح الشمس رغم بعض الأشياء الغامضة فيه

لكن كرهها لعائلتها يظهر أمام الجميع وهي ليست من النوع الذي يهتم بالمظاهر الإجتماعية لتنكر هذا الكره بل إنها مستعدة أن تأكده علناً ودون خوف ، لكنه لا يريد أن يجبرها على الثقة به ، يريدها أن تأخذ وقتها كاملاً ، أن تأتي هي لتخبره بما يشغلها ويقلقها

نظر إليها ليراها تسند رأسها على النافذة وقد كانت تبدو منغمسة بأفكارها

إنها بين صراع كبير ، خائفة أن تخبره بكل شيء ويخذلها وخائفة ألا تخبره فيفهم ذالك بأنها لاتثق به

لا تعلم إلى متى يجب عليها إخفاء شيء لم يكن لها ذنباً فيه ، لا تعلم إلى متى سيستمر هذا الحال بهم وكأنهم في متاهة يركضون ويلاحقون أصواتهم ، وبكل مرة يظنون أنهم وجدوا بعض بتفاجأون بأنهم عادوا لنقطة الإنطلاق

ترجلت من السيارة بعدما وصلوا للمنزل ولم تتحدث واتجهت إلى غرفتها بينما هو قام بركن السيارة ثم لحق بها

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن