#من_مذكرات_ماريا
"أنت لم تمر بمثل ما أنا مررت به على الإطلاق ، لم تذق طعم الخذلان مثلما تذوقته أنا، لم تخض معارك مع نفسك كل ليلة مثلما فعلت أنا، لم تعاني من الخيبة تلو الأخرى، لم يحدث لك كل ما حدث لي وظللت قويًا متماسكًا مثلي لم تسقط، فلأ تأتي إذا يومًا ما وتقول لي عانيت أكثر منك بكثير وتسخر مني ومن حزني، لأنك لن تمر أبدًا بما مررت به أنا."
@@@@@@@@@@@@@
دخلت إلى المطبخ وسرعان ما إرتمت على الكرسي بإنهاك وتعب وهي تقول لزينب الجالسة مع وائل على الكرسي :" ااه يا إلهي لقد تحطمت عضلات جسدي اشعر وكأنني خضت مصارعة مع أحدهم وقام بضربي" ثم رمت برأسها على الطاولة تحاول جمع قوتها
نهض وائل ووقف بجانبها وبدأ يمسح على ظهرها بحزن بينما احضرت زينب كأس عصير وقدمته لها قائلة :" اشربي هذا لتتجدد طاقتك" أومأت لها بشكر ثم حملت كأس العصير وشربته دفعة واحدة وقبل أن تنطق بحرف واحد أتاها صوت ليلى المزعج وهي تصرخ بإسمها تنهدت ماريا وهي تحاول تمالك اعصابها لتقف مجدداً وتخرج من المطبخ لكي ترى ماذا تريد منها
:" لماذا الغرفة ليست نظيفة ولا حتى مرتبة " قالتها ليلى بعصبية مفرطة لتنظر لها ماريا بهدوء وهي تنتظر انتهاء تلك المسرحية : " انا اتكلم معكِ لماذا لا تردين علي" اكملت ليلى حديثها لكنها لم تجد سوى نظرات هادئة من ماريا لتتركها ليلى وهي تكاد تنفجر غضباً
عادت ماريا للمطبخ مجدداً متناسية ماحدث معها منذ دقائق لتبدأ اصوات ضحكاتهم ترتفع وهم يتناولون طعام العشاء وقد إنضمت لهم سلمى بعدما إنتهت من أعمالها هي الأخرى
بعد إنتهائم من الطعام اتجهت ماريا ووائل إلى حديقة الفيلا لتتمدد ماريا على العشب وتنظر نحو السماء المليئة بالنجوم التي تلمع لتعطي منظراً في غاية الروعة
تمدد وائل بجانبها ليفعل مثلها أيضاً ينظر نحو السماء بدون أن يتكلم أحدهم وكأن الكلام سيفسد متعة المشهد
تحرك وائل ليقترب من ماريا محتضنها وجسده الصغير اصبح فوق جسدها بينما رأسه استراحت فوق صدرها يستمع لنبضات قلبها الهادئة المنتظمة وكأن هذا ماكان يحتاجه ليشعره بالراحة والسكينة ولم يجد مكان أفضل من حضنها الدافئ
تحركت يداها تلقائياً لتشدد من احتضانها له ، كانت خائفة من أن يتركها هو أيضاً كما فعل معها الجميع ، رغم عدم إفصاحها عن الأمر ورغم تلك القوة التي تتظاهر بها لكنها هشة ، حساسة ، ضعيفة لدرجة انها قد تعلقت بطفل خوفاً من ان تدخل بوحدتها مجدداً وكل تلك القوة ليست سوى قشرة خارجية لتخفي ضعفها فقط
بعد فترة غفى وائل على صدرها لتعتدل بجلستها ثم تحمله متجهة نحو غرفتها التي كانت بعيدة قليلاً ومتوارية عن الأنظار
أنت تقرأ
إنعزال مُظلم
Romanceاحتجت إلى شخصٍ يعانقني ويقول لي أنا بجوارك مهما حدث،، بدون السؤال ماذا حدث؟! احتجت إلى عناق صادق فقط عناق يدفئ أطرافي الباردة،، عناق يثبت أننا لن نفترق أبد الدهر...! لكل أحد منا نقطة تحول سوداء في حياته ربما هي نتيجة خيانة أو قهر او حقد او..... لكن...