{الجزء السادس والعشرون}

264 10 8
                                    

#من_مذكرات_ماريا

لطالما اخبرتك ان لاتسألني عن حالي مرتين ففي المرة الأولى سأخبرك أنني بخير ، ولكن في المرة الثانية سأكتفي بالبكاء

دائماً ماكنت أشعر بالخنقة وكأن الدنيا كلها حشرت في حلقي ..
لكن ياصديقي الآن الأمر مختلف كلياً ، هذه المرة الخنقة ليست بحلقي بل الخنقة محشورة بقلبي
أشعر وكأن روحي تحترق بشكل سيئ .. سيئ جدا

@@@@@@@@@@@

إستيقظت صباحاً بنشاط غير معتاد منها منذ أن حملت لتجد مازن مازال نائماً بعمق

كتمت ضحكتها بصعوبة وهي تستمع لصوت شخيره الخافت الذي يخرج من بين شفتيه بسبب نومه الغير مريح

جلست على السرير ثم اقتربت منه وساعدته على الإعتدال بنومه وسرعان ما اختفى ذالك الصوت 
رفعت يدها تداعب خصلات شعره وذقنه وكل تفاصيل وجهه بأنمالها الرقيقة

مالت برأسها على وجهه لتطبع قبلة على عينيه ثم جبينه ويليها وجنتيه وقبل أن تكمل طريقها نحو شفتيه فتح عينيه وهو يعبس بوجهه من إزعاجها له في هذا الصباح

اتسعت ابتسامتها مظهرة غمازتيها وهي ترى الخمول على عينيه ويحارب بكل جهده ألا يغمض ويغرق بالنوم مجدداً

:" هيا إستيقظ ، لاتكن كسولاً ، اليوم عطلة وأريد أن أقضي معك اليوم كله ، أنا بالكاد أراك بسبب العمل " قالتها وهي تمسح على وجنتيه ليقول بنعاس وصوت متحجرش أثر النوم :" أرجوكِ خمس دقائق فقط "

أومأت له بهدوء ثم لثمت جبينه وأرادت الإبتعاد كي لاتزعجه ، إنها تعلم تماماً بأنه يتعب كثيراً بالعمل ، فهو رغم إهتمامه بإدارة المشفى إلا إنه أيضاً يقوم بعمليات جراحية أغلب الأوقات

وقبل ان تتحرك من جانبه سحبها مجدداً وجعلها تمدد جانبه ليضع رأسه على صدرها ويشد من عناقها متنفساً رائحتها بعمق وهو يغمض عينيه بنعاس ليعاود النوم من جديد بينما ارتفعت يديها لتمسد بها رأسه

بعد وقتٍ ليس بالقصير إستيقظ من نومه واعتدل بجلسته ليتثائب بنعاس وعينيه تغلق لا إرادياً

قهقهت عليه وهي تراه يبدو ك طفلٍ صغير ، حملت كأس ماء من جانبها على الطاولة ثم قربتها من شفتيه تجعله يرتشف منها ليتنشط قليلاً

:" إن كنت تريد رؤية مكان جميل جداً إستيقظ سريعاً لنتناول فطورنا ونذهب " قالتها بإبتسامة وهي تعتدل بوقفتها وتجمع شعرها

نظر لها بنصف عين متسائلاً بكسل :" وأين هذا المكان؟"
أجابته من داخل الحمام بعدما غسلت وجهها :" إنه بالغابة ، أدعوه بمكان إنعزالي " وما إن أنهت كلامها حتى نهض سريعاً من مكانه متحركاً بحماس والنوم طار من عينيه 

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن