الرابع عشر

371 23 9
                                    

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
:لما فعلت ذلك ؟
:لأجلك يا توليب
غضبت والتفت نحوها كانت تعابيري اقرب الى انني كأنني حد الانفجار :امي ريفان ما فعلتيه اكبر خطأ قمت به ، الا تدركين انني بعد ان ابقى معهم داخل قصرهم لهولاء الاغنياء انني سأحب الاغنياء انا امقتهم اكره كل غني على وجه الارض وبعد ثلاثة اشهر سأهرب
على نقيضي كانت ملامحها اشبه بغارقة في بئر من الاحزان :كعادتك دوماً ما تهربين من حقيقتك
ببركان لا يزال ثائر قلت :هذه حقيقتي ، هذه انا ، لما لا تحاولي ان تتعايشي انني مجرد لعنه فقط
لتنهرني بغضب مماثل بعد ان وقفت امامي مباشرة وانا كنت خلف النافذة المفتوحة اشعر بنسمات الهواء الباردة تحاول ان تلطف اجواءنا الاشبه بفوهة من الجحيم ، امسكتني من كتفي وقربتني نحوها : انتي لست لعنة يجب ان تدركي انكي نعمه رزقت في عالمنا انا وامك وجدتك وبقية عائلتك جميعنا نريد لكي حياة افضل
:حقاً اين هم قولي لي امي قتلت امامي وجدتي بسبب حزنها علي اعتلها المرض ولازمت الفراش وماتت وانتي الى متى تحاولين مداواة قلبي الميت اصلاً
نقرت عليه :الله عندما يخلق مخلوق يضع في قدره دوماً طريقين الاول الفرح والآخر هو الحزن وهاتان الطريقين اقدامنا تسير بحرية  على احداهما لما اذاً دوماً تختارين الحزن يا توليب لم تحتفظ بكي والدتك برغم كل الصعاب الا لتراك سعيدة في حياتك يا توليب
دمعة من عيني اليسار سقطت وحيدة اجابة على سؤالها لتضمني بين اضلعها وتشد على روحي الباقية فيه بعدها تضب اغراضي لاذهب الى امقت مكان سكن الاغنياء .

وها هو خادم العائلة يحمل حقيبتي لأغادر بدلاً من بيتي الحقيقي وهو الميتم الى عش الاغنياء وها انا قد ركبت سيارتهم الفارهة آخر موديل السنة من جلد طبيعي مريح ومزعج الى كل ما تملك من وسائل لراحة الراكب وها هو قد ادارها السائق ومشى بعيداً عن منظر المشفى الكئيب لاغمض عيني محاولة النوم وقد افلحت .....،

:اسمك توليب اهذا صحيح
:نعم
بابتسامة شقية زينت ثغر هذا الوجه الجديد الذي يأتي الى هنا كل نهاية الاسبوع مع والدته ووالده وكما عرفت يدعى ادم وهو صديق كارمن المقرب :مرحباً ادعى ادم اتمنى ان نصبح اصدقاء فصديق صديقي هو صديقي وانتي صديقة كارمن منذ الطفولة
لم اقل شيء فمنذ ان جئت منذ اسبوع الى هنا وانا ابارك الشرفة على السطح فقط لم استطع ان اذهب الى منزلنا مع انه نظيف ومرتب كما قالت لي امي ريفان وكذلك لم استطع ان ازور قبرها القريب من هنا المقبرة على طرف القرية القريبة من الميتم بينها وبين الميتم شارع ولما اقل قرية انها اشبه بمسكن للمتشردين فقط من لا يملك مالاً او دخراً له يعيله على تعب الحياة كوالدتي .
كان هو ينظر الى السماء كما افعل حتى اتت كارمن وبعدها بدؤا يتشاركون احاديث لم افهم نصفها ولكن هناك شيء تعلمته من دارك ان لا اثق بالبشر وخاصة الاغنياء وهو واحد منهم ....،
صحوت على أثر حركة السيارة مع انها لا تكاد اشعر بها لكن التلة التي نصعد لها والسور الحديدي الذي اراه امامي واسم الوافي يزين عنقة في القمة لادرك اننا على وصول الى عشهم ولادرك وقتها انني حقاً لا انتمي لهم لا انتمي الى هذا المكان وانني لا اريد الدخول ولكن ليس كل ما نتمناه يتحقق وها انا اعبر اسفل اسم الوافي ...،
توقفت السيارة اخيراً وبعد ان فتح لي السائق الباب نزلت بخطى بطيئة وانا مطأطأ الرأس داخل القصر الكبير وفي الدخل كان الجميع موجوداً جالسون ليحيوا الضيف الثقيل عليهم وكما تعرفون انا اعرف احفاده والآن سأتعرف على باقي العائلة واتمنى ان من كل قلبي الا يحدث فالامر لا يهمني ولا يعنيني اطلاقاً لا اريد ان انسج معهم اي خيوط تربطنا بعلاقة ولا من اي نوع ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فها هو الجد الاكبر الوافي بطلته المهيبة وعمره الذي يعطي للغير ان له خبرة كافية ليكون عامود العائلة المتين الذي يكون مركز ثباتهم وارستقراطيتهم وها هي العصا التي يتكئ عليها تحدث صوتاً على ارضية الصالة الواسعة لانزل انا رأسي فوراً نحو الارض .
قال بصوته الرخيم والواثق:اهلا بك بيننا يا انسة توليب
:اهلاً
:بيتي الآن اصبح بيتك خلال هذه الاشهر الثلاث وانتي تستحقينها وبجدارة
:شكراً لكن انا مجرد ضيفة وهذا ليس بيتي ارجو المعذرة
:لا تقلقي لن يمسك احد حتى انني عرفت ما فعلوه احفادي بك وقد نالوا ما يستحقونه
لم اقل واكتفيت بأن اللحق به نحو قاعة الجلوس لتتوضح عندي اكثر ويتوضح وجوه الآخرين ...،
اشار الى رجل في منتصف الاربعينات يشبه لحد كبير عادل وكأنه عادل بعد عشرين سنة :ابني الاكبر هادي بعدها ابنتي الوحيدة ووالدة عادل :اميرة وبعدها ابني الوسط وابنائه احمد وامجد وجنا :كريم وابني الاصغر وابنائه نوار واليسا : محمد
:مرحباً اسمي توليب
كان البرود والهدوء يلف المكان لكن وجوه ابنائه توحي بأن الامر عادي .....،
جلست وحاولت الا انظر لهم فقط الى زخرفة الارضية الانيقة ذو الرخام الرفيع لاتوه في خطوطها ورسمتها المتقنة حتى انني نسيت اين انا ....،
فقط احاديث عابرة تصوح في المكان بين هذا وهذا وانا اكرر لما انا هنا !!!؟
حتى قطع كلامهم صوت شخص يرتدي بزة سوداء وبيضاء ويبدو انه كبير الخدم قال ببرود ورزانة :طعام العشاء جاهز .
وقف السيد الوافي لنقف كلنا بصف واحد كأننا في المدرسة والحقيقة في المكان كله لم يلفت نظري سوى شيئين برغم من المكان من حولي يصرخ قائلاً انظروا انا ثري وفخم لكن الشيئين الذا لفتا نظري هما الزخرفة تحت اقدامي والحائط مرسوم عليه شجرة التين وعلى نهاية كل غصن صورة توضح كأنها شجرة العائلة كأنهم ثمارها وب الرف تحتها مجموعة صورة لهم بمختلف الاعمار وكائن واحد عرفته من بينهم فالطالما رأيتها في رف امي ريفان ودون وعي مني اقتربت لانظر عن كثف لها وسط دهشة الجميع ....،
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

البطة القبيحة توليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن