السادس

378 26 4
                                    

كنت داخل حوض الاستحمام اجلس القرفصاء وادع الماء يتساقط علي من الصنبور كان بارداً ومع ذلك لم اشعر به لإن قلبي يشتعل بداخلي وحرارة في جسدي تلتهب في اوردتي وشراييني كنت ابكي حزناً ليس بسبب كلماتهم القبيحة نحوي ولا تنمرهم علي بل لأنهم سيمنعون من ان امتحن نهاية السنة وان فعلوا كيف سأوفي بوعدي وها انا قضيت الليل كله داخل هذه البقعة وحيدة كسيرة وحزينة .

وفي اليوم التالي انتشرت الصور عند جميع الطلاب وعلى الحوائط المدرسة جميعها وها انا كفأرة تحاول الفرار بين ايادي القطط المتوحشة وضحكاتهم وخمشاتهم وسبابهم وكلماتهم القذرة نحوي وبين اروقة الصفوف كنت احاول الخلاص وها هي يد المنقذ امسكت بي كان هو الاستاذ وليد وها نحن داخل غرفة المدير وها هو يساعدني من جديد "يجب علينا ان نفعل شيئاً يا حضرة المدير انظر الى ما فعلوه ليريه صوري داخل هاتفه كذلك "ما هذا الاستهزاء ان تمادوا اكثر ماذا سيحدث لهذه الطالبة ومستقبلها ليس لك اي فكرة عما سيحدث لها ولا فكرة كيف تجاهل الاداريين نحو هذا النوع من الاذى يدمر المرء " ليتنهد المدير والشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو منع انتشار الصور والحد من هذا الجنون فالجميع يعرف من بدأ ولا يجرؤ احد ان يتمادى فهم كنوز اصحاب هذا المكان ومستقبلهم المهني والعملي مترتب على ذلك " انتهى الامر مؤقتاً واخرجني الاستاذ وليد واخذني معه الى مكتبه الآمن وبعد ان دخلنا وطلب لي شاي مهدأ مع انني لم اكن منهارة لذلك الحد ولم ابكي او اسقط دمعة او ارتجف من الخوف فهذا لا شيء الذي يحدث نقطة صغيرة او جزء بسيط من حياتي وكان يدرك انني اتقبل هذا الاذى لنفسي ولهذا ادرك انه هو ايضاً يخفي شيئاً فلماذا يساعدني برغم من معرفته وينقذني في كل مرة وها هو يمسح على نفس الصورة لتلك المرأة "انتي قوية انا متأكدة من ذلك وايضاً متأكد انكي لا تريدين ان تبقي في هذا المكان لثانية واحدة يا توليب واخبرتك انني معك وسأحميك " لاقول "يريدون ان يمنعوني من ان امتحن نهاية العام فهل تساعدني هذا الطلب الوحيد الذي اريده منك " ضحك الاستاذ وليد لتجاهلي لكل الاجوبة التي يريدها بطريقة ذكية وبعدها اومئ واجاب "اخبرتك انني سأفعل " لاقف واشكره بعدها اخرج ذاهبة الى النادي .

وها انا داخل غرفة النادي امام خزانتي لارتدي الثياب التي احضروها لي كانت فتاتان بجانبي عرفاني عن كل الامور وبالنظر الى وقفتهما ونظراتهما وكلماتهما هما مجبوران على ان يكونا معي ،
ارتديت وخرجت لاجد الجميع هنا ومن بينهما اليسا وجنى يسبحان بمهارة في المسبح وها هن خرجنا بطريقة درامية ملفته منه وقطرات الماء تنعكس على بشرتهما النظرة وهذا ما كانا يريدان ان يفعلها الانتباه التام نحوهما وها هما تقدما نحوي واصبحا امامي نظراتهما علي نظرة حيوان مفترس يدرس وجبته قبل الانقضاض عليها ،
كانا يجففا شعرهما الرطب وجسدهما عندها وفي هذا الوقت تأكدت ان ما اشعر به عند قبولهم لي ان هناك مكيدة تكاد لي فالهدوء وانفاسهما المنتظمة والرتيبة كأنهما يستعدا لشيء .
وها انا في وسط حوض السباحة العميق مربوطة القدمين واليدين قد رموني من اعلى واثبة القفز بعد ان تحدوني ان استطعت النجاة هكذا لا ارى سوى المياه من حولي وصوت الموت يدنو الي شعرت انني اغرق مقترب من بوابتها تفتح على مصراعيها منادية لي هيا يا توليب حان وقت النوم الابدي هيا يا توليب لتجتمعي مع احبائك لتجتمعي مع حمرائك تنتظرك في الجانب الآخر وانا اطوف للأسفل اشعر اني احلق للاعلى نحو السماء نحوها هي امي .
لابتسم وانا مستسلمة للموت المحتم ولم تكن هناك اي رغبة في ان اسحب السكين الذي وضعوه في كمي لاعيد نفسي الى حياة الجحيم .
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

البطة القبيحة توليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن