الواحد والاربعون

232 15 4
                                    

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
كان يدي الاستاذ وليد مليئتان بدماء اليكساندر لكنه قد نال من الضرب ما نال ، فها هي عينيه قد انتفخت وتورمت وشفاه اصبحت كحبة دونت مدورة وبينما يجلس وحيداً في الغرفة المنفردة المعتمة الا من ضوء بسيط قادم من نافذة صغيرة فوقه ، كانت عالية جداً .
وها هو يسمع صوت الفئران والحشرات من حوله لكن صوت اليسكاندر قبلاً وهو يحكي له قصتها كان اعلى بكثير وبعد ان انتهى من سردها انقض عليه ولكمه على عينه فرأى التفاجئ فعينيه لكنه فهم بعد ذلك وضحك وقلب الامر واصبح هو من تولي امر المضاربة مع مجموعة من رفاقه في الزنزانة وهذا كان سبب وجوده هنا الآن بعد ان اتوا السجانين واخذوا مثيرين المشاكل.
رفع وليد رأسه ولمعت عينيه البنيتين وردد برعب : انا قادم اليكي يا توليب انا سوف اكمل ما بدأته لن اتركهم وبعدها اريد ان اسألك انتي عن شعورك وعن سبب ايقافي لما لم تدعيني ان انتقم لي ولك منهم لما تقفين امامهم وامامه باستسلام ؟! هل لهذا انتي لم تتركيني ، وهل لهذا انتي تريدين مساعدتي ، لا تستطيعي اخذ حقها فقد محو كل شيء و لن تقدري لأنهم لن يسمحوا لاثامهم وايديهم الملطخة بالضحايا ان تعلن امام الناس جميعاً لهذا سأقتلهم جميعاً بيدي الاثنان كلما ما اريده ان ترتاح روح اختي الصغرة في قبرها ، كلما ما اريده هو ان تعود ابتسامتها ، اختي الصغيرة المسكينة التي تلطخت سمعتها بسببه بسبب ذلك الاستاذ المدعو اياس وبسبب عائلة الوافي .
وبعدها ابتسم ابتسامة ممزوجة بين الحزن والالم والحقد والغل وضحك بقوة بعدها  لدرجة ان السجان الذي كان يحرسه ضرب الباب الحديدي بقدمه ونهره قائلاُ :كف عن الضحك والا لن تخرج منها في الغد وسيمنع عنك الطعام .
فقال وليد : هل تقصد كوب الماء القذر وقطعة الخبز العفنة والبطاطا الباردة .
فسمع صوت انزعاج السجان الذي ضرب الباب بقدمه وبعدها نظر له عبر النافذة الصغيرة في المنتصف وقال :ان لم تعجبك ايها المجرم الحقير لا بأس لن نعطيك اياها بعد اليوم ولن نهتم ان مت هنا فنحن سنخسر حثالة لا فائدة منها ونرميها في مكانها القمامة .
وبعد ان انتهى ضحك بحقارة مستفزة واغلق الفتحة لكن وليد لم يهتم لكلامه فهو يفكر في امر اخر تماما ً . فماذا تفكر يا استاذ وليد ؟؟؟؟؟؟

واما في المشفى ...
كانت اعين اليسيا المندهشة والمفتوحتان على وسعهما مصوبة نحو اخيها وامجد بعدها نحو جنا المنهارة وكيف ان اعينها حمراء كالبندورة . واخراً نحو احمد وعادل الذي كان خالي من اي مشاعر امامها فقط جامد في مكانه ظاهراً ، لكن في عمقه يدعوا سراً على ان تصبح بخير جسدياً ونفسياً وخائف ان ما حدث يؤثر عليها عندما تستيقظ من غيبوبتها وان حدث ذلك يقول بعمقه "لن اتركها سأكون معها حتى لو افرغت كل همومها لي لن امانع "
اما اليسيا عادت نظرها الى نوار وقالت بدهشة صاعقة مما غفلت عنه فيما سبق :اتمزح صحيح اعني هي لا يبدو عليها انها تصنع وجهها المزيف .
قال احمد :هذا ما عرفناه من المحادثة ، الحقيقة انها جميلة وليست قبيحة يا اليسيا
رفعت يديها وتأتأت وبتوتر شديد قالت :انتظر ! انتظر !! هي تقبح نفسها تغير شكلها الى ذلك الوجه البشع ان كان هذا صحيحاً وهذه هي الحقيقة اذاً نحن كنا تقوم بأذيتها على شيء مزيف وغير حقيقي ابتكرته هي .
اومئت جنا وبشهقة :نعم هذا ما عرفناه هي يا اليسيا تملك شعر اشقر وليس اسود كما تبدي لنا واعينها ذهبيه وذاك المجرم قام هئ ........ ، ولم تستطع اكمال ما تريد قوله
لتنزل دموع اليسيا وتبدأ البكاء ولكن الصدمة لازلت على وجهها فهي عرفت متأخرة وحديثاً عرفت كذلك من المحقيقين من هو ؟ وماذا فعل ؟ وعرفت من اخوتها ما قام به لها ؟ وايضاً انها قاتلة محترفة اجبرت على ان تكون قاتلة .....
صدمات متتالية لم تستطع تحملها وها هم كلهم امام بابة غرفة العناية يرون عقارب الساعة وينتظرون الوقت ريثما يخرج احد ويطمئن عليها .
وفي هذا الاثناء امام بوابة المشفى ركنت سيارة اجرة وقبل ان يقف السائق نزلت امرأة في الستينات من عمرها تهرول الى الداخل وعلى وجهها علت تقاسيم تدل على انها مرعوبة حد الانهيار واما عينيها كانتا مذعورتان وحاىرتان وكتافها متيبستان وصدرها يعلو ويهبط ودقات قلبها كان عالياً ليبدو كأن الجميع يسمعه -بوم -بوم واما شفتيها تردد جملة واحدة : ابنتي توليب -ابنتي توليب -ابنتي توليب ......

البطة القبيحة توليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن