الثالث والاربعون

209 11 9
                                    

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
مضى ايام على قدوم توليب في تلك الهيئة الى الميتم وبعد ان وقفت امام صديقتها الاولى واعتذرت منها اغلقت على نفسها فوق في السطح القديم الذي لا يطئه اي قدم ولم تخرج بعدها .
قلقت ريفان عليها وهذا القلق وصل الى ادم ووالدته عندها هي حكت لهم من هي وما هي حكايتها ، وها هو ادم وهو يحمل الكاميرا ينظر الى كارمن التعيسة لحالة صديقتها بعد ان خرجت من عندها للمرة المئة خائبة الامل .
قال لها ادم وهو يضع يده على كتفها يواسيها :لا بأس يا كارمن المهم ان لا تستسلمي وان تقفي بجانبها .
بكت كارمن بعد ان احست انها هذه ليست هي التي عرفتها يوماً وبحشرجة قالت لادم : ادم ان نظراتها الباردة والميتة تقتلني هذه ليست صديقتي انها ليست هي وتوليب ما هذا .
سكت ادم واحتضن كارمن ليواسيها وهو يحرك يده بلطف على ظهرها .

وهكذا كانت تعيش توليب حالة من نكران الواقع .

مضت الايام وتلتها شهور وبقيت توليب حابسة نفسها في قوقعة مظلمة حالكة السواد حتى انها لم تزر قبر والدتها ولم تذهب الى منزلهم لترى الذكرى الوحيدة التي تخصها مع والدتها .

وها هي ريفان تجلس بجانب ابنتها التي اصبح حالها يرثى لها تحاول ان تدب الامل في المضي في الحياة ، ان تعيد شرارة السعادة التي انطفأت منها : هل ستبقين هنا بعيداً عنا حتى بعد عودتك ؟
لم تجبها توليب لتتنهد ريفان وتبكي بصمت وبحشرجة وضحت في نبرة صوتها وهي تقول :منذ ان اختفيت وانا قلبي يتقطع يا ابنتي بحثت عنك وكنت لا ازال ابحث وابحث ولم افقد الامل فأنتي قبل ان تكوني امانة انتي ابنتي التي ربيتك التي رأيتك تكبرين امامي منذ ان كنت علقة في رحم والدتك .
بكت توليب وسقطت دمعة على ذكر سيرة والدتها وهي تتذكر ايامها معهم وعذابها اللفظي لها الذي يدمدم لها كتوهيده لها كل ليلة .
اما ريفان تابعت كلامها : قلبي كان يخبرني انك على قيد الحياة وروحي تتعذب كل ليلة وانا اسأل نفسي هل اكلت ؟ ماذا تفعل ؟ اهي بخير ؟ هل تتعذب ؟ كيف حالها ؟ وابكي حتى الصباح . وها  انتي امامي ولا زلت اتعذب كل ليلة على حالك لما لا تشاركين الآلآمك ؟ بثي لي بعض من عذابك ؟ اخبرني كل ما مررت به ؟ ولما اصبحت هكذا ؟ ولما توليب ؟ وجسدك المشوه ولا تنكري انا رأيت اثار السوط والوسوم المليئة في جسدك ؟ اخبريني كيف وصلت الى هنا ؟
عندها قالت توليب ببرود وهدوء وبحالة انكار شديدة : انا قاتلة .
نظرت لها ريفان بأعين متفاجئة ومستفسرة عما تقوله ولم تدرك للآن انها هي الحقيقة التي تجعلها تخفي نفسها في هذه البقعة الحالكة لانها قاتلة .
تابعت توليب بهدوء وبرود اكبر وهي تنظر لعينين امها ريفان :واعرف حقيقة من انا وماذا فعلوا عائلة والدتي لها ولما ؟ وكيف زوجها تخلى عنها ولما ؟ اعرف كل شيء يا امي ريفان واعرف انكي تعرفين كذلك ، لكن الشيء الوحيد الذي لا اعرفه ولا اريد ان اعرفه هم اسمائهم ومكانتهم ومن هم لا اريد هذا لا اريد ان اعرف لذا لن تخبريني من هم ولن تقولي شيئاً نحن الاثنان من نعرف هذه الحقيقة وهذه الحقيقة ستبقى جاهلة للآخرين من انا وما هو اصلي لاني وبكل بساطة ليسوا عائلتي وبكل بساطة بسبب انني لا اجتمع معهم بأي ذكرى تشملنا لاني لا اعرفهم يا امي ريفان .
بكت ريفان على حالة ابنتها المتدهورة والتي لم تستطع ان تفعل شيء لها ، فقط احتضنتها وبشدة وهي تعتذر . لتقول توليب بهدوء:لما تعتذرين انتي لم تفعلي لي شيء وايضاً اريد ان ازور امي ؟
ابتعدت عنها وامسكت كتفيها وهي تردد بحرقة كبيرة والدموع تغطي وجنتيها نزولاً لنحرها :اجل يا ابنتي لتزوري والدتك سأدلك عليها .
اومئت توليب بهدوء بينما ريفان عاودت احتضانها .

البطة القبيحة توليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن