كانت عيناها تحكي الكثير . سارة ..... نعم هذا هو اسمها التي اطلق عليها عندما اتت الى هذا العالم .امي سمتني كأسم جدتي تيمن بها. وحباً واحتراماً للشخص الذي وقف معها واحبها وامن بها والذي لم يتخلى عنها كما فعل الجميع ، جميعم تخلوا الا هي .اهدتها مكان امن .اعطتها الامان . ولم تعطيها وعد لم توفي فيه . كانت الام التي لم تحصل على حبها وحنانها . والعائلة التي حلمت بها . وانا توليب من حملني اول مرة كانت جدتي سارة . ولكني لست كذلك . توليب ،هذا الاسم، دارك من اعطاني اياه ، هو اسم امه التي ادخلته الى عالم الهلاك والظلمة ، وهو اسماني ليكون المفتاح الذي وصلني لذلك العالم . وقد فعل .
نظرت له وقالت :اقال لك . وبعد ان انتهت سقطت دمعه من عينيها الاثنتان وبعدها فتحت فاهها وتابعت : كل شيء .
نظر لها وليد .بل نظر الى الحكايات المدفونة بين رموشها المببلة . وترجمها .عندها قال بهمس : كنت اعرف .انتي تشبهين حقاً شقيقتي .وبعد ان انتهى رفع يديه ونهض عنها ووقف امام المنحدر ونظر لها وقال بهدوء غريب : لما لم تنتقمي ؟ ولما لم تفعلي شيء امامهم ؟ كيف سولت لكي نفسك ان تنظري لعيونهم ؟ ولاحلام امك التي كسرو جذورها وحطموا اغصانها ؟!!!!!
اجابت سارة وهي تنظر اليه :لان امي قد سامحتهم لهذا لم استطع . كانت قد كتبت في مذكراتها انني النعمه التي اعطوها اياها .
ابتسم وسأل : هل انتي نادمة ؟
فهمت عليه وامئت :نعم وكثيراً قتلتهم ولم استطع الراحة ولم اخرج من عالم هلاكه لازال بداخلي ولازلت توليب خاصته لست سارة خاصة امي .اريد حقاً ان اصيح بأعلى صوتي وابوح للجميع لكن .... اكتفيت ان ارتدي عباءة تخفي كل حقيقيتي وها انا امامك مزيفة من اعلاي لاسفلي وحسب .
ليسأل على نفس الوتيرة :ولهذا اوقفتني لكي لا ادخل هذا العالم .
اجابت بايماء ورددت :اجل لهذا .
وعلى نفس الوتيرة :هل ستخبريهم ؟ او الاصح هل ستأخذين ثأر ايفا ؟
بسرعه :اجل وانت كذلك يمكنك ان تبدأ من جديد استاذ في الميتم انا متأكدة ان الجميع سيحبك
ابتسم وقال : لقد خططت لكل شيء
نفت وتقدمت نحوه : انت تعني لي الكثير وانت اصبحت جزء من حياتي . كنت الاب الذي فقدته في حياتي . وانا لا اريد ان يموت احد اخر عزيز علي امامي .
ابتسم لها اكثر وقال :انتي تلميذتي المفضلة اتمنى ان تزيلي العباءة الثقيلة عليكي وان تري نفسك الحقيقية سارة الفتاة التي حظت بها والدتك والابنة التي تمنتها . التي ارادت لها ان تحلق . وان تحقق احلامها . ان تقف امامهم ضاحكة انا اتيت ضد رغباتكم . لا تنتقمي فهم لا يستحقون لكن هم اريدهم ان يروا من سبب الالم لشقيقتي والذي قتلها بدم بارد ولم يشعر بالندم انه فعلها .
انتهى ووضع قطعه قماش وطواها باحكام بين اصابع يدها وبعدها شد على يدها وهو ينظر داخل عينيها :ادخليه وهم يدركوا من فعلها ؟ ولما ؟ اريدك ان يعرفوا انه انتي . واريدك ان تخبريني ما هو طموحك ؟
بكت سارة وشدت على تلك القطعه فهي عرفت ما هذا ؟ ولما ونظرت له ورددت بحشرجة عميقة : اريد ان اكون الفتاة التي تمنتها امي . واريد ان اكون سعيدة وان اكون قدوة للايتام كأمي ريفان .
ضحك الاستاذ وليد ومد يديه كأنه يحلق وردد بارتياح وهدوء: اراكي هكذا يا سارة اراكي هكذا .
وبعدها خطى خطوة للوراء ليسقط للاسفل .
.
.
.
وعندها فتحت سارة عينيها وهي تذرف الدموع على موت الاستاذ وليد .
.
.
.
وقفت وعندها داهمها دوار طفيف ولكنها قاومت وفتحت الباب فتجد الجميع في الخارج وجنا اول ما رأتها قفزت نحوها وهي تسألها :انتي بخير توليب ؟
رمقتها وابتسمت وبعدها مسحت على جبينها المتورم وسألت :وانتي بخير ايضاً ؟
لتحتضنها جنا وهي تبكي وتشاركهم اليسيا كذلك فيضحك الكل وبعد لحظات تبعدهن سارة وتقول بحزن كأنها تتأمل ....... ان يكون على قيد الحياة .بلعت ريقها ببطء وقالت :هل وجدتموه ؟
عرفوا من تقصد ، وعرفوا انها يجب ان تعرف انهم قد وجدوه ميتاً في قاع البحيرة قبل نصف ساعة . وهي عندما عرفت تبللت عيناها لكنها في نفس الوقت صمدت لتكمل الوعد الذي وعدته له ، وهو ان تثأر لروحيهما .وكذلك رست بطلتنا واخيرا عما تريد فعله . وقررت انها سوف تكمل حلمها . وانها ستزيل كل الاقنعه البالية والعباءة الرديئة التي كانت ذريعه ورقعه فوق حقيقتها المؤلمة .وهكذا انتهت الرحلة .وهكذا تم دفن جثمان الاستاذ وليد بالقرب من جثمان شقيقته . وها هي سارة بطلتنا تقف امام قبرها بهدوء وصمت كبير فقط تنظر الى النقوش واسمها المحفور فوق شاهدها ولكن في قلبها كانت تحادثها كأنها موجودة امامها .تتعرف عليها لروح شخص سمعت عنها ولم تقابلها يوماً .
وها هي تردد بسرها قائلة "تشرفت بمعرفتك ايفا وكم اريد رؤيتك وبشدة ولكن اظن ان لقاءنا معاً سيطول لاني اريد ان اعيش حياة طويلة ومتكاملة ، اسمي سارة وامي رفيف هل قابلتها ؟ وايضاً جدتي وهي اسمها سارة كذلك ، سميت على اسمها . اخاك هل رأيته ؟ اخبريه انني سأوفي بوعدي له . نعم ايفا وبعدها سأتي لاودعك فأنا سأرحل وقد لا تعرفينني عندما اتي ." ضحكت بحشرجة وهي تؤشر على نفسها وتكمل حديثها الداخلي " هذا ليس انا وانما زي صنعته لاهرب ولكن انا مختلفة ، جداً .واعتذر عنهم ، وعن ما سببوه لكي . ولكن من حديث اخيك اظنك ستقدري اعتذاري . وانا سعيدة لاني انقذت اخاك في ان يصبح مثلي قاتل ، وانه شبهني بكي ، فهل حقاً نحن نشيه بعضنا . " رفعت كتفيها وبينما عيناها اسقيا نحرها . وها هي تضع الزهور المفضلة لها وردة الجوري الابيض وغادرت المكان وهي روح اخرى . ووصلت الى القصر ودخلت الى غرفتها فيرن هاتفها وكان امها ريفان . دردشا سوياً .وحاولت ريفان ان تزيل القليل من همومها ، وكم ارتاحت انها هادئة وغير مضطربة . وبعدها تطرقت الى موضوع مهم جداً :توليب لقد انتهت الشهور الثلاثة ؟
فهمت عليها واجابت :نعم بعد اسبوع سوف اتي الى الميتم يا امي ريفان فهل تريدين مني شيئاً .
تنهدت ريفان وقالت : هل ........ وبعدها سكتت
ابتسمت سارة وقالت :هل تريدين سؤالي عن شعوري ناحيتهم سأخبركي : امي من سامحتهم لكن انا لا ، لم استطع ، هو يعرف الحقيقة انها ظلمت ، ومع ذلك لم يبحث عنها . امي لم تكن بعيدة . كان بأمكانه لقيانا ، ولكنه اكتفى بالاستسلام . ولكن انا تمنيت ...... اردت لو عشت بين اشقائي .كبرت معهم . ولعبت معهم .درست معهم .نضحك ، نلعب ، نمرح ،نبكي ، نشاهد ، ندردش وننام سوياً . هم غيروني وانا لم اعد اعرف ما اريده تماماً .امي ريفان مهما حدث انتي ستكونين بصفي صحيح ؟!
بكت ريفان كثيراً لتبكي معها هي ايضاً وبعدها اغلقوا الخط بعد ان بدؤا بتهدئة بعضهم .
.
.
.
وفي المساء اجتمع الشباب في الحديقة امام المسبح وكانت سارة بينهم .كانوا في صمت وهدوء مريب . سارة تنظر الى وجوههم وهي قرأت ما يفكروا به .فما حدث في الرحلة اثر عليهم ، وايضاً انا سأغادر هذا المكان. لكنها لم تفعل شيء .فقط اكتفت في ان تشاهد القمر وهو مكتمل الليلة .
.
.
.
مضى ست ايام. وفي الغد سارة سترحل من قصر ال وافي ،لتقضي به ثلاث اشهر كاملة . وقرر الشباب ان يقوموا بعمل مفاجأة لها قبل رحيلها .بينما هي اكملت كل الاجراءات المترتبة لزج اياس في السجن ولم تهتم ان عرفوا انها هي . وقد سلمتهن للعم نوح والذي بدوره صدم انها ستكون في وقت صدور الحكم . والذي كان غداً صباحاً. وها هي بعد ان اخبرته وعند غلقها للخط ، اقتحمت كل من جنا واليسيا غرفتها وهن يرتسمن على وجوههن ابتسامة غريبة . لتفهم سارة وتبتسم فيضحكن وهن يخبرنها ان هناك مفاجأة لها ، وانها عليها ان تجهز نفسها .وحتى انهن هن من اختارن الملابسن . والتي بالطبع كانت سوداء اللون .وبعد ان انتهين خرجنا لتضحك بخفة وتؤخذ الرداء وتغير بما ترتديه وكان

أنت تقرأ
البطة القبيحة توليب
Misteri / Thrillerفتاة بشعة المظهر وكذلك يتيمة الام قتلت امها امام عينيها وهي طفلة في السابعة من العمر لتعيش في ميتم وقبل ان تبلغ الثامن عشر تحصل جريمة قتل تتهم فيها وكان الشخصان الذي ماتا صديقها الغني وصديقتها في الميتم وتتبين الحقيقية انها لم تفعلها لكن والدة صديق...