التاسع عشر

307 21 4
                                    

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
كنت اعرف ما سبب مرضي وانني لا استطيع مغادرة فراشي الآن لذلك انا حرفياً بقيت في جناحه لم اعتد جناحي وها انا الآن انتقل الى اخر عادل لم يتركني يدخل علي في كل وجبة طعام واحياناً يتحايل علي ليطعمني بنفسه وفي كل مرة اصده لدرجه انني تعبت وانا افعلها في كل مرة لهذه احياناً اتركه واحياناً لا وفي الليل يدردش معي عن كل ما يفعله مع اني ادرك انه يذهب الى الشركة وياتي الي متعباً لكنه يفضلني على الراحة لهذا لا اطرده واستمع له واطلب منه ان يجلب لي كتبي لاتسلى وها هي خمسة ايام مرت وها هو الطبيب يفحصني بابتسامه بعدها نظر الى السيد وافي وقال :هي بطلة وقوية وكنت متاكد من ذلك وهي الان في اتم الصحة
لاحاول النهوض فينظر الي وانا اقف وعندها قلت :احتللت هذا المكان لمده وحان الان استرداده لصحابه وانا اعود الى جناحي
يضحك الطبيب ويغلق حقيبته :بالتوفيق اذاً وايضاً لا اريد استدعاء اخر حسنا
اومئت بهدوء وخرج بعدها مع السيد وافي وعندها دخل بانطلاق عادل نحوي : توليب واخيراً استرددت عافيتك ولكن انقلب ملامحه الى خيبة :مع ان ما اقول نذالة لكني كنت سعيد بمرضك
:بالطبع فقد استغللت مرضي لصالحك
:يس اعرف
:واجبرتني على اطعامي بالقوة
بضحكة اكبر :يس
:وصرعت راسي باحاديثك المملة ولاني كنت واهنة وضعيفة لم اقوى على طردك
فاشر بسعادة للاعلى :وهذا ما كنت اريده
:انت حقير
باعين القطة البريئة المزيفة :انا لست كذلك
لامر من جانبه وهو يلحقني يسالني :اخبريني كيف هو مكوثك في غرفة خالي هادي انها اكثر مكان استرخاءاً في القصر فشخصيته الهادئة والغامضة تنعكس على غرفته الا توافقيني الرأي ان غرف المرء تنعكس من شخصياتهم
:لذلك انا متاكدة ان غرفتك اكثر مكان قذر واستغلالاً لضعف الانسان
:نعم هو فايزز لكل شيء مارايك ان
:لا
:اانتي خائفة
:بل حذرة
:هيا انتي خائفة
وفي هذا الاثناء وعند وصولنا الى الحديقة مررنا من جانب جلوس البقية وعندها نظر الينا احمد وامجد ونوار وبعدها اكملوا حديثهم لكن جنا قالت بصوت عالٍ :مسكين عمي هادي احدهم احتل غرفته كطفيلي يتغذى وهذا وصفك تماما
لتأييد اليسا :معكي حق فبدلاً ان تبقى في غرفتها اعجبها جناح اكبر وافتعلت تلك الدراما لاجل ان تتنعم في غرفة اكبر مع اني متاكدة انها لم ترى يوما رفاهية كرفاهية غرفتها والتي بالنسبة لنا صندوق صغير نعطيه للكلاب
لم اعر كلامهم اي اهتمام فقط انزلت راسي كعادتي وتابعت طريقي نحو الغابة المتصلة بالقصر اريد ان استنشق بعض الهواء وعادل كان معي ولم نكن ندرك ان طرف اخر استمع الى كل هذا الكلام .

وبين الاشجار داخل الغابة كنا بمحاذاة بعضنا هو يثرثر ويثرثر وانا اكتفي بالنظر الى السماء والتنعم في النسمات الرياح متناغمة مع حفيف الاشجار وصوت زقزقة الطيور اي يعني سنفونية الغابة الخضراء الهادئة .
:وهكذا استطعت النجاة
:اانت غبي
:بل شجاع تخيلي انني صمد بعد ان وقعت عن الجرف وجدي بدأ يثني علي مع انتي كنت في الثامنة من عمري
:لولا قلة انتباهك لما وقعت عن الجرف اذاً انت غبي
عندها طرح سؤال لم يكن في محله اطلاقاً قد يكون عادياً لكن لها مثل هذا السؤال سيفتح جروح عميقة قال :وانتي ماذا عشت من مغامرات في مثل سني
ببرود مميت اجابت :اقتل واعاقب
نظر لها بصعقه واندهاش :ماذا!!!!!بعدها اصبح يضحك ويضربها على كفها :انتي تمزحين كفي عن كونك في دور الافلام السوداء ارجوكي
لم تجبه ولم تتغير ملامحها ولم تأييد او تأكد على كلامها فقط بقيت صامتة وهو تابع حكاياته الرائعة مع عائلته في ايام الطفولة ....
وفي مكان للجلوس صمم عندما يريدون قيام بنزهة ريفية بسيطة لكنها بعيدة عن البساطة وجدتنا السيد وافي ومرافقه ويبدو انه يتنزه هو مثلنا وعندما لاحظنا رفع يده ملوح لنا بالقدوم نحوه عندها توضح لنا بعض المشروبات الساخنة والصحية جلست بهدوء وبعدها جلس عادل بيننا قدم لنا الخادم والذي يدعى صخر وهو اسم على مسمى
:كيف اصبحت يا توليب
:بخير
:ما رئيك بالهواء العليل
كان فعلاً الهواء منعشاً فها هو شعري الاشعث يتراقص حولي واحياناً يزعجني فاضعه خلف اذني لكن دون جدوى
:جدي لم تخبرني انك ستأتي الى هنا
:ماذا افعل فاحد ما وعدني ان يتمشى معي لكنه اخلف في الموعد
:اعتذر
نظر الي عادل:اهذه انتي اذاً لما تخونيني لم اعهدك هكذا
:ولماذا سأفعل الخيانة تأتي من الاشخاص المقربين
وضع يده على قلبه بطريقة دراماتيكية :ااه يا قلبي ارايت يا جدي
ليضحك السيد وافي وبعدها انخرطنا في احاديث عشوائية اقصد هم وانا اكتفيت بنعم او لا لكن الحديث القادم جعلني اركز حواسي باهتمام شديد .....
:وماذا ايضاً يا جدي كيف افتتنت بجدتي
وهي يحتسي شراب الشاي بالنعناع وارخى رأسه كانه يعيد تلك الذكريات الى ذهنه وبابتسامة صافية ونقية قال : كان والدي برغم من كل نفوذه يعشق التصدق للايتام وهو كان دوماً ما يأخذني معه ليريني واتعلم منه وهناك زرت ذلك الميتم لاول مرة عندما كنت في الخامس عشر وانا مرهق ومتعب جداً بعد المدرسة وتدريباتي اليومية ودورسي الخاصة لاكون ما انا عليه وعندها رأيت تلك الحسناء شعرها الذهبي الذي يتراقص خلفها واعينها العسلية الصافية كحبتي كراميل حلوتين تنثر الغطاء ليتناثر قطرات المطر حولها عشت رؤية بطيئة ولم ادرك نفسي وانا اطول النظر اليها حتى انتبهت لي وابتسمت وهنا وقعت يا عادل
:جميل يا جدي فجدتي سارة حقاً تملك اجمل ابتسامة
:اعلم هذا ولولا تلك الابتسامة لما كنت هنا يا فتى وربت على كتفه
:وهي كيف قبلت بك برغم من اختلاف الطبقية بينكما اعني هي يتيمة وانت ذو شأن
نظر لها كل من السيد وافي وعادل بصمت بعدها ضحك باستمتاع واجاب :باصراري يا فتاة وايضاً كنت نوعها المفضل وغمز بعدها ليضحك عادل واكتفي انا بتخيل المشهد وكيف كان شعور السيدة سارة في ذلك الوقت وشاب ثري وسيم ينظر نحوها باعجاب شديد بينما هي بسيطة ويتيمة لا تملك شيئاً الا روحها النقية ....

وفي المساء على طاولة الطعام اجتمع الجميع بينما اعتذرت للسيد هادي وبدوره تقبلها بشكل عادي او انه لم يهتم للامر كثيراً جلسنا حول المائدة وبدأنا بتناول الطعام وبدأ معها حديثهم الاسري بينما انا كتفيت انا اتناول بصمت تام فانا لا اريد اي ارتباطات معهم لا اريد ان اصنع اي ذكرى او لحظات ارجو ان اختفي فحسب اتمنى فقط .

انتهى الطعام وغادر الجميع واثناءها وباحترام :سيد وافي اريد ان اعطيك البطاقة الائتمانية والتي لم استطع فعلها مسبقاً بسبب مرضي
:حسناً يا توليب تستطيعي ان تأتي الى مكتبي بعد نصف ساعة
اومئت باحترام وذهبت .

وبعد نصف ساعة نزلت بهدوء وكعادتي اقف للحظات امام الشجرة اتأملها هي اتامل بسمتها الجميلة في جميع صورها وكالعادة لا انتبه على وقوفه بجانبي الا بعد ان همسه لي :يبدو انكي وقعت بسحر ابتسامتها كذلك
:انا حقاً معجبة بها ونعم انا كذلك
:اتريد من عجوز مثلي مشاركته ببعض احاديث الماضي الغابر بيننا كيف استطعت ان اتزوجها
:هل استطيع
ول ضهره لي وقال :اتبعيني
وها نحن الان داخل مكتبه الاثري برائحة خشب السنديان المعتق وتلك المكتبة بطول الحائط ورائحة الحبر ورائحة الكتب المميزة تملئه رحت اتأمل المنظر باستمتاع بينما هو جلس على مكتبه من الداخل وانا امامه بيننا الطاولة وما ان فعلنا حتى ناولته البطاقة فاخذها وسال :هل انفقتها كما تريدين
:نعم
:هل استمتعت
:نعم
:انتي تسلكين لعجوز مثلي صحيح
:نعم
وضع مرفقيه على الطاولة وسأل :اين تريدين ان ابدأ
:متى كانت اول مرة تحدثت معها
ابتسم وقال :انتي ذكية جداً وايضاً نبيهه فالجميع يظن انني القيت التحية عليها في ذلك الوقت لكن كنت كل ما فعلته هو السذاجة وحسب نعم لقد ادرت وجهي عنها باحراج لاسمع صوت ضحكاتها ومنذ ذلك الوقت كنت دوماً اصر على والدي ان اذهب معه في كل مرة بدلاً ان يجرني باجبار
ابتسمت بهدوء:حدثني المزيد عنها
وعندها انخرطنا نحن الاثنان في خيالاتنا نحو الماضي وعندها لم ادرك انني اصنع ذكريات معهم ولم ادرك انني اغرق ببطء وانشد نحوهم فمتى ستنتهي هذه الاشهر فانا اريد الهروب فحسب
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

البطة القبيحة توليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن