حبيبتي كَزهرِ الفاوانياْ

٥

بعد الحب الكبير والمجنون بين كرم ودينيز قرر كرم اخيراً ان يتقدم لخطبة حبيبته بعد ان تأكد من مشاعره تجاهها وأنه لا يريد امرأة سواها لذا قرر الذهاب الى عمته التي كانت بمثابة والدته كي يخبرها بقراره السعيد وبعد حديث متبادل قرر اخيراً ان يختصر حديثه

كرم : عمتي هل ستفرحين لي اذا قررتُ الزواج ؟

سكتت العمة لحظات لكنها ابتسمت اخيراً

العمة : عزيزي كرم بالطبع سأفرح لك لكنك تعلم جيداً بان هذه الخطوة تحتاج الى المال والفتيات كثيرات الطلب وانت ادرى بهذا الشيء اصبحت الفتيات تفضل البقاء في منزل والدها على ان تتزوج

كرم : لا تهتمي من هذه الناحية لان الفتاة التي أتقدم لها اعرفها جيداً واعرف طريقة تفكيرها وهي بنفس مكانتنا الاجتماعية ولا يهمها المال يهمها فقط ان نكون معاً انا وهي هذا هو حلمها الوحيد

العمة : يسعدني سماع ذلك يا حبيبي وسأبذل قصارى جهدي كأم وسأحبك بغض النظر عن اَي شيء يحدث ومهما كان اختيارك سأكون الى جانبك وسأدعمك في كل خطوة .. لكن

احنت رأسها وصمتت لبرهة دون ان يفهم كرم سبب صمتها

كرم : لكن ماذا يا عمة ماذا اصابكِ ؟ تكلمي

العمة : ارى من الواجب ان يكون هناك شخص مقرب الى جانبك في هذه الايام وانت تتقدم لخطبة الفتاة التي تحبها

كرم : نعم بالطبع يا عمتي ستحضرين انتِ بمثابة والدتي

العمة : انا لا اتحدث عن نفسي يا كرم انا اتحدث عن شخصٍ اخر ! ارى انه قد حان الوقت لإخبارك بالحقيقة ولم يعد يهمني راي والدك بعد الان سأفعل ما يرضي الله سبحانه وكفى

إبتلع ريقه بصعوبة وصمت للحظة يحاول كبح إرتباكه وخوفه مما قد تقوله عمته في تلك اللحظة

العمة : عندما كنتَ صغيراً اخبرتكَ بأن والداك قد ماتا معاً في حادث سير لكنني لم اقل لك الحقيقة وقتها ، عندما كنتَ في الثالثة من عمرك حملت والدتكَ اسماء وفرض عليها والدكَ ان تلد له ذكراً على الرغم من انه قد رُزِق بالذكر لكنه كان يكره انجاب البنات وكأن المرأة المسكينة هي المسؤولة عن جنس الجنين ، عندما علم والدكَ بان الطفل الذي تحمله زوجته في رحمها ليس ذكراً بل أنثى فقد عقله وطلقها على الفور وخرج من منزله متهوراً حتى تعرض لحادث سير مروع أودى بحياته وعندما سمعت والدتكَ بتلك الفاجعة دخلت في حالة اكتئاب عقلي رهيب واصل معها لشهور ولم نكن نمتلك المال الكافي كي نجلي طبيب نفسي الى المنزل حتى يهتم بها ، في الحقيقة لم نكن نؤمن بالمرض النفسي ولم نوليه اَي اهتمام كالمرض الجسدي لكن جسدها كان يتآكل مع الاكتئاب والوسواس القهري الذي عانت منه ، كانت ولادتها كالمعجزة فقد ولدت فتاة ضعيفة هشة قبل موعد ولادتها حتى !