١٦

39 2 5
                                    


أنين الفراق وصيحات الألم خلف القضبان، لا تسمعها إلا جدران الزنزانات وأذان السجان ، وهذا ما كان كرم يواجهه حيث كان التعذيب النفسي أشد ألما عندما يعذب الرجال أمام عينه بشكل وحشي لا يوصف ويرى الدماء تسيل على الأرض، ثم يشاهد جثث المعتلقين التي كانت ترحل باستمرار لا يعلم ما هو ذنبه وسط كل تلك الفوضى
لا يعرف ما الذي اوصله الى هنا لا يعرف ما سبب تعذيبه فقد كان في داخله صرخاتٍِ غير منجزة، حنجرة تصرخ، لسان يصرخ، جسد بطوله يصرخ، يرفع يدَيه ويصرخ ملء حنجرته. ... لم يعد يحتمل كل ذلك بربكم كفاكم قهراً وظلماً !

كانت دينيز متسطحة وهي تنظر الى القمر والنجوم فتذكرت حبيبها كرم وابتسمت ووقعت الدموع من عيونها واخذت تردد

دينيز :" كالفاوانيا عطر خديها الذ الي من زهر الفاوانيا ، كالفاوانيا عود الصليب يتصلب قلبي بها " ستخرج يا حبيب دينيز وسأتزوجك وسأنجب لك تالة وهذا وعدي القدسي لا بد وان يطلع الله عليك وان يساعدك نيار وتعود الى احضاني

وفي اليوم التالي كان كرم في زنزانته يشعر بالألم بكامل جسده , رفع رأسه بصعوبة ليرى ما حوله , كانت ذراعيه مقيدة بالاغلال فوجد الظالم نيار امامه ثانيةً!

كرم : الان ماذا تريد الى تكتفِ بعد لم اعد اتحمل اتركني ارجوك

نيار : لم ترَ شيء حتى الان يا كرم اقسم لك انني انال ما اريده مهما بلغ الثمن لذا اقترحتُ عليك بلطف ان تترك دينيز برغبتك وتنال حريتك الم تخبرني بانك تحبها ؟ اذا كنتَ تحبها بحق سترفض لها هذا العذاب والمعاناة ودموعها التي تذرفها لاجلك وستمنحها حريتها كي تعيش بسعادة ابدية مع الرجل المغرم بها ، الرجل الذي سيجعلها تحلق معه نحو النجوم ، اذا تركتها يا كرم صدقني ساكافئك بالمال والمناصب ، ستنهال عليك النعم من حيث لا تعلم !

حبيبتي كَزهرِ الفاوانياْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن