٧

40 2 4
                                    


كان كرم جالساً في احدى الايام ثم جاءت اخته وجلست بالقرب منه وكانت تبدو بانها تود الحديث عن امرٍ ما

كرم : سلسبيل عزيزتي هل تودين قول شيء ما ؟

سلسبيل : في الحقيقة نعم يا اخي اود التحدث معك في موضوع واعلم انني لستُ كبيرة بما يكفي فقد بلغت الثامنة عشر منذ وقت ليس ببعيد ولكن يمكنني القول بانني والحمدلله قد منحني الله عقلاً واعياً أميز به الصح من الخطأ وأيضاً قد دخلتُ كلية الشريعة لطالما حلمتُ بذلك ، ما اريد التحدث عنه هو خطيبتك دينيز يا اخي

تعدل كرم في جلسته واخذ ينظر الى اخته متسائلاً

سلسبيل : اعلم يا اخي بان الوقت تغير والعقول كذلك تغيرت لكن القواعد التي وضعها رب العزة لم تتغير انا لدي الكثير من الملاحظات عنها ، اولاً خطيبتك سافرة وليست محجبة وثانياً انا صدمتُ كثيراً منذ اللقاء الاول كيف تنعتك حبيبي وتحتضنك ! يا اخي انت تعتقد بانك بعد ان خطبتها يحق لك فعل ما تشاء معها لكنها اجنبية اعني غريبة عنك لا يحق لك ان تلمس يدها او تقبلها او ان تفعل معها اَي من هذه الأمور لا يمكنك تسمية ذلك بالحب ، هذا هو ليس الحب الطاهر الذي دعانا له ربنا

رمقها بنظرة لا مبالية، ثم أجابها بسماجة

كرم : انتِ غريبة يا سلسبيل ما هذا الكلام بحق الله !؟

سلسبيل : اشعر بالحزن الشديد عندما ارى مسلماً امامي منصدماً من احكام دينه ، يقول الله في الآية ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) وانا احبك يا اخي واخاف عليك من ساعة الغفلة

كرم : سأتزوج بتلك الفتاة الرائعة وسانجب منها قبيلة ، هي كبدي وكيدي ومكابدتي وكل ما يهمني بهذه الحياة وسأتحدث لأولادي عن قصة حبي الرائعة مع امهم وسيتخذونني قدوةً لهم ، سيفهمون معنى الحب وقدسيته في الحياة ولن يقولوا سار والدنا على درب الشيطان هذا هو تفكيركِ المريض فقط !

سلسبيل : أتمنى ان أكون مخطئة في حكمي فانا لا اريد لك الا السعادة ولم اقصد الا تحذيرك لانني احبك في الله يا اخي

قام كرم مغادراً سلسبيل بعد ان اغضبه كلامها جداً وكان مستغرباً لانها تنظر الى قصة حبه من زاوية واحدة فقط

كان حب كرم ودينيز ينمو ويكبر مع الايام كبذرة زُرعت ونمت وكان الشاطئ هو المكان الذي سجل قصة حبهما وحكى رواية عشقهما ، ففي احدى الايام كانت دينيز تجلس على شاطئ البحر وقد كانت تنظر الى الرمل وهي تكتب اسمها عليه وفي تلك الأثناء وجدت كرم يقترب منها حاملاً بيده زهرة فاوانيا مع جذورها فأبتسمت وركضت اليه

حبيبتي كَزهرِ الفاوانياْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن