١٤

34 3 0
                                    


دخل نيار الى مركز الشرطة مع دينيز وكان هناك ضابط برتبة مقدم يبدو رفيع الشأن، ووقف الضابط احتراما لنيار ضارباً قدمه على الأرض اما نيار فقد كان يمشي بوقار ثم خلع نظارة شمسية كان يضعها وتقدم نحو الضابط ببطء، كأنه يسير في استعراض عسكري، راح يدق الأرض بقدميه وهو يخطو نحوه

نيار : حضرة الضابط ، اعلمتكَ بمجيئي مسبقاً ، تود هذه السيدة مقابلة خطيبها ، ما اسمه ؟

دينيز : كرم اسمه كرم

الضابط : بالطبع سيد نيآر تفضل بالدخول

تقدم الضابط الذي كان يبالغ في اظهار احترامه لنيار وارشدهم بنفسه الى زنزانة كرم !

كان كرم يجلس وحده في الزنزانة يتأمل حاله البائس فسمع صوت حبيبته واذا بقلبه يخفق خفوق الفرح ، تسللت المشاعر نحوه غامرةً إياه بطاقة ونشاط

كرم : دينيزز

اندفعت دينيز تركض الى خطيبها في زنزانته دون ان تتمكن من لمسه او احتضانه او تقبيله حتى فهنالك حاجز يمنع هذا الحب

كانت تنظر اليه واصابعها النحيلة ترتجف خوفا عليه وكأنه أبنها

دينيز : رغم هذه المسافة بيننا لكنني اشعر بقربك بل اسمع انفاسك يا عمري ، لقد حرموني من هوائي ادعو الله ان يحرمهم هوائهم أيضاً

كرم : ربما هذا هو قدري يا حبيبتي لا تبكي فليس للضعيف او الفقير امل لا اعتقد بانني ساخرج من هنا انا اعلم جيداً بأن سعادتي اليوم برؤيتكِ ستتحول غداً الى حزن وجحيم لا اعرف لكن هنالك شعور بداخلي يؤكد لي ذلك

دينيز : اصمت كرم سأخرجك من هنا ، سيساعدنا شخص مهم جداً وغني ومحترم من قبل الدولة

جاء بعد ذلك نيآر ثم وقف بجانب دينيز واخذ ينظر الى كرم !

كرم : من انت !!

دينيز : انظر كرم هذا نيآر آل تريشي وريث عزيز آلتريشي هو من اكبر الرجال بالبلد ولديه ثروة كبيرة انا اعرف عائلته جيداً وانا صديقة لاخته مرام وقد وعدني بأنه سيفعل كل ما يقدر عليه من اجل براءتك واخراجك من هذا القفص اللعين

نيار : لا تخف يا كرم لقد اخبرتُ خطيبتكَ بأنك اذا كنتَ بريء فعلاً فأنا ساخرجكَ بنفسي وهذا وعد فقط اريدك ان تتحلى بالصبر وان تخبر حبيبتك بأن تكف عن البكاء فهي تكاد تموت حزناً من اجلك يا صاحبي !

كرم : انا لا اعرف كيف اشكرك وماذا علي ان افعل مقابل هذه الخدمة العظيمة منك ، وانتِ يا حبيبتي هل سمعتِ سيساعدنا السيد ولا داعي لبكائكِ بعد الان يا روحي

دينيز : حسناً حبيبي اعدك الا ترى دموعي مرة ثانية

اعاد نيار بعد ذلك دينيز الى منزلها بنفسه وكان ودوداً معها الى ابعد الحدود وعندما وصل سبقها ثم قام بفتح باب السيارة لها كما يفعل البطل لحبيبته في الأفلام ، فلمعت عيناها في ذهول وإعجاب ثم أردفت

دينيز : شكراً لك سيد نيار

نيار : الان ادخلي الى بيتك كي تنالي قسطاً من الراحة كما طلب منكِ خطيبكِ كرم وصدقيني بانني سأجعل قضيتكِ انتِ وكرم من اولوياتي وسأفعل كل ما بوسعي لاجلكما وان شاء الله اكون عند حسن ظنكِ دائماً !

دينيز : انت رمز للاخلاق يا سيدي تستحق ان يصنعوا لك تمثالاً من الذهب الخالص ، لقد تغيرت نظرتي اليكَ كثيراً ونظرتي كذلك فيما يتعلق بالاغنياء بصورة عامة ، انتَ لستَ مغروراً كما توقعتك انتَ حقاً كما يقال كريم وشريف ولطيف ومتكامل ، مع السلامة !

غادرت دينيز السيارة بعد ان قالت تلك الكلمات ودخلت الى منزلها اما نيار فاشتغل فؤاده واشتعل قلبه بالنار بعد سماعه لكلمات دينيز فقد اشعرته بالدفئ الشديد !

T.H

حبيبتي كَزهرِ الفاوانياْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن