٨

42 3 5
                                    


مرت ثلاثة أسابيع بعد ذلك ودينيز تجهز لعيد ميلادها ال ٢٠ وقد أخبرت كرم مراراً وتكراراً بانها تنتظره كي ياخذها في موعد رومانسي في هذا اليوم المميز كي تبقى ذكرى خالدة الى الأبد

كانت دينيز جالسة في منزلها في اليوم الذي يسبق يوم مولدها وكانت تتحدث الى صديقتها المقربة سارة وملامح السعادة ترتسم على وجه سارة بطريقة مبالغ فيها !

دينيز : عزيزتي سارة أتمنى ان تستمر هذه الابتسامة لكن ما هو سببها ؟ هذا الفرح والتفاؤل ليس من عادتكِ

سارة : نعم يا دينيز أبواب الحظ تُفتح في وجهي ، هل تذكرين عندما اخبرتكِ عن صديقتي الثرية جداً في المرة السابقة ؟

دينيز : نعم اتذكر ، سارة ما سر تعلقكِ بهذه الفتاة وتحدثك المستمر عنها ما الامر !؟

سارة : يا الهي انتِ لم تلتقي بها ولم تحظي بفرصة التحدث معها مرام آل تريشي أغنى فتاة في البلاد كلها فائقة الجمال شقراء الشعر يلقبونها بالمرأة الذهبية ، والدها عزيز آل تريشي كان يقرض الرئيس أموالاً في وقت الحاجة اي انهم عائلة ثرية الى حد لا يمكن للعقل تصوره اما انا فقد حظيتُ بفرصة عمري غداً وفي يوم ميلادكِ ، تلك الشقراء مرام تقيم غداً حفلة رائعة في قصرهم على شرف اخيها الوسيم الذي اصبح مليارديراً بسبب ذكائه وفطنته وسيره على خطى والده وقد قامت مرام بدعوتي شخصياً تخيلي والآن تذكرتُ ان غداً هو يوم مولدكِ لذا يمكنكِ المجيء معي ، سيكون اجمل وأفضل عيد ميلاد تحظين به في حياتكِ كلها يا ابنة شكرون ، تقضين ليلة ميلادك في افخم القصور ما رأيكِ ؟

دينيز : هل فقدتِ عقلكِ يا سارة !؟ كيف تقررين نيابة عني وامام ناس لا اعرف عنهم اَي شيء ان كنتِ مهووسة بفتاتكِ الشقراء وأخيها الملياردير فهذا شأنكِ وحدكِ انا لا يهمني فلدي خطط مع خطيبي كرم ولا يمكنني ان اتركه فقد وعدني ان نقضي يوم ميلادي معاً

سارة : سيأخذكِ الى الشاطئ اللعين كالعادة هل تعتقدين بانه سيأخذكِ الى عشاء رومانسي على ضوء الشموع في فيينا او روما ؟ لن تحظي بفرصة ثانية يا دينيز ارجوكِ اذهبي معي لنرى كيف يعيش الناس في العالم الاخر

حاولت دينيز السيطرة على نفسها لكن تملكها الغضب الى حد أجابت صديقتها بانفعال شديد

دينيز : لو كان سيأخذ بي الى حظيرة الحيوانات فانا موافقة وسأرى ما فعله أمراً رومانسياً ، احبه يا فتاة ولا يهمني فقره لذا ارجوكِ لا تتدخلي وكفاكِ تجريح بخطيبي

تقبلت سارة كلام دينيز واحترمت رغبتها ثم تركتها وغادرت على الرغم من إصرارها في البداية على الذهاب معها الى ذلك القصر

جاء اليوم الحاسم وهو يوم ميلاد دينيز ال٢٠ وكانت متحمسة الى ابعد الحدود تجملت وتعطرت باطيب العطور ولبست احلى فستاناً عندها وهي تتخيل ردة فعل كرم عندما يراها بهذا الحسن والجمال وجلست بانتظاره ساعات كي يتصل بها ويدعوها للخروج معه في عشاء رومانسي كما خططا لذلك

مرت ساعة واثنان وثلاثة دون ان يتصل كرم فأصاب دينيز القلق الشديد فأمسكت بهاتفها واتصلت عليه كي تطمئن

دينيز : كرم حبيبي أين انتَ حباً بالله !؟ لقد سئمتُ من الانتظار في باب دارنا هيا اسرع تعال وخذني انا بانتظارك

كرم : لم افهم جاهزة من اجل ماذا يا دينيز !؟

دينيز : ارجوك كرم لا أتحمل مزحك الثقيل تعلم جيداً بان اليوم هو يوم مولدي ووعدتني بالمفاجأة الرائعة والعشاء المميز هيا تعال انا جالسة خارج منزلي انتظر مجيئك الي أيها الحبيب

أخذ يتلعثم ويتمتم بتهدّج وضاع منه الكلام قبل ان ينطق به حتى فتسائلت دينيز عن سبب سكوته وهي غاضبة

كرم : حبيبتي اقسم بانني لا اعرف ماذا أقول لكن لسوء حظي فإنني كتبت هذا التاريخ حتى على جدران غرفتي وعلى كف يدي كي لا أنسى لكنني نسيته اليوم ولا أستطيع المجيء لانني انجز بعض الأعمال المهمة مع عمتي الان انا اسف يا حبيبتي بحق الكلمة

اختنقت بعبرتها وهو يقول لها تلك الكلمات فقد شعرت بصدمة هزت كيانها النفسي ، كانت حارةً دموعها حين مسحتها بيديها الناعمتين ، كانت تلك هي المرة الاولى التي تنجرح بها منه ، منذ لحظات كانت دينيز مفعمة بالحيوية تنشر المرح في كل مكان تتواجد فيه اما في هذه اللحظة فكل ما تتمناه هو الموت فقط !

دينيز : لا مشكلة يا كرم اذهب فعمتك اولى بك مني ويوم ميلادي هو كباقي الايام بالنسبة لك اهتم بنفسك فقط سأحتفل انا لوحدي

اغلقت دينيز الخط دون ان تنتظر اجابة كرم ثم رمت جهازها بعيداً واخذت تبكي بقوة على حظها التعيس فقد كانت تنتظر هذا اليوم منذ اشهر كي تقضيه معه وعندما جاء بدا انه يوماً اسوء من باقي الايام تذرف به الدموع على خدها الوردي الناعم

بينما كانت دينيز تبكي حظها وتذرف الدموع رن هاتفها مرةً ثانية واذا بصديقتها سارة تسألها للمرة الاخيرة ما اذا كانت تود الذهاب معها ام لا ، فأسرعت دينيز الى مسح دموعها بالمحرمة واجابت صديقتها ب " نعم انا قادمة " بعد ان خاب ظنها بكرم !

T.H 🌸

رأيكم وتوقعاتكم

حبيبتي كَزهرِ الفاوانياْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن