الفصل الثاني والعشرون

5.8K 243 3
                                    

الفصل الثاني والعشرون




كفى !

جاء صوت طارق خلفي ولكني كنت قد قررت ان اجيب ولا يهم ان فعلت هذا مع وصول طارق للطاوله :
ـ اسمعيني جيدا ، ربما تكونين افضل مني بكل ما تملكين ولكني قطعا لا اشعر بالغيره تجاهك . فأنا لدي قناعه ان مستقبلي سيكون افضل . وكل شخص لن يأخذ اكثر من نصيبه .

ابتسمت لها بمراره وغادرت وانا انوي الخروج من المطعم بأكمله . ناداني طارق فلم اعره اهتمامي. سمعته يوبخ دنيا بينما لحق بي خالد.

ـ علا ، انتظري !
لم استمع له وكنت اشعر بالحزن الشديد . كانت خطواتي سريعه وانا اشعر بنفسي انسانه منبوذه .
اوقفتني يد قويه وسحبتني لأقف .

ـ علا توقفي ! اين تذهبين ؟
كان طارق من سحبني فتكلمت بانفعال شديد :
ـ كيف تجرؤ خطيبتك ان تتهمني بقتل نفسي ؟ لم تخطر ببالي هذه الفكره ابدا ! لو كنت افكر بقتل نفسي لفعلت ساعه التقيت بك اول مره !

نظرت اليه بتحدٍ رافعة حاجبي الايسر واكملت :
ـ أتذكُر ذاك اليوم يا طارق ؟ انا لن انساه ابدا . أو كنت قتلت نفسي وانا اشاهد زوجي يبيعني ويستلم تلك الأموال ثمنا لي امام عيني . انا اقوى من كل ما حل بي وكلي يقين اني سأعيش فرحه كبيره قريبا .

ـ إن كنت قويه هكذا فلم انت على وشك البكاء ؟!
نظر الي وهو يبتسم بحزن وخالد الى جانبه ينظر لي وفي نظراته ألم وشفقه .

ـ لأني لا اجد احمر شفاه يناسبني !
وأجهشت بالبكاء ! لا يهم ان شاهدني ابكي ولا يهم ان اتلفت زينه وجهي . المهم انني وجدت سببا لبكائي . مع سخفه فهو سبب يستحق البكاء ! واكملت وانا كمن يكذب فيصدق كذبته ويحاول اقناع الجميع بصدقها :
ـ اكره لون شفتي ، فلا اجد لون يلائمها ابد .

ـ تعالي لنجرب هذه الألوان .

اقتربت حنان مني والتي يبدو انها سمعت كل شيء .. احتضنتني واكملت :
ـ فلنجرب بعض الوان احمر الشفاه ولنختَر لونا يليق بشفتيك الجميلتين .

دخلت الحمام مع حنان وبدأنا نجرب عدة الوان ومسحت لي دموعي وهي تبتسم بلطف ومحبة، وقررت ان اتناسى ما حدث من اجل عيون طارق الحزينه .
خرجت وانا اضحك فرحه باللون الذي وضعته وكان الأحمر الغامق ، او على الأقل اتظاهر بالضحك .

فلن اسمح لدنيا ان تهزأ بي وتهيني وترى دموعي . كان يجب ان تشاهدني اضحك امامها حتى وان تطلب مني هذا الامر استنزاف كل قدراتي لإقناعها بصدق ضحكاتي .

احسست بأن اللون لم يرق لطارق من نظرات عيونه المستهجنه ولكنه لم يعلق بشي . وتقدمت مني دنيا تحاول الاعتذار . عانقتني ببرود فتقبلت اعتذارها ثم تجاهلتها وانا اكلم هديل :
ـ ما رأيك هديل ، لنجلس هناك قرب حوض السباحه .

مُلك يمينك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن