الفصل الخامس والعشرون
ـ لم تقولي كلمه ؟
وضع يده على كتفي بينما مسحت دمعه وكأنها هي الأخرى تشكو غيابه . شمسي وقمري سيسافران معه ، فكيف سأحيى يومي بلا نهار او ليل !
ـ من انا لأتكلم ؟
ـ انت اخي علاء .
ـ طارق ارجوك ، لا تهدم حياتك بسببي . لقد فكرت وقررت ان الحل ان ابتعد انا .
ـ اشششش . انت لا ذنبك لك .
صرخت بوجهه وسط دموعي التي انسابت بهدوء لتغرقني :
ـ بل كل ما يجري ذنبي . لو لم تبِع الشقه لما حدث كل هذا !اقترب مُني ورفع لي رأسي بأطراف انامله، نظر الي ثم انتقل بصره للنجوم المتناثره في سماء ليله صافيه وبدأ يتكلم بهدوء شديد:
ـ الزواج يا صغيرة مسؤولية كبيرة . هناك الكثير من العقبات والصعاب التي تواجه الأزواج . ان لم يكن هذا الزواج مبنيا على أسس متينة فإنه سينهار مع اتفه الأسباب . وهذا ما حدث معي انا ودنيا، لم تكن علاقتنا مبنيه على أسس متينة فانهارت مع اول نسمه هواء .اخذت اشهق بالبكاء فمسح لي دموعي بإبهامه .
ـ لا تشعري بالذنب. انه القدر ! والان ما رأيك يا اخي علاء ؟ابتسم لي . ساعتها كنت أتمنى ان أقول له لا تذهب ، ولكن الحزن في عيونه والحال التي قضاها في البيت وهو بلا عمل جعلتني أقول ما ندمت عليه :
ـ انت ناجح في أي مكان تذهب اليه . ان لم يعرفوا قيمتك هنا ، فلنريهم من طارق !نظر الي وهو مندهش من كلامي واحتضنني بحنان اخوي بالغ كما يفعل مع هديل لربما ، ولكني كنت ساعتها أستنشق عطره وانا اعي ان غيابه عني سيطول . فهل سأطيق الحياه بدونه ؟
بللت دموعي قميصه فشاهدها وهو يبتسم عندما ابعدني عنه .
ـ لن أوصيك ، عليك يا اخي الشجاع ان تعتني بالنساء فأنت رجل البيت في غياب والدي .ـ طبعا ، طبعا .
تكلمت بخشونه كرجل وعدت الى حضنه من جديد فبدأ يداعب خصلات شعري .
ـ انا مجبر على هذا القرار يا علا . أتمنى ان تفهميني .
وهنا فقدت السيطره وبدأت ابكي بصوت عالٍ وبألم وانا في احضانه .سافر طارق وكانت خالتي تسير خلفه بدورق كبير مملوء بالماء لترميه في اثره .
ـ امي ، كل هذا الماء سيعيدني اليك قبل ان تقلع الطائره !
ضحك طارق وهو يمازح والدته واقترب ليحتضنها ويقبل رأسها .ـ اين تذهب ؟ ألم اقل لك انتظرني !
أطل خالد برأسه من سياره الاجره واقترب ليحتضن والديه واخاه .ـ اين حنان ؟
- تركتها لوحدها يا امي . جئت اودع طارق وسأعود غدا .ذهب خالد وعمي مع طارق وبقينا نحن لوحدنا وانا أحاول مواساه خالتي ولكن من سيواسيني انا ؟
![](https://img.wattpad.com/cover/263631833-288-k717455.jpg)