الفصل السادس
ـ حبيبه قلبي كيف حالك ؟
ـ مشتاقه لك كثيرا !
تحشرج صوتي دون ان تسقط دمعه واحده من تلك العيون الجاحدة .
ـ فلاح وعمتك سعاد بالطريق اليك، ستعودين اليوم حبيبتي .
ـ أتمنى هذا يا امي . أتمناه من كل قلبي !
ـ انت تعرفين يا زينة لمَ لم أستطيع القدوم معهم، بسبب التزامي بشروط العدة لوفاة والدك يا غالية.
ـ اعلم يا أمي .
ـ حبيبتي لا تقلقي ، اتصلت بعمك عقيل لن اتركك هناك . لكن عندما تعودين للبيت سيكون لنا حساب اخر حول تلك الرسالة السخيفة .
ـ لم أكن اعلم بها صدقيني !
ـ ليس الان زينه ، ستعودين بسلامة وعندها سنتحدث مطولا .
حسرة ألم خرجت من بين أضلعي وانا أضع سماعة الهاتف مكانها وكلمات والدتي تتردد في أروقة عقلي لتعيد لجسدي روحه التي حلقت بعيدا( اليوم يا زينه ستعودين لغرفتك يا حبيبتي )
صراخ ! كل ما سمعته مساءاً كان الصراخ . لقد جنّ عمي ولم يفلح فلاح او حتى عمتي بإقناعه لمجرد الاستماع لهما .
ـ لن اسمح لها أن تعود لأمها فلتلطخ لنا شرفنا .
سارت قدماي رغما عني للغرفة بعد سماعي لجملته الحاسمة تلك ودفنت رأسي بين وسادتي وانا أحاول النوم هربا من واقع مؤلم وجسدي الرقيق يأن من التعب ، مع كل الاعمال الشاقة التي أجبرتُ على انهائها .
يد حنونه مسّدت لي رأسي . رفعت رأسي لأشاهد عمتي تبتسم .
ـ لم تدخلي لتسلمي عليَّ يا غالية !
توسط رأسي حضنها دون أن أكلّف نفسي بالرد عليها .
وغفوت بين يديها ، على امل ان تشرق الشمس وتشرق معها حياتي من جديد .استيقظت صباحا لأجد نفسي بين أحضان عمتي كالطير الصغير الذي يحتضن عشه .
دخلت اسلم على فلاح بعد ان غسلت وجهي ، فاقترب يأخذنني بين أحضانه دون أن ينطق كلمة فساعتها كانت العيون قد تكلمت بما يكفي
ـ فلاح كيف تحتضن اخت زوجتك بهذه الطريقة ؟ هذا لا يجوز !
ضحك فلاح مستهزئا ولكني ابتعدت خوفاً من هذا الصوت الراعد .
ـ خالي ارجوك ، لقد قضينا طفولتنا معا زينة اختي قبل ان تكون اخت سمر .
أومأ لي عمي بغضب لأقترب منه ففعلت .
ـ هذا لا يجوز شرعاً، لن اسمح بهذا بعد الان .
ـ خالي !
صرخه احتجاج اطلقها فلاح وهو يتمتم بكلمات زادت من ثورة عمي
ـ هل أنا بهذه النفسية المريضة من وجهة نظرك يا خالي ؟!