الفصل السادس عشر

6.4K 250 4
                                    

الفصل السادس عشر

مضت الايام ولم اشعر بالغربه بينهم ولكني كنت افتقد حياتي ، والدتي ووالدي حيث انه لم يعد يزورني في الاحلام .

وما كان يهون عليّ اني كنت استعيد كرامتي . آدميتي وشيء يسير من شخصيتي .

الألم مازال يسكنني ولكني اتعامل معه، واتعايش معه .
السر وراء شراء طارق لي ما يزال غامضا ومجهولا !. ولكن ما توصلت له بعد تفكير عميق انه لربما يحتاج لخادمة تساعد امه في البيت ، وبكل غباء اقنعت نفسي بالفكرة !

كنت انظف واعمل بكل جد وبلا كلل ، فلن اضحي بالسلام الي بدأ يسكن روحي والاحترام الذي استشفه في معاملة الكل لي مقابل كنوز الدنيا .

كوابيسي واشباحي تلاحقني ليلا وصراخي يوقظ الكل كالعادة، و والد طارق يرقيني بآيات من القرآن الكريِّم .
اقضي يومي بالتنظيف والاعمال المنزليه او مساعدة والده في عمل الحديقة . العم خليل كان رجلا مهووسا بتنظيم الحديقة وتنسيقها وكنت استمتع بمساعدته لكنه يحاول دائماً وبكل لطف استدراجي للبوح بتفاصيل عن حياتي على امل ان يعيدني لعائلتي ، فأهرب منه ما ان يبدأ بأولى محاولاته .

هديل كانت لطيفة وطيبة الى حد احسستها وكأنها اخت حقيقة، تشاركني ملابسها واغراضها.

دخلت غرفة هديل لأناديها على العشاء فوجدتها تعاني فهم احد المواد الدراسيه. فبدأت اشرح لها بكل بساطة حتى اني لم انتبه لطارق الذي كان يقف عند مدخل الغرفة.

ـ المفروض انك صعدت لتنادي هديل لكنك اختفيت معها .

ـ طارق ، علا ذكية جداً . انها تحفظ الكيمياء العضوية عن ظهر غيب !

- طبعا فجميع فاقدي الذاكرة يتمتعون بذكاء خارق!

رفعت عيني مصدومة من كلماته فوجدته يبتسم بمرح ويغمز لي بطرف عين قبل ان يقول :
ـ خمس دقائق مهلة لكما ، وبعدها لن تجدا لقمة تأكلانها .

أخيرا بدأت اشعر بطعم الأمان ، والفضل يعود لذلك الرجل الشهم المسمى بطارق .

علاقتي بهديل أصبحت متينة جدا . نحن نقضي معظم اوقاتنا معا . اساعدها في دروسها ، نتعب فنلهو ونرقص أحيانا ، نسرح شعرنا بطريقة غريبة ونضحك .

ـ علا ، تعالي .

ـ ما بك هديل ، لم تهمسين ؟

ـ اصمتي وتعالي معي !

تبعتها لتدخل غرفة طارق .
ـ شاهدته امس يخفي علبة شكولاته فاخرة في الدولاب .

ـ لا هديل ، ماذا لو شاهدنا ؟

ـ لا تكوني جبانة ! هل تحبين الشكولاته ؟

ـ أعشقها !

ـ وانا ادمنها .

مُلك يمينك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن