الخاتمة

8K 326 62
                                    

الخاتمة




- هل انتهيت ؟!.

نظرت له من بين كل دموعي وانا امسك بذاك الدفتر الممتلئ بالماسي بين يدي ، فهززت راسي له موافقة

- ان كنت تعتقدين انك بهذه الدموع ستنجين من العقاب، فانت مخطئة

بصوت يرتجف بغصة البكاء اجبته
- لم يا حبيبي

- المفروض انك ذهبت تبحيث عن ذاك الكتاب الاسود لا عن دفتر مذكراتك

- وجدته امامي ولم اتمكن من مقاومة تصفحه

اقترب مني طارق وبابتسامته اللطيفة المتفهمة تلك اجاب
- لن نظل طوال عمرنا نبكي على الماضي يازينة، المستقبل المشرق بانتظارك فلا تضيعي الفرصة من بين يديك

- حاضر استاذ طارق

- دكتور طارق لو سمحت

وقفت من على الكرسي وطبعت على خده قبلة صغيرة، طوقت ذراعه خصري وهو يسحبني نحوه
- والان سيدة زينه، هل وجدت الكتاب الذي طلبته منك
هززت راسي ضاحكة من نبرة صوته

- حسنا طالبتي المهملة بعد غد سافاجئكم بامتحان طويل ولنرى ان كنت قادرة على النجاح!.

- لا تفعل هذا ياطارق المفروض انك ستساعدني لاتخرج من الجامعة، لا ان تكسر لي مجذافي

- طبعا ساساعدك يا حبيبة قلبي، لكن انت ايضا ساعدي نفسك.

سحب الدفتر من بين يدي ووضعه في اعلى رف
- هكذا لن تصل زوجتي الطويلة لك يادفتر الفراشات
ضربت صدره بقبضتي المتكورة وانا اضحك

- هذا هو الكتاب الذي طلبت منك البحث عنه
ناولني الكتاب الثقيل وهو يبتسم لي
- ستتصفحين هذا الان مستغلة نوم زياد وصباحا باذن الله ساساعدك في الحل






بعد اربع سنوات

وفي حفل توزيع شهادات التخرج للمتوفقين صدح صوت مكبر الصوت عاليا
- تتقدم السيدة زينة زياد اسماعيل لاستلام شهادة التخرج

اسرعت لاصعد خشبه المسرح ببطن ممتلئة وانا اتمايل في سيري، الوح لوالدتي واختي ولوالدي طارق وللصغير زياد، كان الكل متواجد حتى عمي عقيل، وانا اتخرج من كليه الهندسة بتفوق، الفضل كان لاستاذي وزوجي وحبيب قلبي طارق ، فقد كان يسهر الليالي معي لادرس وهو يشجعني ويدعمني ، والدته وكم احبها كانت تتولى رعاية زياد وهي فرحة به ، بينما انا ولاصدقكم القول كنت اغار من تمسك زياد بجدته في بعض الاحيان وفي احيان اخرى كنت انا من يرميه لجدته الصبورة.


هديل تزوجت من فارس اخ الضابط وليد وهي في السنة الاخيرة من الجامعة، ورزقت ببنت وولد ،فقد شاهدها حين ذهبنا لزيارة والدة ابتهال بعد زواجي وقتها كانت هديل مصممة على الحضور معنا ، ظنا منها اننا ذاهبان لمشاهده مسرحية كوميدية! وكم كانت خيبتها كبيرة ونحن نزور عائلة تلك الشهيدة الصغيرة، والدة ابتهال فخورة بي وسعيدة لنهاية حكايتي المؤلمة تلك، دموعها غسلت لي حجابي وهي تطلب مني ان لا انقطع عن زيارتها، فانا اذكرها بابنتها وكانها ما زالت حية، واصبح هناك نوع من العلاقة القويه التي تربطني بهم جميعا وخاصة وليد وعائلته.


عمي طه مازال على نفس جنونه، بل قد ازداد جنونا حيث تزوج بفقيرة يتيمة من القريه بعمر السابعة عشر ، بعد ان تزوجت ابنتي عمي ولم يبقى سوى اولاده من زوجته سلمى!!.


اما ياسر فلم يجد له أحد اي اثر، يقولون لي دوما انه غير موجود، وانا اجيب بانه هناك في ذاك البيت الذي يقع في الصحراء ، انه موجود ولكنكم انتم من لاتستطيعون رؤيته!!!.




انتهت...

مُلك يمينك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن