الفصل الثلاثون
- زينه !
نظرت لعمي وانا خائفة وشاحبة ولكني لم احتمل ان اراه بعد كل تلك السنوات، فتركت يد خالتي وتقدمت نحوه وطبعت على خده قبله حنونه
- نعم انا زينهقبلته ثانيه وهو مازال على ذهوله، فلم يقبلني مما اخافني منه فحاولت ان اتراجع مبتعدة ولكنه لم يسمح لي فامسك يدي وسحبني نحوه وهو يعتصر جسدي باحتظانه لي فجاءه وبطريقه مؤلمه، وهو يتنفس بصعوبة
- انت فعلا زينة، زينة المدللةهززت له راسي بالايجاب وهو يرفع لي راسي لينظر لملامحي الناضجه، في هذه الاثناء تقدم طارق فتفاجا عمي به وكانه لم يلمحه من قبل وتغيرت ملامح عمي عقيل للعبوس، بينما حاول تدارك العم خليل الموقف بالتعريف بطارق
- ابني طارق وهو استاذ جامعي- تشرفنا
قال كلماته ببرود وهو يصافح طارق بيده بينما يده الاخرى تطوق خصري ، وكانه يخاف علي ان اختفي من امامه، اخذ يتفحصه بنظرات ثاقبه قبل ان يقول
- تفضلوا تفضلوافدخلنا وخرجت امي واختي سمر فركضت امي لاستقبالي ، وكانت ماتزال ترتدي السواد ، فنسيت كل شي ساعتها ما ان رايت وجهها وركضت لارتمي باحضانها فسقطت ارضا دون ان تقوى على الحراك وهي تنظر لوجهي، تفتح فمها تحاول الكلام فلا تستطيع ، جلست قربها اريد احتضانها وهي تقبلني وتشمني بحسره، تحتظنني ثم تبعدني عنها ، لتتأمل ملامحي ثم تعود لتغرز جسدي بين جسدها النحيل المتعب، ياللهي هل هذه امي فعلا، لقد غارت ملامح وجهها ، امي عجوز فهل شاخت بثلاث سنوات بهذه السرعه
- سامحيني زينه
اسعفها لسانها لتقول تلك الكلمتين بينما لم يسعفني لساني انا لانطق بحرف واحد.قبلت كل ذره في جسدي حتى انها كادت ان تقبل لي قدمي لولا اني رفعت راسها واحتظنتها، كانت امي في حاله من الهستيريا لدرجه انه اغمى عليها فاقترب فلاح زوج اختي وهو يحمل طفلا بين ذراعيه وبدا بنقر المنطقه بين عينين والدتي باصبعه مرات متعدده وهو يحاول اعادتها لوعيها واسرعت اختي التي تقف بعيدا تبكي بصدمه باحضار زجاجه عطر فافاقت واذا بعمتي تخرج راكضه غير مصدقه
- الغاليه ابن الغالي
قبلتني وشمتني ثم اقتربت اختي سمر وجلست ارضا قرب والدتي وقربي وهي مذهولة
- هل انت فعلا زينة!.من بين دموعي هززت لها راسي ومددت يدي لاحتظننها فاقتربت مني واخذت تقبلني وتحتظني بعاطفه جياشه ودموع غير منقطعه، كل هذا ووالدتي مازالت ممسكه بي تخاف افلاتي، اقترب مني فلاح بعد ان وقفت ناول الطفل لسمر وسط نظراتني المستهجنة، وتقدم ليعانقني كالعاده فابتعدت عنه مبتسمه ، استغرب من تصرفي وانا التي كنت اعانقه وامازحه دوما ولكنه لم يقترب مُني.