الفصل الثالث عشر

6.6K 217 29
                                    

الفصل الثالث عشر




فتحت عيني لأجد نفسي نائمة على فراش مريح وبقربي شاب يجلس على كرسي ورأسه يستند بين ذراعيه . لاحظت اثار ضرب على وجهه وكأنه كان في معركة وخسرها !

تأملته مطولا .. كان ذو لحية مشذبة صغيرة تغطي عظام وجهه المربع وعيونه تبدو واسعة رغم الازرقاق الذي يغطي احداها ، رموش طويلة قد استراحت بهدوء اسفل عينيه ، خيط دماء صغير قد خط له طريقا من انفه الى شفته العليا .

يبدو في حاله استرخاء شديد . كم احسده ! ليتني استطيع النوم مثله ! تحولت عيوني لصَدْره. لم يكن يرتدي قميصا ولكنه كان يرتدي قطعة ثياب داخليّة بيضاء اللون ، وللعجب فإن بعض الدماء تشوبها هنا وهناك .

ـ كيف حالك ؟

اغمضت عيني بسرعة ، ودقات قلبي تتصاعد بسرعة . كانت عيوني تتجول وتتفحصه بجرأة دون ان اعي انه قد استيقظ ! ولغبائي فلم اجد حلا غير ان اتظاهر بالنوم من جديد .

ضحكة هادئه صغيره كانت ردة فعله على تصرفي الطفولي قبل ان يقول لي وبنفس الهدوء:
ـ تظاهري بشيء اخر لأني شاهدتك تنظرين الي!

فتحت عينيّ ببطءٍ ونظرت الى السقف بخجل شديد . حتى رموشي كانت ترتجف ساعتها .

ـ ما اسمك ؟
ـ غزل .
اجبت بصوت مرتجف ومخنوق .

ـ غزل !
نبرة التعجب كانت واضحة ، فأسرعت أبرر :
ـ لقد اطلقوا عليّ اسم غزل لأني لا أتذكر شيئا .

ـ هممم طيب كم عمرك ؟

ـ ستة عشر .

صوتي يرتجف وكلماتي متقطعة . استقام واقفا فنظرت اليه بتوجس وخوف فالتقت نظراتنا . نظر اليّ بنظرة حنونة وامتدت يده فوق رأسي فأغمضت عيوني بقوة وعظامي تلتصق ببعضها خوفا مما قد يحدث ولكن !!
ويا للعجب !!

لم يحدث شيء ففتحت عيوني ببطء .
نظرت اليه وقلبي ما زال يهرول بين اضلعي وتنفسي السريع يعلن عن المعركة الشرسة التي تدور رحاها الان داخل جسدي .

تكلم بصوت حزين :
ـ لا تخافي مني ارجوك !

هززت رأسي مؤيدة لمجرد إرضاء سيدي ، فارتفعت يده مرة اخرى ولم اغمض عيني هذه المرة بل تركزت عيوني على عيونه التي تحتضن نظراتي بقوة وتخشى افلاتها !
جفلت واطلقت شهقه خوف رغما عني عندما هبطت يده على رأسي تمسح شعري بحنان بالغ كما كان يفعل ابي دوما :
ـ اهدئي يا صغيرة . انا لن أؤذيك ابدا ! اهدئي .

تركني فأخذت نفسا عميقاً بعدما انقطع تنفسي.
اخذت اراقبه وهو يتجه نحو الباب . هل اثق به ؟ لا اعلم . لقد وثقت بزوجي من قبل وتبين لي بأني كنت ساذجة وغبية ، مع انه كان زواجا شرعيا وبمباركة الجميع . والان ، هل سأثق برجل اشتراني لمتعته الخاصة ؟!


مُلك يمينك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن