الفصل الثامن والعشرون

6K 243 6
                                    

الفصل الثامن والعشرون





ابعدني وفي عينيه شوق، انفاسه ثائره وملامحه عاشقه
- لن اتركك وحدك تواجهين عائلتك ، فلا تخافي.

خرج واغلق الباب خلفه ، وسقطت على الارض بائسه حزينه وفي داخل نفسي تعصف مشاعر هوجاء كاعصار ضخم يحطم كل ما يمر به، مالذي فعلته بي ياطارق ان كنت تظن انها مجرد قبله وداع ، بالنسبه لي لم تكن كذلك ، لا ابدا، قبلتك تلك يا من ملكت القلب قد مزقتني ، دمرتني، بل حتى انك امتلكتني بها قبل ان تخرج.

ايقظتني خالتي سميه صباحا وانا نائمه على الارض ، فقد انهكني التفكير وتضارب الافكار بداخلي فلم اقو على فعل شئ بعد خروجه وكانت الحيره تمزقني ، ان كان يشعر نحوي بشئ ما فلم رفضني !.

- لم تنامين على الارض يا ابنتي ؟

- كنت اضب اغراضي وجلست لاستريح
(ابتسمت لها )

- يبدو اني غفوت دون ان اشعر.

ساعدتني لانهض
- طيارتنا تقلع السابعه مساء

- حسنا

كدت ان اسالها ان كان طارق سياتي معنا ولكني لم اجرؤ، مر اليوم سريعا واتجهنا للمطار ولا احد يعلم اين طارق ،فلم ياتي لوداعنا وحتى انه لم ينام في غرفته ، ولا احد سواي يعلم بزيارته ليلا. صعدت الطائرة وجلسنا انا وهديل وخالتي معنا وجلس عمي لوحده في المقعد الذي بجانبنا ، جلست هديل قرب النافذة اما انا فكنت اتمنى رمي نفسي منها بدل الجلوس قربها ، صعد الركاب وانا انظر نحوهم بملل وهم يضعون حقائبهم بالخزائن وصراخ الاطفال يصم الاذان وضحكات الاصدقاء واصوات مزاحهم تزيد من صداع يفتك بي ، حتى برز لي وجه مالوف ، فهززت راسي بسرعه على امل ان اصحو من احلام اليقظه ، ولكنه لم يكن حلم فها هو طارق امامي يضب اغراضه في الخزانه ويجلس وحيدا في المقاعد الاماميه.

لم اكن وحدي من شاهدته بل خالتي ايضا ، فاخبرت العم خليل ، وكان الارتباك والخوف بادي عليهما فاقتربت خالتي من العم خليل وهمست له
- انه مجنون سيوقعنا بمصيبه

- اهدئي فلنصل اولا وساتكلم معه انا وخالد.

اذن لم اكن وحدي الخائفه فعائله طارق خائفه عليه ايضا ، كنت على يقين انه بما ان نصل سنخرج انا وهو كجنازتين بعد ان كنت اظن ان جنازتي لوحدها ستخرج من بيت عائلتي !

وصلنا شقه خالد ليلا حيث كان ينتظرنا ،وقد شهق بشده عند رؤية طارق ولكن والده اشار له بيده ليصمت ، فلم يتكلم احد مع طارق بخصوص قدومه معنا.

استقبلتنا حنان بابتسامتها المعهوده فاجمل مايميزها هو وجهها البشوش حيث تراها دوما مبتسمه ، احتظنتني وقبلتني وكانت خائفه علي هذا ما قالته عيونها وكذلك خالد الذي بدا كاخ حقيقي وبذل كل جهده كي اتصرف على حريتي في بيته الصغير . نام عمي خليل وخالتي وهديل في غرفه الاطفال ونمت انا مع حنان في غرفتها ، بينما افترش خالد وطارق الارض في الصاله الصغيره .

مُلك يمينك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن