الفصل السادس والعشرون
- انا هنا
شقهت غير قادره على التنفس وانا اسمع صوت طارق والتفت لاجده امامي في الصاله ودون ان اشعر بمن حولي وقبل ان يسبقني احد ركضت نحوه واحتضنته بشوق وبكل قوه ، يداي تطوقان جسده بكل تملك وقوه وانا غير مصدقه، قلبي ينبض بسرعة حتى اني احسست انه على وشك الانفجار !.
قبل راسي وابعدني قليلا لينظر لوجهي المرتبك بابتسامته المعهودة همس بتعجب :
- علا هل اشتقت الي لهذه الدرجه ؟استجمعت شجاعتي ونظرت له والدمع قد تجمع في مقلتي، لاشاهد وجهه السمح وطلته البهية وابتسامته الرائعه تزين وجهه الوسيم ، التقت نظراتنا لفترة قبل ان يَقُول هامساً بنفس النبرة الحنونة
- انا ايضا اشقت اليك اخي علاء !.- الحمدلله على سلامتك ياولدي
اقترب العم خليل فابتعدت وانا خجله لانني لم اتمكن من ضبط اعصابي ولم اراعي وجود الجميع من حولي، فانسحبت بهدوء لاعتكف في غرفتي وقلبي مازال يحتفل بقدومه بتلك الضربات السريعه وكانها سمفونيه تعزف لعوده الحبيب الغالي ، لقد كنت خجله جدا بعد ان لاحظتُ العيون تنظر الي بغرابه ، كان خالد يبتسم بمكر هو ووالدته بينما كان العم خليل مقطب الجبين .
لم اخرج من غرفتي لتناول العشاء وتعللت بان معدتي تؤلمني، فجلبت لي هديل العشاء للغرفه ، واما في اليوم التالي فقد كنت معتكفه وحدي في غرفتي طوال اليوم وخالتي تدخل لتطمئن علي ، وهديل كذلك وانا متظاهره بالمرض ، حتى حان موعد الغداء فطرق باب غرفتي العم خليل ثم دخل
- علا ، كيف اصبحت؟- افضل حالا شكرا عمي
مد لي يده وقال وهو باسم الوجه
- هيا اذن لتناول الغداء معا- لكن
- هيا اسرعي انا جائع
دخلت غرفه الطعام وانا خجله من ارفع راسي وجلست كالعاده على الكرسي الذي امام طارق ولمحت خالد يبتسم لي بلطف وكذلك زوجته التي تجلس جنبه
- اخي علاء قلقت عليكتكلم طارق وهو ينظر الي مبتسما فاكمل
- لم اعتد على هذا الهدوء في البيت بدون صوتك وانت تتكلم وتتكلمضحك الجميع ونظرت له بطرف عيني دون ان ارفع راسي فاشار الى راسه
- لقد اصابني الصداع بسبب كل هذا الهدوء.اكتفيت بالابتسامه وبدات اتناول طعامي وانا صامته وطارق يحاول اغاضتي وانا اضبط اعصابي ، حيث اخذ اللحم من صحني وضرب كاس الماء ليسقط القليل على ملابسي وفي الاخر عندما مددت يدي لاتناول قطعه لحم ثانيه وخز يدي بالشوكه وان لم يوذيني لكنه كان يختبر صبري.
- طارق !.
صرخ العم خليل به فاجاب طارق ضاحكا
- لكني لم اعتد عليها هكذا يا ابي !.