3

2.6K 116 33
                                    







.. صوفي ..

: هل أعتذر منها لجلوسي بذلك المقعد الذي
لَم أكُن أعرف أهميته لها أم أصمُت واقوم
بتغييره بصمت !
: أشعر بأنه يتوجّب علي الإعتذار ، ولكنّي
أخشى بأن تجد فرصة لإفتعال مشكلة ..
أو رُبما تكون قد نسَت ذلِك وأُثير ذاكرتها
من جديد ..
اففففف ماذا افعل !

نظرت لساعتها وإذا بوقت وجبة الغداء في
الشركة قد حان ..
دخلت على سارا لتجدها مُتربّعة على كرسيها
وتقوم بالدوران وقد صنعت طائرات وسفن من
الاوراق التي امامها مُحدثةً فوضى في المكان ..

صوفي : آنسة سارا وقت الغداء قد حان ..
هل ستذهبين إلى الكافتيريا أم تريدين أن أطلب
منهم بأن يأتوا بطعامك إلى هنا .
ردّت سارا : لا أريد شيء
صوفي : حسناً يمكننا أن نأخذ لكِ شيئاً بعد
نهاية الدوام ، إذن هل تريدين مني شيء آخر !
سارا : أغلقي الباب خلفك ( بمعنى اخرجي ) .
صوفي : كما تريدين ..
وقفت قليلاً قبل أن تخرج وهي تشبك أصابعها
ببعضها : آسفة ..
سارا بحاجب مرفوع : على ماذا !
صوفي : على جلوسي بمقعد والدتك .. لَم أكُن
أعلَم .
سارا بسُخرية : هه أخبركِ أبي .
: حسنا أردت فقط بأن أعتذر وها أنا أخرُج
وأغُلقُ الباب خلفي ..
اجابت صوفي وهي تتجه بابتسامة نحو الباب
لتخرُج .

أسندت صوفي ظهرها على الكُرسي واضعةً
يديها خلف رأسها .. زفرَت الهواء إلى خارج
رئتيها وذهبت بأفكارها بعيداً حتّى غفت .



.. مكتب جاك ..



تيم : وأخيراً ستذهب للحصول على المشروع .
جاك : لم يكُن لدي خياراً ، وأعلَم أننا لن نحصُل
عليه إلاّ إذا أشرفت عليه بنفسي .
تيم : جاك أنتَ تستطيع الحصول على كل
ما تريد إذا أردت .. وهذا المشروع سنحصل
عليه بفضلك .
لم أكُن أريد محادثتك بتلك الطريقة ذلك اليوم
ولكن كانت أسهم الشركة في هبوط ..
جاك : لا بأسَ تيم ، اتفهّم ذلِك جيدا  .
تيم : أشكرك ، لقد اتيت فقط لأتمنى لك رحلة
موفقة والآن أنا استأذن .


خرجت من مكتبها وألقَت بنظرها سريعاً على
صوفي النائمة بشكلٍ فوضوي قبل أنْ تتوقّف ..
لم تراها من قبل بهذا الشكل ولكِن لفت نظرها
آثار الخدش الواضحة على ذراعها والتي تعلم
أنها من تسبب بها ..
لم تُدرِك سارا بأنها ظلّت واقفة تتأمّلها حتى
فتَحت صوفي عينيها بابتسامة : هل أضعتِ
شيئاً ما في وجهي !!

امتقع وجه سارا ولكن دخول جاك أنقذها
من احراجها .

استقامت صوفي بسرعة وهي ترتدي سترتها
احتراماً لجاك الذي قال بابتسامة : صوفي !
لا تفعلي هذا ، انتِ من العائلة الآن ..
سارا بسُخرية : ولكِن العائلة في المنزل وليسَ
في العمَل .
جاك : وحديثك معي هنا يجب أن يكون باحترام
فنحن في االعمل ولسنا في المنزل .

لعبة خاسرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن