لعبة خاسرة

24

..

وقفَت صوفي بغضب مُجدداً : أنتِ حقاً مجنونة .
ايلينا بسخرية : أجل أنا كذلك .

وضعَت صوفي هاتفها امام عينيّ ايلينا : انظُري
إليها .. انظري !!
انّها طفلة بريئة لا ذنبَ لها بما يحدُث بيننا ، لا
تكوني بهذِهِ القذارة ايتها اللعينـ....

تنهّدت واكمَلت بتوسّل : أرجوكِ ايلينا انّها فقط
في السادسة من عُمرها ولديها حياة لتعيشها ،
أرجوكِ ، أرجوكِ افعلي ذلك ، انّها ابنة اختك
في النهاية .
ايلينا : آسِفة ، ولكِنّكِ تعرفين بأنّ لم غريس لم
تكُن تعني لي شيئاً حتّى تعني لي ابنتها !!

اعادَت صوفي هاتفها إلى سُترتها في نفس الوقت
الذي أتى به اتصال من سارا ..
لم تُدرك بأنّها قَد لمسَت زر الرد بالخطأ .

سارا : مرحبااا صوفي .
صوفي :

كانَت سارا تسمع صوت ضجيج الهاتف الذي كان
يتحرّك مع كُل حركة من صوفي .
نادَتها مُجدّداً بصوت أعلى : صوفي ، هيييييه هَل
تسمعيني !!
حسناً سأُغلق واتّصل مرّة اُخرى رُبما أستطيع
سماع صوتكِ .

وقبل أن تُبعد الهاتف عن أُذنها توقّفت حين اختفى
الضجيج وبدا صوت صوفي واضحاً بعض الشيء .

همسَت صوفي بقهر : ماذا تُريدين منّي ؟!
ايلينا بابتسامة : سؤال جيَد ، والاجابة هي أعطِني
فُرصة .
صوفي بسُخرية : فُرصة ؟
من أجل ماذا ؟
اقتربت ايلينا بتودّد : لنعرف بعضنا البعض أكثَر ،
ستُحبّيني كما احببتها انا مُتأكدة ، فكلانا لديه نفس
الوجه .

اطلقَت صوفي ضحكة ساخرة قبل أن ترفَع عينيها
وترمقها بحدّة وكُره : نعرِف بعضنا البعض !!
ماذا تُريدين أن أعرِف عنكِ أكثَر ، هاه !!
ماتت بسببك ، يديكِ مُلطّخة بدمائها ايتها اللعينة ..
في الوقت الذي يجب عليكِ به أن تذهبي إلى قبرها
وتتوسّلي إليها من أجل مغفرتها تطلُبين منّي ' أنا '
بأنْ أُعطيكِ فُرصة !!!
في الوَقت الذي من المُفترض به أن تُكفّري عن
ذنبكِ عن طريق سيلا تطلُبين منّي ' أنا ' فُرصة !
حرمتِها الحياة !!
لقد أخذتِها وحرمتني وسيلا منها وحوّلتِ حياتي
لجحيمٍ لا يُطاق وتقولين فُرصة !

ايلينا باندفاع : هَل أنا من دفعها أمام تِلك السيارة
حتى أكون من تسبّب بذلِك !!!
أفعالها وادمانها هُما من فعلا هذا بها ، لا ترمي
باللوم عليّ ؟!
صوفي بغضب : أفعالها وادمانها !!
من الذي لعبَ بقذارة فقط من اجل فصلها عنَي ؟
من الذي أرسَل لها ذلِك الفيديو فقط من أجل
ايذائها ايتها اللعينة ، هاه ؟
اكمَلت صوفي بقهر : تملُكان نفس الوجه ؟!!
أجَل ، أجَل تملكين نفس الوجه ولكنّكِ لا تملكين
قلبها ، هذا إن كُنتِ تملكين قلباً في الأصل ..
غريس التي تقولين عنها مُدمنة لم تكُن لتؤذي
حتى نملة ..
غريس بنصف عقل لا تُقارن بعقلكِ القذر هذا .
لَن أسامحكِ على ما فعلتِ بها وبي وسيلا حتّى
ولو رأيتكِ تلفظين انفاسك الأخيرة ..
لا يُمكنني أن أسامحكِ أبداً ، أبداً ..
أنا أكرهكِ وسأظّل أكرهكِ لبقية عُمري .