لعبة خاسرة

17

-

فتحت صوفي باب منزلها وأشارَت بيدها
لسارا بمعنى ادخلي أولاً .

سارا : شكراً .
صوفي : على الرحب والسعة .

نزعَت صوفي سترتها ومن ثُم مدّت يدها
باتجاه سارا لتأخُذ سُترتها لتقول الأخيرة
بابتسامة : من يراكِ بهذا اللُطف معي سيظُن
بأننا نتواعد .
ابتسمَت صوفي : لا أحد سيظُنّ ؛ لأنّه لا يُمكن
أنْ يحدُث .
عقدَت سارا حاجبيها واتضّح الانزعاج على
ملامحها : أجل ، بالتأكيد ، هه أنا أواعدكِ !!
لا يُمكن .

اتجّهت صوفي إلى المطبخ والذي كانَ يُطِلُّ
على الصالة : لازانيا ؟
سارا : آممممم لا أفضّل أكل اللحوم .
صوفي : حسناً ماذا عن معكرونة بالفطر ؟
هزّت سارا رأسها بموافقة : أجَل ، رائع .

: هل يُمكنك مُساعدتي في هذا ؟
اكملت صوفي وهي تحني شفاهها السفلية وتلوّح
بيدها اليُسرى : كما تعرفين لا استطيع فعل الكثير
بهذهِ اليد ..
رفعَت سارا أكمامها : بالتأكيد ، ماذا تُريدين
منّي أن أفعل ..

صوفي : قومي بقصّ البصل والفطر ، سأضع
لي القليل من اللحم المقدد على النار إلى حين
استواء المعكرونة .
سارا : أمركِ سيدتي .
صوفي : شكراً .

صنعَت صوفي سلطة لسارا ، ولأنّها تعلم أنّها
لا تُحبّذ الطماطم لم تضعه . 

وضعَت صوفي الأطباق على الطاولة : سلطة
من دونِ طماطم كما تُحبّين .
سارا بتعجّب : كيفَ تعرفين ذلِك ؟
صوفي بابتسامة : ليسَ وكأنّي أعرفكِ فقط منذُ
الأمس .
ابتسمت سارا باحراج : انا لا أعرِفُ عنكِ شيئاً .
صوفي بتفكير : اممممم أنا لا أتناول السلطة .
سارا بابتسامة : امممم أرى .
ردّت صوفي الابتسامة : ها أنتِ تعرفين شيئاً
عنّي .. في الواقع كُنت نباتية بالسابق ..
سارا بابتسامة : وما الذي تغيّر !!
لا شيء ..
اجابَت صوفي قبل أنْ تُكمل بخُبث وهي تعضّ
على شفاهها السفلية وتوزّع نظراتها على جسد
سارا : أنا فقط جائعة ، والسلطات لم تعُد كافية .

ادركَت سارا أنّه تعبير جنسي مما جعلها ترتبك
وتبتلع ريقها وتتبعه بالماء وحين أنزلت كأسها
على الطاولة ضرب طرف الصحن وكادَ ينسكب ..

وضعت صوفي يدها على يد سارا وهي تنظُر
إلى عينيها ، وتستمر بتحريك أصابعها بشكل
دائري : احذري ، كُدتِ تسكبينه .

سارا بتلعثم : أنتِ تعلمين أنّي وآدم على علاقة .
صوفي بسخرية : حقاً !!
لم أكُن أعرِف ذلك ، أنتما لا تتصرفان كحبيبين .
سارا بذات الارتباك : أجَل ، نحن نتصرف مثل
المحترفين في العمل .
صوفي بإبتسامة عريضة : اهااا مُحترفين في
العمل .
حسناً إنهُ خطأي ، لقد رأيتُ ذلِك بشكلٍ خاطئ .
سارا بارتباك : لا بأس ، إنهُ مُجرد شيء تعرفينـ...
قاطعتها صوفي بإبتسامة : حسناً سارا .
سارا وما زالت تتحدث : أنا فقط هذا ، كان
يجب أن آكل اللحم المُقدد ... هل هو جيد ؟