-
نزَلت صوفي من السيارة واغلقت الباب
خلفها بغضب لتجلس على أقرب مقعد إلى
حين وصول سيارة ( اوبر ) والتي قامت
بحجزها للتو ..إنتظرت سارا خمس دقائق ومن ثُم ذهبَت
لتجلس بجانب صوفي التي لم تُعرها اهتماماً .
لم تعرِف كيف يُمكنها التحدث في هذا الجو
المشحون بفضلها طبعاً فما كان منها إلّا أنْ
التزمَت الصمت ..وقفت الأخيرة وتمتمت على مضض : سآتي
مساءً لآخُذ حقائبي ، وداعاً ..
: انتظري ..
تحدّثت سارا أخيراً وهي تُمسك بيدها .
نظرَت صوفي ليدها المُمسكة بها ومن ثُمّ
نقلت نظرها إليها وهي ترفع حاجبها بمعنى
( ماذا تُريدين !! )
سارا بإرتباك : لنتحدّث .
أشارَت صوفي بإتجاه الشارع : لقد وصَلت
سيارتي ، أراكِ مساءً .لثواني تبعتها سارا بنظراتها وهي تذهب ومن
ثُم لحقَت بها لتوقفها قبل أنْ تستقل السيارة ..
سحبت سارا يدها وأغلقت الباب وقبل ذلِك
التفتت للسائق لتسأله عن أجر الرحلة ..
قامت بالدفع له وأخبرته برغبتها في إلغائها
وشكرته .صوفي بنفاذ صبر وبرجاء : ماذا تفعلين
سارا !
صدقّيني ، صدقّيني لا طاقة لي بأي شيء .
سارا : لنتحدّث ..
صافي : لا داعي لأن نتحدث بشيء ..
يوم واحد فقط وبعدها وكأننا لم نلتقي .
سارا : هل الأمر بهذه السهولة لديكِ !!
صوفي : ولماذا لا يَكون !!
سارا بقهر : لماذا لم تُخبريني بأنكِ ستذهبين ؟
صوفي بسخرية : ولماذا أُخبرك ؟!
سارا بنرفزة : منذ ما يقارب الشهر والنصف
وأنتِ تعلَمين جميع تحرّكاتي ..
صوفي بذات السُخرية : وما الذي يعنيه
هذا ؟
سارا : يعني أنهُ كان عليكِ إخباري ..
صوفي بعدم إهتمام : لا لم يكُن !
سارا : بلى ، مثلما كنتِ تعرفين جدولي كان
علي أن أعرف بالمثل بما أنكِ مُساعدتي ..
صوفي : هه الآن صِرت مساعدتكِ !!
سارا بغضب : ماذا تقصدين !!
صوفي من بين أسنانها : اخفضي صوتك ،
لقد حذّرتك ..
تراجعت سارا : حسناً أعتذر ..
ولكن ماذا تعنين بـ الآن أصبحت مُساعدتك !
صوفي : منذ أتيت وأنتِ لم تقبلي بي !!
طلبتِ مني الإستقالة لأكثر من مرة ، حتّى
أنكِ قبل أسبوع فقط كُنتِ تطلبين من والدكِ
بأن يُبعدني ..
أيضاً مُنذ أقل من أسبوع خرجتِ من دون
أن تعتبريني كذلك وأوقعتِ نفسكِ في مُشكلة
حتى ..
لذا لا تعزفي على وتر أنّني مُساعدتك لأنّي
لستُ كذلك ..
نعم أتيت كمُساعدة ولكِن ماذا حدَث !
جعلتِ الأمر صعباً جداً عليّ حتّى أنني
أصبحتُ فقط كسائقةً لكِ .. لا أكثر ولا
أقل وقد قبلتُ بهذا من أجل السيد جاك ..
لذا لا تملكين الحق أبداً في أن تغضبي
لعدم إخباري لك ..
وها أنا أخبركِ الآن أنني سأبحَث لكِ عن
سائق بديل ليحلّ مكاني ..
فعَلت ما عليّ فعله لكِ وأكثر ، والآن إنتهى ..لم تعرف سارا بماذا ترُدّ عليها لأنّها كانت
مُحقة في كُل كلمة قالتها ،، التزمت الصمت
مرّة أُخرى ..
أنت تقرأ
لعبة خاسرة
Romanceكنتُ أُدرك أن حبّي لكِ لعبة خاسرة منذ البداية لكنّ قلبي قرر الاستمرار فيها رُغماً عنّي ، أملاً بقلب موازينها والفوزَ بِها ..