-
وجَدت صوفي سارا تجثو على رُكبتيها
بملامح شاحبة ونصف القهوة انسكبت على
ملابسها والنصف الآخر على الأرض .
لم يأتِ بمخيّلتها أنَّ سارا سمعتها بل انّها
قد نسَت أمر الملاحظة الصوتية كُلياً .
صوفي : ما بكِ !
سارا بارتجاف : لا شيء .
وضعت صوفي يديها أعلى كتفيها وهزّتها
: سارا أخبريني هل أنتِ بخير !
حاولَت سارا استجماع قواها واجابت : لا
شيء ..
انا فقط فقدت توازني وانسكبت القهوة .
صوفي بإهتمام : اووه تباً نسيت .
هل حدث لكِ شيئاً ؟ ..
هل أحرقتك ؟
سارا بإرتباك : لا أعلم .. أقصد لااا .
صوفي : دعيني أرى .اخذتها صوفي إلى غرفة الضيوف القريبة
منها وتحدّثت على عجل بعد أن دخلت
وأغلَقت الباب خلفها : سارا انزعي قميصك
لأرى .
سارا بهمس : سأفعَل أنا ، يُمكنك الخروج .
صوفي : لن أخرُج ، إمّا أن تفعلي ذلِك
أو سآتي أنا وأفعَل .سارا وقد استجمعَت قواها اخيراً وبنرفزة
: لن يحدث ذلِك ، أخرجي ..
تقدمت صوفي وبعدم إهتمام : إذاً تختارين
أن أقوم بفعلها أنا .
سارا بغضب : لا شأنـ....
شدّتها صوفي من مقدمة قميصها بقوة نحوها
قبل أن تُدخل يداها من تحت القميص لترفعه
قليلاً بلطف لترى إنْ كانَ هُناك أثَر حتّى لا
تقوم بإيذائها حين تنزعه عنها .حاولت سارا المقاومة وقبل أنْ تتحدث
وضعت صوفي أصابعها على شفاهها
لتمنعها وهو ما جعَلها تكُفّ عن المقاومة ..كان بطن سارا يمتقع بالأحمر ولكن لم يكُن
بذلك السوء ..
اتجهت صوفي إلى حقيبتها وأخرجت كريم
للحروق وعادت مجدداً وانحنَت لتجلس على
رُكبتيها أمام سارا ..
سارا وصوتها بالكاد يخرج : ماذا تفعلين ؟
صوفي بسخرية : سأعرُض عليكِ الزواج
مني ..وقبل أن ترُدّ سارا أمسكت صوفي بوسطها
لتثبّت جسدها قبل أنْ تضع يدها على بطنها
وتتحسّسه بُلطف : هَل يؤلمك !!
سارا بصوت بالكاد يخرُج : لااا .
وضعَت صوفي الكريم على بطنها وأخذَت
تنفخ عليه بلُطف ، كُل هذا وسارا تُراقبها
دون أنْ تُقاوم أو تفعَل شيء ..
صوفي : حسنا ، انتهيت .
سارا : شكراً .
صوفي : لم أفعَل شيئاً ..
هَل ما زلتِ تُريدين الذهاب أو بإمكاني
أنْ أفعَل انا واجلبه ، يكفي أن تُعطيني
إسم المحل وسأرى إذا ذهبت هُناك .
سارا : حسناً .
صوفي : إذاً اصعدي وبدّلي ملابسك ،
سأذهب .وقبل أن تَخرج صوفي تراجعت سارا عن
قرارها لتقول بتردد : صوفي ، إنتظري ..
صوفي : ماذا ؟
سارا : سأذهَب معك .
صوفي بتعجّب : كما تُريدين .... سارا ..
حين سمعتها تقول أنّ رحلتها غداً لم أشعُر
إلّا وساقاي اللعينة ترفض حملي ..
أشعُر بعاصفة تجتاح عقلي ..
لا يُمكنني التفكير في أيّ شيء حتى وإنْ
أردت ..
كُل ما أعرفه أنّي لا أريدها أنْ تذهب ..
لما الآن !
لَم أُصلح أخطائي معها بعد !
لم أُقدّم لها إعتذارً لائقاً !
لمْ تتسنّى لنا الفُرصة لنبدأ بعد .
لقد إعتدتْ على وجودها معي بكامل يومي .
ما الذي سيحدث الآن !!
لا أعلَم ماذا أقول أو ماذا أفعل ..
أشعُر بعقارب الساعة تجري إلى الغد بسرعة
كبيرة ..
اللعنة لما لا يُمكنها التوقف أو حتّى التباطُؤ
قليلاً !!
أنت تقرأ
لعبة خاسرة
Romanceكنتُ أُدرك أن حبّي لكِ لعبة خاسرة منذ البداية لكنّ قلبي قرر الاستمرار فيها رُغماً عنّي ، أملاً بقلب موازينها والفوزَ بِها ..