11

2.4K 106 66
                                    

-




عادَت صوفي إلى المكان الذي انزلتها به
سارا لتجدها تنتظرها في سيارتها ، أخذَت
مكانها إلى جانبها من دون أن تنبُس ببنت
شفّه ..

تفحّصت سارا وجهها عن قرب وبإبتسامة
قالت مُمازحة : تبدين شاحبة ، هَل عُدتِ
من جنازة !
لم تُدرك سارا أنها ضرَبت على الوتر
الحساس لصوفي التي بُهت لونها أكثَر
عند سماعها ما قالته .
سارا بخوف : هيييه صوفي ما بكِ ؟
تَبدين مُتعبة !
صوفي :
أمسَكت سارا بيدها بتفحّص : هَل تؤلِمكِ ؟
صوفي بهدوء : لا ..
سأخرج قليلاً أريد أن أستنشق بعض الهواء ..

نزَلت صوفي واغلقت الباب خلفها قبل أنْ
تتكيء عليه وتضُم يديها إلى صدرها ..
تركتها سارا لدقائق وهي تتأمّل كتفيها من
الخلف إلى أنْ لاحظت اهتزازها ..

: هل تبكي ؟!!

تسائلت سارا مُحادثةً نفسها قبل أنْ تترجل
خارج السيارة لتقفُ أمام صوفي التي أشاحت
بوجهها ..
اقتربت منها سارا وأمسكت بيدها وبهمس
: صوفي ما بكِ ؟
هَل هو بسببي ؟
بحركة من سبّابتها مسحت صوفي دموعها
التي كانَت تنزُل رُغماً عنها وهزّت رأسها
بـ لا ..
سارا : أعلَم أنّني سأتجاوز حدودي بعض
الشيء ، ولكِن اعذريني .
أنهَت سارا جُملتها ومن دون سابق إنذار
احتضنتها .. حاوَلت صوفي مقاومتها ولكنّ
الأولى أحكَمت قبضتها عليها : شششش لا
تُقاومي حتّى لا تؤلمكِ يدكِ .
همسَت صوفي من بين دموعها : ابتعدي
عني !
شدّت سارا على جسدها أكثَر : آسفة ، لا
يُمكنني .

ارتخت يدين صوفي وارتخى معها جسدها
وعادَت دموعها تنزل بصمت مما جعلَ سارا
تمسَح على ظهرها : إن كانَ بُكاءً اخرجيه ،
لا تكتُميه بداخلك .

خرجت شهقة بُكاء من صوفي وتبعتها أخريات
لدقائق حتّى بدأت تهدأ تدريجياً وارتخت يدها
المُتشبثة بقميص سارا من الخلف وبصوت
بالكاد يخرج : حسناً ، يُمكنكِ الآن الابتعاد .
أبعدت سارا يديها عنها وتراجعت خطوة إلى
الخلف ونظرَت إليها بتفحّص قبل أن تقول
: بالرُغم من أنّي لا أريد فعل هذا ، ولكِن
رُبما تُريدين البقاء لوحدك ؟
هل تُريدين منّي .....
قاطعتها صوفي : لا .. لنذهب .
فرِحت سارا لأن صوفي اختارت البقاء معها
وبابتسامة عريضة : لن ارفُض ، هيًّا بنـ...
قاطعتها صوفي مرّةً أُخرى ولكن هذه المرة
بامساكها ليدها لتوقفها : سارا ..
تنهّدت سارا وتمتمت بداخلها : اللعنة لماذا
اسمي جميلٌ هكذا بلسانها ..
تداركَت نفسها واجابت : هاه .. هل أردتِ
شيئاً !

اقتربت صوفي وانحنت وقبّلت جانب وجهها
الأيمن : شكراً لكِ .
أخذَت سارا نفساً طويلاً في محاولة لايقاف
انفاسها المُتسارعة قبل أن تُتمتم : اُقسم انّك
ستأتين بـ أجليّ .
ابتسمت صوفي ابتسامة جانبية لأنها سمعت
تمتمتها لتتدارك سارا نفسها وهي تفتح باب
السيارة : هيّا لنذهب ..

لعبة خاسرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن