معلومات تفيد ❤️

كيف ابتلعت أمريكا نصف أراضي المكسيك؟!

بدأت القصة عقب استقلال المكسيك عن الامبراطورية الأسبانية عام 1821، حيث وجدت المكسيك نفسها تملك أراضي شاسعة تبلغ مساحتها 4 ملايين كم..

فقامت بتشجيع الهجرة إليها من الأمريكيين، وقدمت تنازلات سخية لهم، ومع تزايد أعداد المهاجرين تقلصت سيطرة الحكومة المكسيكية في تكساس...

وبدأت بوادر النزعات الانفصالية تظهر في الثلاثينيات حتى تطور الأمر إلى انتفاضة شاملة أدت إلى اندلاع معارك بين الجيش المكسيكي بقيادة سانتا آنا وقوات تكساس الانفصالية المدعومة من الولايات المتحدة .

وكانت لحظة الانفصاليين الفارقة عندما تم أسر الرئيس المكسيكي عام 1836 حيث اضطر للتوقيع في مقابل حريته على معاهدات فيلاسكو التي أدت لاستقلال تكساس، لكن الكونغرس المكسيكي لم يعترف بالمعاهدة ولا الاستقلال، واستمر النزاع المسلح في المناطق الحدودية .

حذرت الحكومة المكسيكية الولايات المتحدة بأنها ستعلن الحرب إذا ضمت تكساس إليها، في الوقت نفسه لم تكتفِ تكساس المستقلة بما حصلت عليه، فأعلنت أن حدودها تمتد 200 كم إلى الجنوب...

وكانت الولايات المتحدة تنتظر هذه اللحظة لدمج تكساس في الاتحاد الأميركي وأرادوا من المكسيك أن تعترف طوعاً بذلك لتجنب الحرب.

في عام 1844، انتخب جيمس بوك رئيسًا للولايات المتحدة، وسرعان ما أعلن أن تكساس ولاية أمريكية ! فقطعت المكسيك علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولكنها لم تعلن الحرب، وكان يمكن تسوية مسألة ضم تكساس بطرق سلمية، ولكن ظهرت خلافات أخرى.

حيث أصرت تكساس على امتداد حدودها الجنوبية، وردت المكسيك بأن تكساس لم تمتد أبدًا لأبعد من نهر نيوسيس..

بالإضافة إلى ذلك، كانت المكسيك تدين لمواطني الولايات المتحدة بنحو ثلاثة ملايين دولار أمريكي للتعويض عن الأرواح والممتلكات التي خسروها في المكسيك بسبب الثورات والسرقات والمصادرات .

طالب كثير من الأمريكيين بأن تقوم الولايات المتحدة بتحصيل هذه الديون بالقوة، وأهم من ذلك الشعور المتزايد في الولايات المتحدة بأنه يتحتم عليها أن تتوسع غربًا في الأراضي الجديدة.

وبقوة تفوق بكثير قوة المكسيك، غزت الولايات المتحدة المكسيك عام 1846، واحتلت عاصمتها مكسيكو سيتي، ولم تنسحب حتى عام 1848 بعد أن قامت المكسيك بالتوقيع على معاهدة غوادالوبي هيدالغو التي كتبها الأميركيون أنفسهم..

وصدق عليها كلا من الكونجرس الأمريكي والمكسيكي، وبموجب المعاهدة ابتلعت الولايات المتحدة الأميركية الأجزاء الشمالية من المكسيك، وتقلصت الأراضي المكسيكية بنسبة 55% تقريباً..

في المقابل وافقت أمريكا على دفع 15 مليون دولار تعويضاً عن هذه الأراضي التي خسرتها المكسيك.

__________