.24

25 1 0
                                    

وضعت المفتاح في الباب ولفته مرتين الا انه لم يفتح الا بعد دفعة قوية من جاسمن..
جاسمن بتذمر:ااه لن تستعملي يدك ان بقي الباب على هذه الحال..
وعد لم تعلّق.. دخلت بسرعة ووجدت كل شيئ مغطى بالغبار فتحت الشبابيك وبدأت بتنظيف غرفة الجلوس والمطبخ بشكل اساسي لانه ليس لديها متسع من الوقت للتنظيف...
.
.
بعد حوالي ساعتين..كان المكان صالحاً لتضع قدمك فيه
جاسمن:لقد تعبت لا استطيع الاستمرار..وضعت جسدها على الكنبة بقوة ..فاخرج غيمة كبيرة من الغبار جعلتها تختنق..:لا اصدق انك ستعيشين هنا...يمكننا العودة الى شقتي وساعيش عند علاء ما رايك...
وعد:كلا سيشك علاء وريان..لذا كفي عن التذمر...يمكنك الرحيل لم يتبقى الكثير من العمل على اي حال....
جاسمن:حسنا ..ساذهب وساعود غدا..احضرت بعض الطعام في هذا الكيس ساحضر المزيد غدا...
وعد وهي ممسكة بالمكنسة :حسنا...
خرجت جاسمن لتلقي وعد كل شيئ من يدها...ارتمت على الارض تبكي لحالها..:ماما..انا حقا لا اعلم ماذا افعل او ماذا اصدق اتمنى ان يكون حلما واستقيظ منه ...انا قد سئمت من الاكاذيب والحقائق المخفية...
سمعت طرقا على الباب..
بدأ الخوف يستولي عليها حملت مسدسها...وتقدمت ببطئ نحو الباب ...نظرت من العين السحرية.... كان شابا في اوئل العشرين...ترددت في فتح الباب...
وقررت ان تصمت وتبتعد عن الباب..
بعد دقائق من توقف القرع على الباب ...عم الهدوء...
بقيت في حالة استنفار طوال الليل خائفة من ان يعود..
في اليوم التالي سمعت صوت الباب يفتح...:وعد..اين انتي احضرت الطعام ..علي الذهاب لدي محاض........
لم تكمل ما تقوله ....
سمعت  وعد صوت صراخ ولكمات ..
دخلت مسرعة لتجد جاسمن قد جلست فوق رجل وبدات بضربه...
جاسمن بغضب:اخبرني من ارسلك؟
الرجل شبه واع لا يجيب...
وعد:جاسمن كفا انهضي كي اقوم بربطه..
بعد عشر دقائق بدأ باستعادة وعيه وحاول التحرك الا انه كان مقيدا بشكل وثيق..
.م ماذا حصل اين انا...
جاسمن:انت في الجحيم هل كنت تنوي الاعتداء على صديقتي...
:مالذي تقولينه...
وعد:جاسمن لنسمع ما سيقوله..هل كنت انت من كان يطرق باب سكني؟
:ااه اجل انا اردت التحدث معك بموضوع مهم ...
وعد:وهل منتصف الليل ساعة مناسبة؟
جاسمن:سابلغ الشرطة من الواضح انه لص اراد ايقاعك في فخه..
وعد:انتظري ..
ماالذي اردت الحديث بشانه..
اجاب بعد دقائق لان فمه كان متورما:له علاقة بوفاة عائلتك...
وعد انحنت وامسكته من ياقته:كيف تعلم بهذا الامر...
:هل يمكنكِ ان تبتعدي قليلا...لو علمت  ردة فعلك ستكون هكذا لما اتيت ابدا...
ابتعدت وعد واحضرت كرسيا ...وضعت رجلا على رجل وكتفت ذراعيها بفضول..:لا تكثر الكلام اخبرني بكل شيئ تعرفه...قبل ان اتصل بالشرطة..
نهض عن الارض وجلس على الكنبة بالم..:حسنا..لاداعي  لذلك..ساخبرك..
بدأ الحديث بعد ان وضع يده على فمه متالما...:لقد كان والدي يعمل في شركة_ work&design_          (-شركة والد ريان -....وهي منفصلة عن شركة ريان).
لقد عمل لفترة تزيد عن ١٠ سنوات في هذه الشركة...لقد كان عاملا مميزا تم ترقيته بعد سنوات ليصبح مسؤولا عن المعاملات المالية الخاصة بالشركة...لقد لاحظ في البداية بعض المستندات غير القانونية... حاول التغاضي عن هذه الاحتيلات حتى يحتفظ بمنصبه...الا ان اعمالهم  غير القانونية قد فضحت من قبل شركة اخرى منافسة لها..فقام جد ريان وقتها بحركة ذليلة.... حيث نفى السيد نجار علاقته بهذا الامر وقام بتزوير معاملات جعلت والدي هو المدان ليخرج هو وابنه من الامر بكل سهولة..لقد خسر والدي وظيفته واعتقل بعد ان ثبتت التهم المزيفة.... كما ان المحامي الذي يعمل لديهم لم يخسر في اي قضية...لذا كان وضع والدي في السجن امرا سهلا بالنسبة له ....
قاطعته وعد:هل ما زال والدك محبوساً؟
اجاب:ساكمل القصة كي تعلمي...
اخذ نفسا عميقا واكمل..:رغم محاولاته الجاهدة لاقناع امي ببرأته الا انها رفضت تصديقه ..في الحقيقة كانت تنوي الطلاق منه باي طريقة لذا كان الحدث الاخير الفاصل لعلاقتهما..والدي كان رافضا الطلاق لانه متعلق بوالدتي على عكسها فقد وافقت على الزواج من اجل مصالحها ولم تنفذ خطتها كما ارادت لذا فضلت الطلاق ...كان والدي بالسجن ...لقد وصل اليأس والظلم الى اعماقه...وقع على اتفاقية الطلاق ثم انتحر في السجن.
وعد:وكيف علمت انه كان بريئا من اتهاماته؟
اجاب :لقد كنت مصدقا لاكاذيب والدتي في البداية..الا انني تخصصت في ادارة الاعمال كي اتاكد من هذه الحقيقة.. وبعد عملية بحث طويلة وشاقة...وجدت مستندات تثبت ان المدير التنفيذي للشركة هو المتورط الوحيد في هذه القضية ويوجد العديد من الملفات الناقصة.. ..تبين لوحقا انه قد قام باتلاف اي ادلة تدينه الا ان والدي قد استطاع نسخ بعض المستندات التي توضح تورط المدير التنفيذي و اخفاها في خزنة العائلة..
وعد:اذن انت هنا لتنتقم؟
اجاب:بكل صراحة اجل...
وما علاقة هذا بوفاة والدي؟
:لقد توفى والدك بعد فصل والدي من الشركة لذا كان يسعى لمعرفة الحقيقة وراء وفاته ليكون دليلا على ادانت مدير الشركة بجريمة القتل ..عندما وجدت تلك المستندات التي تدل على ادانة السيد نجار بالاحتيال وجدت مذكرات ابي الشخصية التي استطاع فيها التحري عن وفاة والدك..
وعد مقاطعة بخيبة:انا اعلم الان كل شيئ لذا لا فائد منك...
اجاب باندهاش :هل تعلمين كيف قتل والدك؟
وعد بالم:لا اريد ان اكرر كلامي ..اخرج قبل ان اتصل بالشرطة...
اجاب:اذن هل قابلتي الرجل الذي تسبب بالحادث؟
وعد بصدمة:ماذا تقصد..؟
اجاب :هذا ما ظننته...بعد ان تسبب السيد نجار في جريمة القتل الذي يدعي انه غير مسؤول عنها ...قام رجاله بالقبض على السائق في السيارة الاخرى التي تسببت في الحادث ليثبت برائته من الحادث وطبعا بما ان بصمات السائق كانت فقط موجودة تم القبض عليه وسجنه..
اسمه كان موجودا في دفتر والدي..اظنه كان جاك..جاكسن ..نعم...جورج جاكسن..انا متاكد..
لم تبدي وعد اي ردة فعل فقد كانت منشغلة في التفكير..
بينما انهارت جاسمن على الارض...
لم تصدق الاسم الذي سمعته قبل قليل ...اقتربت منها وعد :جاسمن هل انت بخير؟
جاسمن والدموع تنهمر من عينيها غير مصدقة :هذا ...
هذا اسم والدي..
تصنمت وعد غير مستوعبة الصدمة هي الأخرى..
عم الصمت في الغرفة لدقائق ..
قبل ان تقطعه جاسمن بشهقات بكائها المستمر..
وعد انا اسفة حقا ..لا اصدق ان والدي قد فعل مثل هذا الامر ...
اقتربت وعد وحضنت جاسمن: لا بأس انها ليست غلطتك كما أن والدك ليس إلا لعبة بيد عائلة نجار وقد نال عقابه مشكلتي ليست معك أو مع والدك بل مع المدبر لعملية القتل هذه...
مسحت جاسمن دموعها وهي منهارة تماما :انا اسفة حقا وعد انت لا تستحقين كل هذه المعاناة..
حبست وعد دموعها بقوة :لا بأس جاسمن كل هذا لن يذهب سدى..
                                                                      .
                                                                      .

عاد الى المنزل بعد يوم شاق اخر ...
لقد بدأ يفقد الامل في العثور عليها ..كما بدأت تراوده المخاوف ان تكون قد سافرت الى الخارج مما يجعل امر العثور عليها مستحيلا...
رمى نفسه على السرير بارهاق:وعد...اين انتي الان..
اغمض جفنيه بارهاق وانتقل الى عالم الاحلام حيث اصبح المكان الذي ينتظره كي يراها مرة اخرى حتى لوكان كابوسا عنها يكفي ان يكون كيانها موجودا في طيات خياله واحلامه....
استيقظ على صوت رنين الهاتف تذمر من هذا الازعاج لانه كان يحلم فيها بتلك اللحظة...
فتخ الخط دون ان ينظر..لانه علم ان قد يكون احد رجاله ليخبره انه لم يجد اثرا لها....
ريان:نعم
:مرحبا ريان..
انتفض جسده كله:وعد!!!

°°°°°°°°°°°°°°▪︎¤•°°•¤▪︎°°°°°°°°°°▪︎¤•°°•¤▪︎°°°°°°

سأعود دائما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن