.32

10 2 0
                                    

يحدق في ألعابه المتناثرة حوله بخوف ممزوج بالضيق..
يسمع صوت صراخ ومشاجرة من الغرفة المجاورة..
رغم انه قد اعتاد على هذا معظم الايام الا انه يكره هذه الأوقات.. يتمنى ان يأتي وقت النوم بسرعة حتى يتسنى له النوم والتخلص من هذه الاصوات...
بعد وقت طويل من الشجار لم يعد يحسبه حتى.. دخلت والدته الى غرفته وهي تسمح الدموع عن خديها..كان في حضنها اختي صوفي وهي تبكي بقوة من الأصوات العالية التي استيقظت عليها..
نظرت لها وخدها محمر:ماما هل انت بخير ..لماذا تبكين؟..
جلست والدته على سريره الصغير ووضعت أخته على السرير بعد ان هدأت..
كنت أبكي بصمت وانا ارى دموعي تسقط على السيارة الصغيرة..نزلت امي الى جانبي واحتضنتني بقوة..
لا تخف عزيزي لقد كنت اتحدث مع والدك ..لا داعي للبكاء..
ريان وهو يبكي:كفّا عن المشاجرة كل ليلة..اصواتكما تشعرني بالخوف كل مرة..
مسحت بيدها على شعري لتطمئنني:اعتذر عن هذا ريان..هذه آخر مرة اعدك..مسحت دموعها قبل ان أراها وابتسمت لتريحني: اخبرني ماذا تريد أن احضر هدية لك..سأحضر لك اي لعبة تريدها ما رايك؟
ابتسمت لها واحتضنتها طويلا حتى نمت في حضنها..
سمعت بكائها الذي تحاول كتمه حتى لا استيقظ ..
كان هذا السيناريو يتكرر كل أربعة او خمس ايام في الأسبوع يخرج والدي في الصباح ويعود في وقت متأخر ليسرف في الشرب ويصب غضبه على والدتي.. اصبحت حينها الحياة لا تطاق حقا في المنزل...
عندما بدات اختي بالمشي والكلام..اصبحت المفضلة لوالدي..تتدخل في شجارهما وتوقفه بلطف.. لطالما كانت المفتاح لعقل ابي..اصبحتُ في المتوسطة ولا زلت لا ادري على ماذا يتشاجرون معظم الليالي...
اصبحا يتشاجران بصوت خافت حتى لا اسمع اي شيئ من حديثهما ..وهذا ما زاد فضولي اكثر..
حاولت سؤال والدتي عدة مرات الا انها تتهرب في كل مرة..
وحاولت ان أُلمّح لوالدي في اوقات هدوئه..الا انه كان يتصرف وكأنه لم يسعني..
بعد ان انهيت الثانوية اصبح المنزل اكثر هدوءا رغم انهما من الواضح انهما غير متفقان ابدا..حاولت التركيز على الجانب الايجابي من هدوءهما والتركيز على مشاكلي ودراستي اكثر ..
حتى انني فقدت ذلك الفضول نحو شجارهما بعد عدة محاولات فاشلة ..لذا حاولت التخلص من هذه الذكريات من عقلي..لانني ظننت أن هذه الذكريات قد اصبحت طي النسيان ...
.
.
مسحت دمعةً من عيني كي اركز على الطريق التي اقطعها دون وعي..
وصلت الى البيت وقلبي يكاد يتقطع من الخوف..لا أدري كيف ستكون ردة فعلي لو...
كلا لن يحدث هذا ابدا...
دخلت المنزل وانا انادي على امي.. لكن دون فائد..
اظن انها فاقدة الوعي..
اثناء بحثي سمعت صوت سيارة ..نظرت من النافذة ...كانت سيارته تخرج من المنزل بسرعة..
اكملت بحثي عن والدتي مؤجلا أمره لوقت لاحق...
.
وجدتها في مكتب والدي مستلقية على الارض مغطاة في الدماء من رأسها..لم اتمالك نفسي كدت اجن عندما رأيتها بهذا المنظر..اسرعت وتفحصت نبضها..وجدته ضعيفا..حملتها وادخلتها للسيارة وانطلقت بها إلى المشفى..
فكرت بغضب.. يبدو أنه بقي لديه من الانسانية ما يكفي حتى يكون بجانبها ..انتبهت لوجد كأس من القهوة كان على مكتبه:يحاول هذا السكير استعادة عقله..وهرب كالدجاجة عندما سمع صوت سيارتي..:يالك من مختل حقير.. لايهمك احدٌ الا نفسه..
وضع يده في شعره وأعادها للخلف بعصبية وصرخ:لن أنسى ما فعلته ابد..
اعدك.. سأجعل تندم على هذا !!
.
.
.
وعد
احضرت كوبين من الشاي لكي تهدأ قليلا..لاحظت ان يديها لازالتا ترجفان..
وعد:هل مازلتي تشعرين بالبرد..سأحضر لك غطاءً اخر..
صوفي بتوتر:كلا لا داعي..انا ارتجف هكذا عندما اتوتر او اخاف..لذا انا معتادة..
حزنت وعد على كلامها :ارجوك لا تقلقي متاكد ان ريان قد وصل الان وقد اخذها للمشفى..
نظرت لي بترجي:ارجوك لنذهب للمشفى..اتصلي بريان ليأتي لاخذنا.. ارجوك اريد معرفة ما حدث لوالدتي..
وضعت يدي على كتفها ارجوك اهدئي قليلا ..اخبريني ماذا رأيت ...او ماذا حدث؟
حاولت تمالك نفسها :لقد بدء كلاهما بالصراخ كعادتهما.. تضايقت.. لانني علمت انهما لن يسكتا حتى يخرج احدهما من الغرفة..
اخذت نفسا عميقا ومسحت انفها الاحمر:نزلت للاسفل حتى احضر طعاما..وبعد فترة سمعت صوت تحطيم وصراخ قوي..
ازدادت بكاءا وهي تكمل:لقد تجمدت مكاني وعلمت ان هذا صراخ والدتي..بعد ان استوعبت الامر صعد للأعلى مسرعة وحاولت فتح باب المكتب الانه كان مقفل..
استمريت في القرع على الباب بقوة حتى يفتح الباب لي ..لكنه كان يصرخ ان كل شيئ بخير..ازدت خوفا عندنا توقفت عن سماع صراخ والدتي ..
اكملت وهي تبكي وترتجف ..اسرعت وركضت للخارج كي اصل لمنزل ريان وانا لاماك اي فكرة كيف ساصل له..فعلمت انني لن اصل بالوقت المناسب..
فبدات بالبكاء وانا اركض..وفجأة سمعت صوت سيارة توقفت امامي فجأة..بدأت ارجف من الخوف لكنه انزل نافذة السيارة واخبرني انه سيوصلني لمنزل ريان...ترددت في البداية لكنه كان الخيار الوحيد..
وعد بارتباك:الم تري وجهه؟
صوفي:كلا لقد كان ملثما بوشحا وكان الظلام حالكاً ..
وعد:هل انت مجنونة كي تصعدي مع اشخاص ملزمين في الليل؟
صوفي:لم أملك اي خيار اخر كما أن والدتي كانت ستموت لو لم اصعد..على كل حال انا بخير ..
لم تعلق وعد..
اكملت صوفي:لقد اوصلني الى بداية الحي ثم اخبرني ان انزل.. ثم ركضت حتى وصلت الى هنا...
ازداد بكائها:إن لم تعش والدتي فأنا سأكون سببا في موتها..
احتضنتها حتى تهدأ :كلا لا تقولي هذا..والدك..
لا اريد ان اذكر والدها الان امامها لانني لا اعلم ماذا ساقول عن هذا القاتل...
وعد:ريان سيتصل قريبا ..اعدك..
اكملت بكائها بصمت حتى هدأت..
سمعت صوت رنين هاتفي فاسرعت اليه..ووجدت صوفي قد هرعت الي..
نظرت لي بعينان ترجوان الاطمئنان..
اخبرتها بارتباك:انه ليس ريان..اعدك سيتصل قريبا..

لم اتوقع ابدا ان يتصل فيّ ماذا يريد الان؟ ..
مرحبا..
رد :وعد..ماذا يحصل..لقد سمعت ان والدة ريان مصابة؟
دخلت وعد غرفة ثانية بعيدا عن صوفي:من اخبرك بهذا؟
مايكل:هل ما زالت حية؟
وعد:لا أدري لم يتصل ريان بعد..اخبرني كيف علمت؟
حسنا..اخرجي يمكنني ايصالك للمشفى ..
وعد:كلا انا لست وحدي صوفي بالداخل معي..
اجابها:لا مشكلة لتاتي معك..
وعد بقلق:مايكل اعلم انك من اوصلها..ماذا ان تعرفت عليك ..سنتهي أمرنا.
مايكل:لا تقلقي لم ترى وجهي لان الظلام كان دامسا وقتها..واستمرت بالبكاء دون توقف لذا لا اظن انها كانت في وعيها...
وعد:لست متاكدة ساتصل بريان اولا..
اغلقت الهاتف واتصلت بريان عدة مرات الا انه لم يجب..ادأثار هذا قلقها اكثر..
لم تملك اي خيار اخر..اعادت الاتصال بمايكل..
مايكل:هل قررت؟
وعد:وكيف تعلم باي مشفى هم؟
نايكل:انا اتتبع ريان منذ فترة..
لحقت به الى المنزل والى المشفى بصعوبة..
وعد بقلق:هل وصل للمشفى بسلام..
مايكل:اجل بصعوبة..لقد كان يقود بسرعة جنونية..كان اللحاق به صعبا..
ازداد قلق وعد اكثر الان..
حسنا انتظرني خمس دقائق..
مايكل:حسنا انا في الاسفل..
لم تعلق وعد واغلقت الهاتف...
خرجت وعد من الغرفة وارتدت معطفا وناولت صوفي معطفا اخر:هيا بنا..سنذهب لرؤية والدتك..
صوفي وهي غير مستوعبة:هل اتصل ريان..هل سيأتي لاخذنا؟
وعد بتوتر:كلا لدي صديق قريب من هنا سيوصلنا للمشفى..
صوفي وكيف تعلمين باي مشفى هو؟
وعد بارتباك:انه يعمل بالمشفى هناك...لقد سألته واخبرني انه رأى ريان..
ابتسمت صوفي بارتياح واسرعت بارتداء المعطف وخرجت للخارج وسبقتني..
ارتيدت وشاحي بسرعة ولحقت بها إلى السيارة..
شغل نايكل المحرك بمجرد رؤيتنا..
تقدمت صوفي خلفي وركبت في المقعد الخلفي بجانبي...
وعد:مرحبا مايكل..شكرا لك على المساعدة..صوفي ستفقد اعصابها لترى امها..
مايكل بابتسامة باردة:لا تقلقي ستكون بخير ..
نظرت له صوفي من المرآة الامامية :شكرا لك..هل رأيت والدتي ..هل هي بخير؟
نظر مايكل لوعد:كلا لقد سألت طبيباً هناك..
تجنب بارتباك النظر بعينيها وزاد سرعة السيارة..محاولا تجاهل نظراتها المتعلقة به..
.
.
.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎●¤¤¤¤¤¤●¤¤¤¤¤¤●¤¤¤¤¤●¤¤¤¤¤●¤¤

سأعود دائما (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن