.
.
استيقظت وصوت المنبه يخترق راسها اطفأته واعتدلت في جلوسها تذكرت انه يومها الاول في عمل جزئي قد بدأته قبل الجامعة بمدة قصيرة لتعتاد على العمل
ذهبت الى الحمام ونظفت اسنانها بعدها اخذت تسرح شعرها وربطته على شكل ذيل حصان .
خرجت من الحمام ثم ارتدت تيشيرت اسود وجينزا اسود وسترة قصيرة حمراء قاتمة اللون،لقد عشقت اللون الاسود دائما رغم انتقاد امها الدائم لهذا اللون فهي لن تتخلى عنه .
نزلت السلالم وتوجهت نحو المطبخ الموجود على يسار مدخل هذه الشقة الصغيرة القديمة المكونة من ثلاث غرف وحمامان لقد استأجره والداها عندما كانت والدتها حاملا بها ان فيه كثيرا من الذكريات الجميلة والمؤلمة.
وعد:صباح الخير ماما.
لم تجب ،لكني معتاد على هذا فهي لم تتناول قهوتها بعد، ان امي حاليا عبارة عن آلية تعد الفطور لن تستيقظ وتدرك انها حية الا بعد تناول مشروبها السحري انا حقا لا اعلم ماذا كانت ستفعل امي لو لم يكن هذا المشروب موجودا ، انها تحبه لدرجة وضعه على قائمة المشتريات واني اعلم اني لن اعود سليمة ان لم احضره لها خاصة انها تتناول نوعا معينا شديد القوة يجعلها حيّة لبضع ساعات لتعاود التعبئة مرة اخرى.
وعد :ماما سأتأخر في العودة هذا المساء لاني سأبدء العمل بدوام جزئي لذا لا تنتظريني على العشاء.
والدتها بعد ان ارتشفت نصف الكوب:افعلي ما يحلو لك طالما تقبضين المال بنفسك.
لم يعجبها رد امها ،لكن لم تعره اهتماما فهي معتادة على هذا البرود الذي اجتاحها منذ وفاة والدي فهي لم تستطع تخطي مأساة فقدان رفيق حياتها فجأة...
اغلقت الباب خلفها وخرجت،، اثناء تفحصها هاتفها لترى العنوان الذي ارسله مدير المطعم، شعرت بأن حاجزا قد اصطدم بها ، تراجعت بضع خطوات الى الوراء ثم رفعت نظرها لترى من هذا الذي اصطدم بها.
وعد:انتبه لخطواتك لو سمحت!
الشاب تنهد بملل:ما رأيك ان تعطي الطريق بعض الاهتمام ايضا كي لا تصطدمي بالمارين كالبلهاء.
وعد:انك شخص مستفز حقا اذا كانت عيناي في الهاتف فاين كانت عيناك؟
نظر اليها بسخرية: فقط ابتعدي عن طريقي لا املك اليوم كله لتفاهاتك.
وعد :على الاقل كان اعتذار سيفي بالغرض.
استمر بالمشي وهو معطٍ لها ظهره.
وعد:تشه ياله من احمق.
وصلت اخيرا بعد ممرات كثيرة قد سلكتها الى المطعم.
عبرت المدخل وفتحت الباب ،،،
السيد جيمي (مالك المطعم):اووه انها بالتأكيد انتي ، اسمكي وعد اليس كذلك.
اجبته:صحيح انها انا ،لقد مر وقت طويل سيد جيمي .
السيد جيمي:اووه لقد مر وقت طويل حقا ،كبرتي كثيرا ياصغيرة،لقد كنتي بهذا الحجم عندما كنتي تأتين برفقة والدك .
وعد :اجل وقت طويل حقا، ايضا شكرا لك على اعطائي هذه الوظيفة انا ممتن لك سيد جيمي.
السيد جيمي :ناديني جيمي فحسب،فالجميع يفعل ذلك
وعد: اوه حسنا ..انا افضل السيد جيمي اكثر...
احست بشخص يتفحصها من بعيد ،فالتفتت حولها لترى من الذي يراقبها ،لتلمح فتاة صغيرة في العمر نسبيا لديها ملامح جميلة في عمر قريب من وعد، لكن نظراتها لا توحي بالسلام ابدا.
السيد جيمي:اه جاسمن انتي مبكرة اليوم كعادتك،دعيني اعرفك على الفتاة الجديدة وابنة صديقي القديم،جاسمن وعد،وعد جاسمن.
وعد:تشرفت بلقائك. اظهرت وعد يدها مرحبة
جاسمن:تشرفت. امسكت بيد وعد ضاغطة عليها بقوة
فكت وعد يدها باستغراب من تصرفها العدواني ،وحاولت تجاهلها.
رأى السيد جيمي نظرات جاسمن :امم جاسمن ما رأيك ان تعرفي وعد على اقسام المطعم.
جاسمن بتذمر:هل يجب علي انا فعلها؟
السيد جيمي:لا اعتقد ان لديك مشكلة في ذلك؟
جاسمن بتذمر:ااه حسنا.
وعد ما زالت لا تفهم تصرفاتها لكنها تحاول ان تتجاهل نظراتهاوهي تريها المطعم،، هنا المطبخ حيث يصنع الطعام طبعا، وهنا غرفة الاستراحة للعاملين ،على يسارك غرف تبديل الملابس، والباقي ستتعرفين عليه وحدك، وهنا تنتهي جولتنا هل من شيئ اخر لانه لو كان انا غير مهتمة.
حاولت ايضا تجاهلها فانا لااريد مشاكل في اول يوم لي
في العمل.، انهيت تبديل ملابسي ثم خرجت وانا ارتب ازرار القميص ، فشعرت بشي يسد طريقي ويصطدم بي
كلاهما:اوتش،ليس مجددا.
نظر كلاهما للاخر واعتلت الدهشة وجوههما لوهلة.
تكلمت وعد :ما الذي تفعله هنا ؟
اجابها بتعب:ابتعدي عن طريقي وكفى اعتراضا لي لم يكن ينقص يومي الا وجودك حتى يكتمل!
استغربت طريقته العدوانة واجابت:هل كل العاملين هنا قد فقدوا عقولهم واستبدلوها بمحركات قديمة؟
اجابها:تشه ،للاسف ليس هنالك جمهور ليضحك على نكتك السخيفة، والان اغربي عن وجهي.
صدمها رده لم تتوقع ان يكون الجميع بهذه القسوة وهي لم ترتكب اي خطأ بعد.
.....................
دخلت المطبخ لترى ان كان يوجد احد ليساعدها، فرأت شخصا ينظر اليها ثم قام بالتلويح لها لتأتي عنده
ذهبت وعد عنده بارتباك.
مرحبا انا اسمي علاء.
وعد :تشرفت يبدو ان شخصا واحدا لا يحمل الكراهية ضدي.
علاء :اه ييدو انك التقيتي بالبعض.
وعد:اتمنى لو لم افعل.
جاسمن قادمة من خلف وعد بهدوء مفزع:عزيزتي ان لم يعجبكي ترحيبنا فهناك باب اخر الرواق يقود للخارج يمكنني ان ادلك عليه ايضا.
وعد وقد اجتاح الرعب جسمها من صوتها الخافت: كلا، انا بخير، لكن هل تفعلين هذا مع كل الموظفين عادة؟
جاسمن بتحدي :انها تسليتي الوحيدة ،هل اعجبكي الامر؟!
وعد وقد اعطتها نظرات تحدي مماثلة :كلا لم يعجبني واتمنى ان تمارسي متعتكي هذه مع معاتيه امثالك.
اغاظها رد وعد كثيرا ارادت التقدم نحوها وتهشيمها،لكن تدخل علاء في الوسط:حسنا انا كبير بما يكفي لاكون جاهلا بأمور النساء لكن انا متأكد ان السيد جيمي لن يكون سعيدا ان وجدكما تتحاربان هكذا!
نظرت كلاهما نحوه بغضب حارق فتراجع الى موضعه كقطة خائفة.
وفي تلك اللحظة تدخل السيد جيمي:اووه جاسمن يبدو انك عرفتي وعد جيدا على اركان المطعم.
جاسمن :حسنا لقد اريتها بعض القواعد ايضا.
وعد بسخرية: انكي كفتاة العصابات حقا.
اغضبها قولها لكنها لم تتضايق من كلامها فهذه تعتبر مديحا بالنسبة لها.
السيد جيمي :هذا يكفي ليعد الجميع الى العمل حالا.
......................
بعد انتهاء هذا اليوم لم ارغب بشيئ اكثر من سريري ووسادتي وبعض الهدوء الذي بدأ يحل مع رحيل الزبائن المزعجين. ولنقل ان يومي الاول قد مر بسلام مع بعض الاخطاء الصغيرة فقدان كأسآن وصحن سلطة جيد كبداية.
انتهينا من قلب الكراسي وبدلنا ملابسنا،، ثم جمعنا السيد جيمي:اعتقد انكم عملتم بجهد حقا اليوم امل ان تنالو قسطا كافيا من الراحة ،ولا اريد هذه الطريقة الهمجية مجددا في مطعمي فنحن في مطعم محترم ،و وليس حارات ايطاليا تتقاتلون متى ما يحلو لكم ،ووعد لقد كنتي جيدة حقا اليوم احسنتي عملا،لقد اشعرني هذا الاطراء حقا بالسعادة وشعور لم اشعر به منذ فترة طويلة لم اعد اذكرها،لكن سرعان ماتلاشت هذه المشاعر مع كلام ذلك الحائط الصخري: انها حقا اكثر طفلة حمقاء رأيتها ترتكب الاخطاء حتى في يومها الاول.
اطلقت جاسمن ضحكة مكتومة .
فالتفت اليها السيد جيمي:اوه جاسمن انتي تعلمين ان يومك الاول ايضا لم يكن ممتازا ايضا.
علاء:اووه هذا صحيح اذكر انها كانت تكسر الكثير من الاطباق خاصة عندما يكون المطعم مزدحما ،وقد كلف ذلك السيد جيمي جزءا من ميزانية المطعم.،،اووتش،
قدمي، لما فعلتي هذا؟!
جاسمن:ما رايك ان تصمت او تتذوق مزيدا من الالم؟
علاء بتوجع: حسنا،حسنا ساصمت.
وعد بضحكة مكتومة ،نظرت اليها جاسمن و الشرار يخرج من عينيها.،فقاطعها السيد جيمي قائلا:وانت يا ريان ما رأيك ان تساعدها في بعض الامور وتعلمها بما ان عملها لم يعجبك؟
ريان وقد علم انه قد ادخل نفسه في امور هو بغنى عنها:ااه انا اسف لكن لدي حقا الكثير من الاعمال التي تكفيني.
السيد جيمي :عمل اضافي اخر لن يضرك،كما انها ستساعدك في بعض الاوقات.
وعد:سيد جيمي انا بخير لوحدي يمكنني تدبر امري.
سيد جيمي:حسنا لكنه سيكون مسؤولا عن اي اخطاء تحصل بسببك.
ريان:هذا حرفيا ما كان ينقصني.
وعد:انا لست بهذا الجهل ولا طفلة صغيرة ستعتني بها يمكنني حقا تدبر امري.
ريان بسخرية:سنرى ذلك، وامل تكوني محقة.
سيد جيمي :يمكنك المغادرة بعد التاكد من ترتيب كل شيئ. وأُأكد انني لن اتساهل في المرة القادمة ،وانتم تعرفون العقاب، فمطعمي لن يستهين بأي مبلغ يتم خصمه من راتبكم فهو يحتاج لكل فلس.
الجميع وقد ادركو ان اي خطأ سيسبب مشاكل حقيقية وخاصة عند التعامل مع هذه الفتاة.
...................
كانت في طريق عودتها عندما سمعت خطوات تلاحقها حاولت الاسراع في خطواتها لكن دون جدوى فخطواته كبيرة وواسعة بدأت تفكر في هوية الملاحق واعتقدت انها جاسمن قد لحقت به للانتقام منها بعدما وبخها المدير في المطعم بسببها واطلقت العنان لمخيلتها ليجتاح الرعب عقلها وتوقف تفكيرها وجسدها عندما لامست يد كتفها فتجمدت خلايا جسدها من الرعب ولم تدري ما تفعل؟؟
_________________________________________
من الذي يتتبعها وماذا يريد..
وكيف ستتعامل مع هذا الشخص...
اتمنى البارت عجبكم،، كثير تعبت فيه🤍تعليقكم بهمني ويا ريت تقيمو...؛)
أنت تقرأ
سأعود دائما (مكتملة)
Romanceوعد فقدت والدها لاسباب غامضة في طفولتها.. تجمعها الصدفة مع ريان الذي تتعرف عليه في مطعم صديق والدها..ثم تأخذ القصة منحنيات بين الألم والمعاناة كي تكتشف وعد سر وفاة والدها وعلاقة ريان بهذه الحلقة المبهمة من حياتها..ابدأ القراءة لمعرفة باقي الأحداث ال...