سأعود دائما (مكتملة)

39

تحسست صوفي يدا ليست معتادة على ملمسها ..
فتحت عينيها لتجده يحدق بها بكل اهتمام وكأنه يخزن كل لحظة في ذاكرته ..عبست عند رؤيته :ما الذي تفعله هنا..
ابتسم مايكل وقد علم انها لا تزال غاضبة منه: انا هنا للاطمئنان على الشخص الذي كدت افقد عقلي وقلبي لأجله..
نظرت صوفي له بصدمة من كلامه اللطيف المفاجئ..
حاولت سحب يدها ..اذهب من هنا والدتي ستعود في اي لحظة ولن تكون سعيدة ان رأتك هنا..
مايكل بابتسامة:هممم يبدو أن صغيرتي قد فوتت الكثير من الأحداث أثناء نومها ..
صوفي وهي غير مستوعبة ما يقوله..
مايكل: دعني اخبرك ما فاتك صغيرتي الجميلة..
لقد تحدثت مع اخيك بعد جهد طويل وتوصلنا الي اتفاق مبدأي سيتم بعد موافقتك ايضا ..
صوفي باستغراب:ما هو ؟
مايكل بابتسامة مليئة بالحب :ان شركة والدك التي استلمها اخوك مؤخرا على وشك الانهيار لان معظم المستثمرين قد علمو حقيقة والدك ..لذا قرر اخوك ان يعلن افلاسها والبدء من جديد وبالطبع هو يبحث عن مستثمرين جدد الان ..الا انه صعب عليه قليلا..لذا عرضت عليه اتفاقا جميلا للغاية..ساعطيه استثمار ضخما في شركته ..بمقابل واحد فقط..
صوفي بفضول: ما هو ؟؟
مايكل بابتسامة لم اخبره بعد اريد ان اسمع رأيك لانني اعلم ان أخاك سيجن جنونه ..
صوفي :وما اللازم في رأيي ان الشركة لاخي ليس لي اي أسهم فيها..
مايكل بابتسامة:يبدو ان النوم الكثير قد أفسد تفكيرك صغيرتي ...
صوفي وهي على وشك الغضب..
هل تقبلين الزواج بي صوفي..
فتحت صوفي فمها بصدمة غير مصدقة لما سمعته توا ..
استمر كلاهما بالتحديق في بعضهما..
حتى كسر مايكل الصمت:اذن ساعتبر صمتك هذا موافقة..
كانت صوفي على وشك الاعتراض ..عندما قاطعها صوت والدتها: موافقة على ماذا..
قاطعته صوفي :لاشيئ كان على وشك الرحيل..
مايكل وهو ينظر لها:لايوجد شيئ لاخفيه الان بما انك لم ترفضي..
التفت الى والدتها:السيدة آسيا..
انا ارغب بالزواج من ابنتك صوفي..
انصدمت والدتها من جرأته ولم تدري ما تقول..
ارتبكت السيدة آسيا:مايكل عزيزي انت تعلم اني اعتبرك مثل ابني ريان ...لكن انت تعلم بالمشاكل التي بينك وبينه ولا اعلم ان كان سيوافق على هذا ..
قاطعها :لا عليك سيدة آسيا انا ساتدبر امره..لكن الآن احتاج الى موافقتك انت ايضا..
فتحت السيدة آسيا عينيها :وهل اعطتك صوفي الإجابة بهذه السهولة..
ارادت صوفي ان تدافع عن نفسها لكنه قاطعها :اجل نوعا ما ..
نظرت لها السيدة اسيا بغضب..
مايكل ارجوك سيدة آسيا صدقيني بمجرد موافقتك سيكون من السهل علي اقناع ريان..
السيدة اسيا باستنكار:وكيف تظن انك ستقنعه؟
مايكل: ساقوم بالاستثمار بشركته التي اسسها..  
لم تبدي السيدة آسيا اي اعتراض خاصة ان ريان يواجه صعوبة كبيرة في العثور على مستثمرين..
السيدة اسيا:ان كانت ابنتي الحمقاء موافقة فلا مانع لدي بشرط أن يوافق اخوها ايضا..
مايكل وهو يكاد يطير فرحا لانه قد حقق انتصاره الاخير:موافق..
.
.
انهت وعد تنظيف المنزل كاملا ورمت جسدها على الاريكة وهي منهكة لقد حاولت ان تلهي نفسها عن التفكير بريان من خلال التنظيف الا انها قد انهكت قواها الجسدية والنفسية... لا تزال لا تدري ما تفعل نظرت الى هاتفها ووجدت اسما لم تراه منذ فترة ..
لقد كانت لينا ..ترددت كثيرا قبل ان تفتح السماعة
وعد:الو
لينا:مرحبا وعد لقد مر وقت طويل..
وعد ببرود:اجل..
لينا:كيف حالك وعد؟
وعد:بخير..
لينا:.....وعد ...اعلم ما الذي حدث بينك وبين السيد جيمي وصدقيني لك كل الحق في الغضب منه لاخفاء الحقيقة عنك وعن والدتك ..
قاطعها وعد:لينا ارجوك لا ارغب الحديث في هذا الموضوع الان لقد طويت تلك الصفحة..
لينا:وعد ارجوك اسمعيني ان السيد جيمي في آخر أيامه ويرغب في رؤيتك لآخر مرة ارجوك ..انه لا يتوقف عن قول اسمك ..فقط قابليه لآخر مرة وعد لمدة قصيرة ارجوك ..
صمتت وعد وقلبها يعتصر من الالم ..
لم تدري ما تقول ..
لينا:لن أطيل الحديث معك لكنه في المشفى*** في الغرفة304 اتمنى حقا ان ان تأتي غدا وتحققي مطلبه الاخير..
لم تجب وعد...
لينا :الى اللقاء..
اغلقت وعد الهاتف وقلبها وعقلها على وشك الانفجار..تنهدت طويلا وغطت عينيها كي تمنع الدموع من السقوط الا انه لم يجدي نفعا ...
بكت على حالها الذي وصلت له ..بكت على والدتها التي فقدتها وعلى الاشخاص الذين احبهم بصدق وقد فقدتهم..لقد ادركت انها وحيدة...وحيدة للغاية في هذا المنزل الذي لا تعلم لما لا زالت تعيش فيه وصاحبه لا يطيق تنفسها فيه..
ارادت البدء من جديد لكنها لم تعلم من اين تبدأ كل ما تراه في مخيلتها دمار وحطام لأي ذكرى او اشخاص يخطرون على بالها...
قاطع سيل تفكيرها السوداوي دخول ريان وهو يتحدث بالهاتف ويبدو صوته مرهقا للغاية...
مسحت دموعها سريعا عندما رأته وهربت للأعلى وأغلق الباب على نفسها...
وعد:يا لي من مثيرة للشفقة حمقاء وغبية...