الشقة المسكونة

327 36 2
                                    


اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
     رونى محمد

اسوء احساس الانسان ممكن يعيشه هو احساس العجز ، احساس انك مش قادر تعمل حاجة او انك تتحرك بالذات فالوقت الى بتشوف انسان بيحاول يسثغيث بيك وانت بتبقى واقف متكتف مش عارف تعمل حاجة  ، وده الى انا بحس بيه بالظبط من سنة تقريبا كنت بنت عادية بخرج وبتفسح  ولا عمرى شيلت للدنيا هم كنت بشتغل صحفية وبعرف اجيب الخبر من قبل ما يحصل  لغاية لما حصلتلى حادثة دمرتلى حياتى كلها ومن بعدها بقيت على كرسي متحرك ، كل اصحابى بعدو عنى بعد ما بقاش فى مصلحة تربطهم بيه ، ملقتش حد قريب منى فالوقت ده غير ماما الى عمرها ما اتخلت عنى   كانت بتحاول ديما تتكلم معايا وتخرجنى برا العزلة الى اتفرضت عليه ..

  وكالعادة زى كل يوم بصحى من النوم وبعد ما بصلى بعمل القهوة بتاعتى واخد كتابى واطلع اقعد فالبلكونة  لقيت ماما جيه تقولى
-: مالك يا نغم قاعدة كده ليه يا حبيبتى !!

-: يعنى عوزانى اعمل ايه يا ماما ..

-: انزلى يا حبيبتى شوفى اصحابك واخرجى واتفسحى زى زمان ..

بصتلها بحزن وقولتلها
-: خخ خلاص يا ماما مبقاش ينفع انا بقيت عجزة ، ولا عمرى هقدر اتحرك لوحدى ..

-: متقوليش على نفسك عجزة يا نغم الانسان العاجز هو الانسان الى واقف فى مكانه مبيتحركش مبيحاولش يصلح حياته ، انما انتى طول عمرك كنتى نشيطة وبتشتغلى ومليانة حيوية ..

-: كان زمان يا ماما قبل ما اعمل الحادثة وابقى مشلولة ده حتى صحابى بعدو عنى ومبقاش حد يجى يزورنى ..

ماما كانت لسه هتتكلم الا انى قولتلها
-: ماما عشان خاطرى اقفلى الموضوع ده انا تعبت من كتر التفكير

-: ماشي يا حبيبتى الى يريحك ..

ماما دخلت الشقة وسابتنى اما انا فكنت بشرب القهوة بتاعتى وانا براقب الناس الى ماشيين فالشارع هى دى بقيت تسليتى الوحيدة من يوم الى حصل ..
وأفتكرت الى حصل من سنة تقريبا كنت بحقق فى قضية كبيرة لواحد من رجال الاعمال  الى فى البلد واكتشفت انه بيشتغل فى اعمال غير مشروعة ، حاولت اثبت الحقيقة واقدم الورق الى فى ايدى للنائب العام الا ان ايده كانت الأسرع ليه لما كنت سايقة عربيتى وفجاة ظهر نور جامد قدامى وبعدها محستش بحاجة ..

     بعد وقت فقت وانا فالمستشفى وعرفت ان الحادثة اثرت عليه وانى مش هقدر امشي من تانى ، مدير التحرير بتاع الجريدة وقتها  فصلنى من شغلى لانه خلاص مبقاش ليه فايدة واصحابى بدأوا يبعدوا عنى واحدة ورا واحدة ، ومع الوقت بدات اتعود على الوحدة وحياتى الجديدة الى مفيهاش أى جديد ...

فقت من ذكرياتى لما سمعت صوت دوشة جى من الشارع   لفت نظرى ان فى عربية عفش كبيرة بتنزل العفش الى فيها ، دخلت سألت ماما الى كانت فالمطبخ وقولتلها
-: هو فى حد هيسكن جديد فى عمارتنا يا ماما

لكل حكاية بطل  بقلمى رونى محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن