اقتباس 1

5.5K 167 74
                                    


شهقة عالية صدرت من قبل النسوة، واعين جاحظة من قبل رجال العائلة باختلاف أعمارهم، يحاولون استيعاب تلك الفادحة التي ارتكبها جدهم، خرج صوت ابنه الكبير الذي جاهد أن يضبط انفعاله، وبداخله ألف سؤال كيف له بأن يتزوج في هذا العمر وهو لم يفعلها منذ أن توفت زوجته من أكثر من ثلاثون عامًا :-
بتقول ايه يا حج ؟ إزاي ؟!

أردف بجمود :- زي الناس يا محمود ولا هو حرام لا سمح الله ؟

هز رأسه بسرعة قائلًا :- لا يا حج مقصدش بس ....

صمت فلم يعرف كيف يتطاول على والده، والذي كان يخبرهم دومًا أنه لن يتزوج بعد الراحلة، أين تلك الوعود التي قطعها ؟ أم أنها تبخرت في لحظة فور تعرضها لأشعة الشمس ؟

قاطعه والده يقول بضجر :- مبسش أنا قولت أقولكم من باب العلم بالشيء، حد فيكم معترض ولا حاجة ؟ها يا احمد مسمعتش صوتك يعني ؟

جز على أسنانه بعنف وتمالك ذاته فخرج صوته مرددًا بهدوء زائف :- محدش يقدر يعارض حضرتك .
ثم صمت لبرهة ليردد بعدها بتهكم :- يا ترى مين العروسة لا مؤاخذة، ودي تبقى بنتها ولا إيه العبارة ؟

أجابه وهو يشير لتلك التي باتت كالفأر المبتل الذي وقع في المصيدة :- ما هي قدامك أهي، أحب اعرفكم بشهد مراتي .

صاعقة أخرى نالت منهم جميعًا، وهم يحدجون تلك القصيرة والتي يبدو أنها أصغر من ابنائهم، لا يعقل بالتأكيد هذا جنون، وهو يقودهم نحوه ليصيبهم بعضًا مما أصابه .

اشتعلت النيران بداخلهن، وهن يطالعنها بحقد، أكان ينقصهم هي ! يا ويلها مما ستتذوقه على أيديهن، فهي تجرأت على اللعب معهن وهن على أتم الاستعداد للمواجهة، فهنيئًا لها بالدلوف للجحيم، لن يتركنها تفوز بتلك الأموال فهي يبدو وكأنها فتاة لعوب، استولت على عقل ذلك الكبير، لتتبخر ثروته في لمح البصر، والتي يحلمون بها ليلًا ونهارًا وذلك بوفاته، وبدلًا من ذلك يعود وبيده فتاة يخبرهم بأنها زوجته، أخذن يتوعدن لها ويرسلون لها رسالات تنم على الشر بأعينهن وكأنهم يخبرونها من خلالها :- أنتِ من وطئتِ الجحيم بقدميكِ، فلا تلومِ أحدًا سواكِ .

انتظروا الرواية قريبًا
ملتقى القلوب
بقلم زكية محمد
متابعة ليصلكم كل ما هو جديد
ZakiaMohamed1

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن