عزلت ذاتها بغرفتها منذ أن أخبرتها أمها بنية الآخر بالزواج منها، بعد ماذا ؟ فقد فات الأوان وتم وأد كل شيء بداخل مقبرة قلبها حتى أنها لم تقم له عزاء، لم يعلم أحد بما عانته أخفته عن الجميع، معترفة بخسارتها الفادحة في معاركها التي خاضتها للفوز بقلبه، لم تفز بأية غنيمة سوى جروح زينت جدران فؤادها وباتت ملازمة لها، أخبرتها بكبرياء أنها ترفضه لتثور الأخرى عليها وتصيح عليها بأنها فاض بها الكيل وأنها ستقوم بالزواج منه رغم أنفها، وإن لم تفعل ذلك ستلاقي مالا يحمد عقباه، ألا وهو ستوافق بزيجتها من الآخر والذي تمقته بشدة، وضعتها بين نارين وعليها بأن تلقي بنفسها في إحداهن، لا تعلم أتختار من تكره وتحكم على بقية حياتها بالموت، أم تختار ناره هو وتعيش على أمل أن يشعر بها يومًا ؟
يا ليت القلوب تصاب بداء النسيان كما تفعل العقول، لارتاحت أفئدة الكثيرين ممن يعانون مرارة الفقدان، تعترف بأنها لم يكن يتوافر عندها العتاد المناسب والمتمثل في شجاعتها، فلو كانت شجاعة بشكل كاف لما ظلت هكذا تبكي على الأطلال .
ضغطت على رأسها تمنع سيل الأفكار التي كادت أن تعصف بها من التدفق، قاطع وحدتها دلوف أمها المفاجئ بوجه مكفهر ونظرت لها بسخط قائلة بغيظ :- وبعدهالك يا ندى يا بنت بطني هتفضلي تقولي لا لحد امتى؟
أجابتها بضيق وهروب :- مش عاوزة أتجوز يا ماما هو الجواز بالعافية مش هتجوزه، دة جوز أختي استحالة .
صاحت بغضب وبنبرة جديدة لم تعتاد عليها الأخيرة :- كان جوزها الله يرحمها، وشوفي بقى هما خيارين ملهمش تالت يا تتجوزي فادي يا إما هتتجوزي حسين ابن المعلم فرغلي ورجلك فوق رقبتك، كفاية دلع بقى معاكِ لبكرة الصبح هستنى قرارك .
قالتها بقسوة ومن ثم تركتها لتنفجر الأخرى باكية عقب خروجها، لم تترك لها حلول للنجاة وتركتها وحيدة تتخبط في الطرقات دون أن تجد لها معين .
رن هاتفها فنظرت له وما إن رأت المتصل أجابت على الفور قائلة باستغاثة :- إلحقيني يا مني .
أتاها صوت صديقتها المقربة القلق :- مالك يا بت فيكِ إيه ؟ قلبي كان حاسس علشان كدة كلمتك .
ردت بصوت متحشرج :- أمي مصممة على رأيها ومش عارفه اعمل ايه
جزت على أسنانها بغيظ قائلة :- ودي عاوزة كلام بردو ! وافقي على فادي مش دة حبيب القلب .
أجابتها بنفي :- لا يا منى كان لكن دلوقتي مبكرهش قده .
رفعت حاجبها باستهجان قائلة :- نعم ! عليا أنا يا ندوش دة إحنا دافنينه سوى
صاحت بانفعال :- بقولك إيه مش نقصاكِ هي، شوفيلي حل في المصيبة دي .
رددت بروية من عناد صديقتها :- طيب خلاص متبقيش قفل كدة
ثم أكملت بمرح :- أقولك وافقي على حسين أهو تبقي الزوجة الثالثة .
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Romance- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...