الفصل الخامس والعشرون والأخير

1.4K 85 35
                                    


سقط فؤاده أرضًا وهو يراها تفترش الأرض، ودماء تلطخ ملابسها لا يعلم من أين مصدرها، عاد لوعيه أخيرًا ليركض نحوها وهو يهزها بخوف شديد وهو يردد :- جميلة، جميلة حبيبتي فوق، جميلة .

سحبها نحوه ليضع رأسها على فخذيه وهو يفحصها في كل جزء كي يرى من أين تأتي تلك الدماء التي لطخت ملابسها، لمعت الدموع بعينيه وهو يخشى أن يفقدها، حملها بذعر شديد وهو يتوجه بها ناحية الباب ليتوجه بها للمشفى، وقبل أن تخط قدماه عتبة الباب وجدها قد فتحت عينيها وأخذت تضحك بقوة، أنزلها على الأرض والصدمة حليفته، أكانت تخدعه وهو كاد أن يقفز من صدره وشغله الشاغل أن يطمئن عليها وعلى سلامتها.

هتف بذهول وهو يشير إليها:- إيه دة ؟ أنتِ كويسة ؟

هزت رأسها وهي تضحك قائلة:- أيوة كويسة أنت شايف إيه.

قطب جبينه بتعجب ليقول بحذر :- أومال الدم دة من إيه ؟

أردفت بتوضيح :- لا دي ألوان مية أخذتها من شهد علشان المقلب يسبك صح .

رفع حاجبه بدهشة أكبر ليردد :- ألوان! يعني دة كله فشنك.

ردت بنعم :- أيوة مقلب يا طاروقة عليك واحد، علشان تحرم تزعلني تاني .

قبض على كفه بقوة وأخذ الغضب يغيم فوقه شيئًا فشيء، راقبت هي انفعالاته تلك لتقول بريبة :- طارق  ! هو أنت هتتحول ولا إيه!

صرخت بفزع حينما وجدته على وشك أن يمسك بها، فركضت بعيدًا عن مرماه وهي تقول بخوف :- طاروقة حبيبي أعقل، أنا كنت بهزر معاك .

أردف بعصبية :- ما أنا كمان هوريكي الهزار بتاعي، أنتِ لسة شوفتي حاجة .

وقفت خلف الأريكة وهي تبلع ريقها بتخوف وهي تقول بحذر :- طيب بس أهدى ونتفاهم.

أردف بوعيد :- ما أنا هتفاهم أهو استني عليا بس .

أخذت تركض في جميع أنحاء الشقة وهي تقفز كالكنغر، حتى استطاع الوصول إليها فأطلقت صرخة فزعة وهي تتلوى بين يديه لتقول برجاء :- خلاص يا طارق حرمت مش هعمل كدة تاني.

جذبها وجلس بها على الأريكة ليمددها على بطنها على قدميه لتقول بضربات قلب صاخبة:- أنت..... أنت هتعمل ايه ؟

أطلقت صرخة متألمة فجأة حينما ضربها أسفل ظهرها، ليقول بتشفي :- هعمل كدة يا روحي، ها إيه رأيك ؟

قال ذلك ثم نزل مجددًا وأخذ يعد الصفعات حتى وصل للعدد عشرة، وهي تبكي في كل مرة وتخبره بترجي أن يتركها، ولكنه أصر على موقفه فليأخذ بثأره منها، على ما عاشه في تلك اللحظات العصيبة التي سبقت علومه بأن ما فعلته هو مجرد مزحة حمقاء، بعد أن انتهى من العد تركها لتنفجر باكية بألم وهي تقول :- والله لأقول لبابا .

ردد بغضب طفيف :- يعني دي عمايل تعمليها ! دة أنتِ وقعتي قلبي يا شيخة .

استمرت في البكاء ليرق قلبه فاقترب منها قائلًا:- خلاص يا حبيبتي حقك عليا .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن