الفصل التاسع

830 91 29
                                    


صعدت للأعلى لترى لم تأخرت فهي تشعر دومًا بأنها منبوذة من قبلهم، إلا منها هي فحتى والدة جميلة لم تلقى منها أي استحسان، طرقت الباب بهدوء ليتم فتحه بعد لحظات واتسعت عيناها ما إن رأته بوجهها، بينما لاحت ابتسامة خبيثة على محياه وهتف بخشونة :- يا أهلا وسهلا بفان كوخ الحتة .

تطلعت له بريبة ونظرات ممتعضة من اسلوبه الفظ لتقول بصوت مرتبك :- جميلة جوة ؟

هز رأسه بنعم مرددًا :- أيوة جوة ادخلي .

هزت رأسها بنفي قائلة:- لا قولها تيجي أنا هستناها هنا .

هز رأسه بسخرية وقال:- معقولة خايفة مني ؟ دة أنتِ مرات جدي يعني .

تنحى جانبا وهو ينادي على شقيقته، ولجت بخوف وهي تتطلع له بترقب وما إن خطت بداخل الشقة، قفل الباب بقوة ارتعد جسدها على إثرها، نظرت له قائلة بذعر ورجاء :- افتح الباب لو سمحت .

تقدم منها بخطوات قاصدًا الاستمتاع بخوفها، وأردف بعبث :- ليه بس يا فان كوخ المنطقة تعالي جوة بقى .

التصقت بالجدار وقد تمكن الرعب منها، بينما هو يتقدم منها حتى حاصرها فلم تجد مفر، نظرت له بذعر وقد راودتها أفكار سلبية، أردفت بهلع :- بص يا أستاذ أكرم أنا دايما بقول عليك إنك محترم، مش هتغتصبني صح ؟

نظر لها ببلاهة وأردف بمكر :- هو أنتِ الاغتصاب معلق معاكِ ليه، لو عاوزة اغتصبك مفيش مانع .

شهقت بخوف قائلة :- لا طبعا أنتِ بتقول إيه، أنا عاوزة أمشي ترضاها لأختك يعني ؟

أردف بمبالاة مصطنعة :- لا  جمال ميتخافش عليه .

أوهمها بالاقتراب منها لتضع يدها على وجهها قائلة بذعر :- حرام عليك يا أكرم متعملش فيا كدة، حرام عليك هقول لجدك والله .

ارتفع معتدلا وابتعد عنها قائلًا باستنكار :- أنتِ عبيطة يا بت ! شكلك بتسمعي أفلام هندي كتير .

تطلعت له بحذر قائلة:- يعني أنت مش هتعملي حاجة ؟ ربنا يخليك أنا عارفة إنك جدع على فكرة .

ردد بضجر :- طيب روحي اعملي كوباية شاي أعدل بيها راسي بدل ما أغير رأيي ونتسلى بحاجة تانية .

قالها وهو يغمز لها بطرف عينه لتركض للداخل بسرعة، بينما تعالت ضحكاته عليها وأخذ يصيح باسم شقيقته لتأتي له من الداخل بعدما ارتدت ملابسها استعدادًا للذهاب معه عند جدها وقالت بحنق :- خلاص يا أكرم خلصت أهو متسربع على إيه.

ردد بحزم:- بت أتعدلي وصوتك ميعلاش وروحي شوفي اللي في المطبخ دي بتهبب إيه لأحسن تولع فيه وأمك تعمل جنازة .

قطبت جبينها بعدم فهم قائلة:- هي مين دي ؟
ثم شهقت بصدمة قائلة:- نسوان ! جايب نسوان في الشقة يا أكرم، طيب استنى لما أمشي اه يا مية من تحت تبن، وعامل فيها الواد المحترم وأنت عديتهم.

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن