الفصل الخامس

712 80 36
                                    

استمرت صرخاتها في الظهور وهي تلف ذراعها على رقبته بخوف من الخلف، تخبره برجاء أن لا يتوقف وإلا سيقتلوها، بينما شعر هو بالاختناق أثناء هروبه من تلك العربة فهذه الحمقاء تقوم بمسكه من رقبته تجذبه نحوها بقوة وخوف تحتمي به من هؤلاء، لم يسبق له التعرض لمثل هذه الهجومات فالمعتاد المشاجرات بين الفتية في المنطقة التي يقطن بها، وأكبر ظهور للسلاح هي الأسلحة البيضاء، إنما هذه الأسلحة لم يسبق له التعامل معها، لذا كان شديد الحذر في أن يهرب وينجو بحياته وحياة تلك البلهاء التي ستقتله لا محالة، صرخ بغضب وهو يتفادى إحدى السيارات :- الله يخربيتك هتموتيني سيبي رقبتي .

هزت رأسها بنفي قائلة ببكاء :- لا لا هيموتوني لا ..

ردد بغضب ساحق فصوتها الحاد كاد أن يصيبه بالصم بجانب أذنه :- يا بنت المجنونة ما أنتِ كدة هتموتي وأنا هموت ونهار اللي جابوكي مش معدي، اسكتي اتطرشت بسببك .

استمرت الملاحقة حتى نجح هو في الهروب وسط السيارات، بفضل حنكته في القيادة والتي لا تشكل عائقًا له، هدأت قليلًا وعادت لمكانها بينما أخذ يدلك مكان قبضتها قائلًا باحتدام :- الله يحرقك يا شيخة، قري واعترفي يا بت مين دول ؟ أكيد سارقة منهم حاجة ولا انتوا عصابة وعاوزة تضحكي على الراجل الغلبان ؟

نفخت بغيظ قائلة باعتراض :- بص يا أنت لو سمحت أنا مش بكلمك ولا بوجهلك كلام، فياريت توصلني البيت بسرعة .

رفع حاجبه باستهجان واحتدام عارم افتعلته هي بداخله، التزم الصمت وتابع قيادته حتى تأكد من ابتعاد السيارة الملاحقة لهم، دلف بها إلى إحدى الشوارع الخالية .
نظرت يميناً ويسارًا بتعجب وما إن رأته ينزل من السيارة واتجه نحوها دب الخوف بقلبها وأخذت الأفكار تعصف بها، فتح الباب لتصرخ هي بفزع قائلة :- أنت وقفت هنا ليه ؟ هتغتصبني صح ؟ حرام عليك أنت ما عندكش أخوات بنات، أنا مرات جدك على فكرة . بقلم زكية محمد

توقف للحظات يستوعب الترهات التي تفوهت بها، جذبها عنوة من ذراعها حتى خرجت من السيارة وهي تقول بنحيب :- بص يا أستاذ أكرم أنا بقولك عليك عاقل، معقول هتعمل حاجة زي كدة !

قبض على رسغها بقوة المتها فأردفت ببكاء وهلع :- أنت هتعمل ايه حرام عليك أيدي وجعتني .

لم يأبه بها وأردف بفحيح :- إيه حكايتك يا بت أنتِ؟ وليه دول بيجروا وراكِ ويضربوا رصاص عليكِ ؟

وعندما وجدها صامتة هزها بقوة مرددًا بقسوة :- بكلمك أنا ردي  على أمي .

ارتجفت بوجل وترددت في أن تخبره بالحقيقة، تذكرت ما اخبرها به صبري لتقول بصلابة واهية :- it doesn't your business, خليك في شغلك وبس .

لوى ذراعها خلف ظهرها بشدة وأردف بوجه مكفهر :- مين دة اللي يخليه في شغله وبس ؟ أنتِ هتستعبطي يا روح امك، ما أنا يا قاتل يا مقتول النهارده، مش هسيبك إلا لما أعرف حقيقتك أنا عيلتي أهم من مية زيك .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن