الفصل الثاني عشر

886 101 41
                                    


ليلًا تحول لوحش كاسر يبحث عنها في كل مكان كالمجنون، يدور في الشوارع عله يجدها في أي ركن فهاتفها مغلق مما أدى إلى صعوبة الوصول إليها، توجه للأعلى حيث شقة جده والتي يجتمع بها الجميع يتابعون قضيتها، دلف قائلًا بلهفة :- جات ؟

هزت جميلة رأسها بنفي وحزن، وهي تطالع شقيقها الذي تظهر عليه إمارات الهلع، وهنا باتت متأكدة أنه وقع في مصيدة حبها وانتهى الأمر، لهفته وخوفه الكثيف ذاك والذي فضحه، ولكن كيف وهي زوجة جده وهذا لا يجوز أساسًا .

بينما كانتا تراقبان نعمة وماجدة الموقف بخبث عن كثب، يضحكن بخفوت فقد نجحت خطتهما وتكللت بنجاح باهر، تظاهرن بالخوف عليها وأنهن لم يتسببن في خروجها من هذا المكان.

توجه أكرم ناحية جده ليقول بتهور فلا داعي لإخفاء شيء فالأمر يستدعي ذلك:- جدي أنت تعرف العنوان اللي كانت ساكنة فيه صح ؟ أكيد قالتلك.

أردف بنفي :- لا مقالتش بس أبوها أشهر من نار على علم يعني هتعرف العنوان بسهولة .

أردف بسرعة :- خلاص أنا رايح وهسأل هناك لتكون راحت على الفيلا ولا حاجة .

تدخلت والدته قائلة برفض :- تروح فين يا واد ؟ واحنا مالنا راحت مطرح ما راحت، واحدة مشيت بمزاجها يبقى ندور عليها ليه، كويس إنها راحت لا نعرفلها أصل ولا فصل كمان .

نظر لها صبري مطولًا ثم ردد بدهاء :- متأكدة إنها مشيت بمزاجها يا نعمة ومحدش غصبها ؟

ارتبكت وظهر الخوف جليا على خطوط وجهها، بينما تابع هو بهدوء :- أوعي تكوني فكراني عجزت وخرفت يا نعمة، لا أنا عارف كويس باللي بيحصل من ورا ضهري، يا حسنة .

قال اسمها بصوت عال لتأتي هي على الفور قائلة بأدب :- نعم يا حج صبري . بقلم زكية محمد

أردف بمكر وهو يرى الصدمة على وجوههن :- تعالي يا حسنة هنا وقوليلي بقى أدوكي شريط الحبوب اللي هتديه لشهد ولا لسة ؟

أردفت بنفي :- لا لسة محدش فيهم أداني حاجة .

أردف أكرم بتساؤل:- حبوب إيه دي يا جدي ؟

طالعهن بكمد مكبوت وأردف بحنق :- حبوب منع الحمل يدوها لشهد علشان ما تخلفش، بس اللي ميعرفهوش بقى إن شهد لا يمكن تخلف علشان إحنا مش متجوزين من الأساس .

نزل الخبر على الموجودين كالصاعقة عدا شخص واحد، بينما تابع صبري بحزن :- أظن الورث اللي أنتوا خايفين عليه خدتوه، عاوزين إيه تاني ؟ مالكم ومال الغلبانة دي ؟ لو حصلها حاجة مش هسكت ليكم المرة دي وخصوصا أنتِ يا ماجدة .

اذدردت ريقها بصعوبة وهي تتطلع إليه بذعر، بينما ردد أكرم بفزع :- عملتولها إيه ؟ والله يا أما لو حصلها حاجة مش هسامحك أبدًا.

قال ذلك ثم هرول للخارج يبحث عنها باستماتة، وخرج طارق وفادي بصحبته وهما لا يقفهان عن الموضوع شيئا، وبالداخل هتف محمود بتيه:- معلش يا حج في السؤال بس إزاي شهد مش مراتك ؟ وأنتوا عايشين في بيت واحد !

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن