قفزت على الأريكة بغبطة غير متناهية، لا تصدق أن بعد تلك السنوات ستراه مجددًا، لا وليس هذا فقط بل ستتغير نظرة والدها له كليًا، بل ليس بعيدًا أن يذهب هو شخصيًا ليطلب يده لها، اخذت تضحك بقوة ما إن تخيلت هذه النقطة في مخيلتها، خفق قلبها فرحًا يعزف أنغام السعادة التي دلفت تدق أبوابه ففتح هو مرحبًا بها بحفاوة، بعد أن كان الحزن يخيم عليه لسنوات منذ أن تخلت عنه .
أخذت حقيبتها وركضت لتقف أمام المرآة، تنظر لنفسها تتأمل مظهرها الخارجي، وبعدها نزلت بسرعة حتى أنها كادت أن تتعرقل وتسقط أرضًا، والفرحة تحملها كفراشة ترفرف في سماء الحب، في طريقها للقاءه .
بعد مرور أكثر من نصف ساعة ملت فيها من الاتتظار، أخبرتها بأن تدلف فهو بانتظارها، ارتعشت بقوة وهي تسير نحو الباب إذ طرقته ودلفت فلا مجال للتراجع، عليها أن توضح له الصورة وأن لا يظن بها السوء كما يفعل، أعلن قلبها الحرب عندما دق طبوله وهي تتقدم للأمام حتى وصلت أمام مكتبه، فوجدته يطالع الأوراق ولا يلقي لها بالًا، أخذت تتأمل ملامحه الجذابة التي ازدادت وسامة، تطفئ لهيب الاشتياق الذي بات يؤرق لياليها الهنية .
فاقت لتستعيد بعضًا من توازنها لتقول بحروف مقطعة خرجت بصعوبة :- إزيك ..
هتف بجمود وهو يطالع الأوراق :- أهلًا .
شحب وجهها لرده البارد ذلك ولكنها التمست له العذر، جلست على الكرسي المقابل لمكتبه لتقول بخفوت وحذر :- عامل ايه ؟
ردد باختصار وملل :- زي ما أنتِ شايفة، نعم طلبتي تقابليني .
زاد شحوب وجهها لتقول بابتسامة باهتة :- أنا... أنا جيت أشوفك وأسلم عليك، أنا...
قاطعها مرددًا بسخرية :- ودة من إيه دة إن شاء الله ؟ جاية ليه بردو يعني ؟ اه أنا أقولك جاية ليه، جاية طبعا تشوفي العز اللي بقيت فيه، ما دلوقتي بقيت مناسب للهانم مش كدة وبقيت مناسب للصورة العامة بتاعة سيادتك، ساكتة ليه ما تردي ..
اهتز بدنها بشدة إثر صياحه عليها في جملته الأخيرة، لتحاول أن تبرأ نفسها أمامه ولكن كمن قاموا بربط لسانها فعجزت عن الحديث، بينما نهض هو قائلًا بحدة وهو يضرب بيده على سطح المكتب :- لو فاكرة إن الاهبل بتاع زمان واقف قدامك تبقى عبيطة أوي، لا اللي قدامك دة واحد تاني ميشرفنيش أصلًا أفتكر حاجة زي دي، أنتِ متعنليش أي حاجة فلو مستنية مني حاجة انسي .
ثم أردف بقسوة وهو يود رد الصفعة التي أعطته إياها بقوة أكبر :- لو عاوزة نقضي وقت لطيف مع بعض وبعدين كل واحد يروح لحاله معنديش مانع .
شهقت بذعر ما إن فهمت كلماته، وهي تشعر بأنها بالفعل أمام شخص آخر غير ذلك الذي عرفته مسبقًا، أهذا الذي ساعدها على الصلاح يفكر بها بهذه الدونية ؟ أخذت تهز رأسها بعدم تصديق، وتأكدت تمامًا إنها خسرته هذه المرة .
أردف هو بجمود قضى على المتبقي من قلبها الهش :- يلا يا شاطرة أنا مش فاضيلك ورايا شغل أهم .
ولم تكن بحاجة لحديثه إذ ركضت من أمامه وخرجت وهي تسير بخطوات أشبه للركض للخارج، عيونها تخر الدموع بغزارة وقد حصلت على جرح جديد وهذه المرة بقوة مضاعفة .
____________________________________
دة اقتباس تاني من الرواية إن شاء الله هتنزل من أول الأسبوع اللي جاي ابتداء من السبت والتنزيل هيكون يوم من تاني يوم 💙
ملتقى القلوب
بقلم زكية محمد
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Romantik- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...