الفصل الثاني والعشرون

902 108 24
                                    


أخذن وقت طويل وهن يستوعبن ما قد قيل، هتفت اعتماد بذهول :- ابن مين يا ست أنتِ أكيد جرى لعقلك حاجة .

هتفت الأخرى بغضب :- لا يا عنيا ما جراليش حاجة الدور والباقي على الناس الواطية اللي تعمل عملتها وتهرب ولا كأن في حاجة حصلت، يمين بالله حق بت أخويا لو مجاش النهاردة لأصور قتيل هنا إحنا سكتنا بما فيه الكفاية وآن الأوان بقى نحط النقط فوق الحروف .

هتفت سلسبيل بصدمة :- ممكن توضحي كلامك اكتر .

أردفت بأسى :- ابنكم يا هوانم ضحك على البت وفهمها إنه ملوش أهل واتجوزها في السر لما معرفش يطولها، اه هو جواز رسمي بس محدش يعرف بيه البت خافت منه ليعملها حاجة كدة ولا كدة واحنا غلابة ملناش إلا ربنا، وبعدين سابها يا عين أمها ومسألش فيها حملت وولدت وسمعت كلام من اللي يسوى وما يسواش علشان غلابة يعني هتدوسوا علينا !

أردفت اعتماد بتمهل :- لو الولد دة ابن حاتم فعلا متقلقيش .

أردفت بثقة :- وماله اعملوا اللي تعملوه أهم حاجة مصلحة الغلبانة اللي متلقحة في البيت دي، سامحني يا أخويا مش عارفة هقابلك بأي وش، أبوس إيدك يا هانم أنا حفيت لحد ما وصلتلك ما ترديش طلبي وتكسري بخاطر البت والواد اللي ملهوش أربع شهور على الدنيا .

خرج صوتها تقول برزانة :- متقلقيش أنا عند كلمتي أنا هتكفل بالطفل ومصاريفه لحد ما نتأكد من أبوه شخصيا يا .....

أسرعت تقول بابتسامة مشرقة :- دلال يا ست هانم روحي إلهي ربنا ما يوقعك في ضيقة أبدا .

حملته سلسبيل التي تشعر بألفة نحو الصغير، وهي تهدهده بحنو وتبتسم له، لتقول دلال بابتسامة واسعة :- اسم النبي حارسك يا عروسة شكلك أخته مش كدة ؟

هزت رأسها بموافقة وهي تقول لوالدتها :- شكله حلو خالص يا ماما أنا حبيته أوي .

تحدثت دلال :- ما هو الدم بيحن زي ما بيقولوا .

بعد وقت غادرت دلال بالطفل لتجلس سلسبيل بجانب أمها قائلة بحيرة :- هنعمل ايه يا ماما ؟

أردفت بثقل :- هنواجهه بالحقيقة وساعتها هجيب الولد وأمه تعيش معانا هنا .

أردفت بجدية :- ماما أنا حاسة أنه ابنه فعلا .

رددت الأخرى بتأكيد :- الظاهر كدة من كلام الست الواثقة دي أنه ابنه فعلا، ربي لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه. بقلم زكية محمد

بعد فترة دلفت لغرفتها وقامت بالاتصال عليه من رقم مجهول ليأتيها رده الفظ :- هتقول مين ولا أقفل السكة مش فاضي للعب العيال دة .

غزاها الحنين وداهم صوته أسوار قلبها الهشة، فاستعمر المتبقي من مناطق نائية لم يطولها عشقها له، وضعت يدها على ثغرها تكتم أنفاسها كي لا يتعرف عليها، يكفي أنها تعلم أنه بخير بعدما كانت تود الاطمئنان عليه عندما عرفت من خلال المواقع تعرضه لحادثة هو وشقيقته، والذي دبر الحادث لهما أخيها، أغلقت الهاتف وأخذت تبكي بقوة على حب محكوم عليه بالاعدام، فلا الظروف تساعد على برائته ولا الأيام تستطيع أن تدافع .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن