أخذت تصرخ وهي تحاول أن تبعدها عنها، بينما خرجت أمها للشرفة تصيح باستغاثة مما أدى إلى التجمهر والصخب أمام المبنى وبداخله، ركضت نحو ابنتها تنقذها من مخالب جميلة وهي تردد بغضب وصراخ :- ابعدي يا بت هتموتيها.صعد بعض الجيرة وأنقذوا الوضع إذ نجحوا في فض الاشتباك القائم بين الاثنتين، وعندما فصلا بينهما هتفت والدة نسمة بحنق :- جرا إيه يا أختي جاية فاردة جنحاتك على البت وجاية تضربيها في قلب بيتنا .
هتفت جميلة بدفاع :- هي اللي غلطت يبقى لازم تتربى .
هتفت نسمة بألم وهي تعيد ترتيب خصلات شعرها، وقد قررت اللعب بخبث ولم لا وكل شيء يخدمها :- مين اللي غلطان أنا ولا أنتِ ؟ اشهدوا يا خلق من وقت ما ابن عمها خطبني وفضلني عليها وهي قارشة ملحتي، شوية ترمي كلام وشوية تضربني زي ما أنتوا شايفين، دي بقت حاجة تخنق يا شيخة بطلي كيد يا كيادة .
ظهر الاستياء على وجوه النسوة الموجودات، ومنهم من أخذ يطالعها باستحقار ومنهم من تحدث يستنكر ما فعلته، أما هي نظرت لها بعدم تصديق كيف لها أن تتلون كالحرباء هكذا ؟ رددت بحدة :- أنتِ كدابة وأنتِ اللي حقودة وكيادة بدل ما ترمي بلاكي على الناس واجهي نفسك بحقيقتك .
رددت والدة نسمة بغضب :- لا بقى أنتِ كدة زودتيها ولولا أني عاملة إعتبار لأهلك كنت اتصرفت تصرف تاني، بس إحنا فيها ليا كلام معاهم مش هسيب حق بنتي .
تحدثت إحداهن بلوم :- ميصحش كدة يا بنتي دي عملة تعمليها بردو .
بينما ردت أخرى بغلظة :- ما هو أنتِ قدامه يا أختي لو كان رايدك كان خطبك .
نظرت نسمة لها بتشفي وردت بمكر :- معلش يا خالتي أعذريها بردو، هتغيبي عن كهن اللي زيها وعمايلهم.
بينما أردفت والدة نسمة بتصريح ناري :- روحي يا أختي من هنا يلا يا اللي مش عارفين نفرق إن كنتي بت ولا واد .
ضحك البعض على جملتها التي شطرت فؤاد جميلة إلى نصفين، وهي تراهم يسخرون منها على هذا النحو، لتردف بعدها أم نسمة بتشفي :- يلا ورينا عرض كتافك من هنا .
خرجت راكضة ودموعها تتسابق على وجنتيها، كلماتهن وأصوات ضحكهن الساخر لم يبرح مخيلتها، جلست في إحدى الجوانب وأخذت تبكي كالطفلة الصغيرة، تبكي بحرقة وهي تشعر بمدى القهر والظلم، ماذا إن وصل حديثهم الباطل إلى أهلها وخاصة هو ماذا سيظنون بها ؟ هي ليست كما تقول عنها لم تريد أن تلصق هذا الاتهام البشع لها، ظلت هكذا على حالتها إلى أن اهتز هاتفها بحقيبتها التي تحملها والتي تحمد الله أن لم تطولها المياه، نظرت للهاتف وجدته أبيها، ابتلعت ريقها وفتحت الخط وجاهدت في أن يظهر صوتها بشكل طبيعي:- أيوة يا بابا .
أتاها صوته الجامد الصارم :- ثواني وتكوني هنا، أنتِ سامعة ؟
هزت رأسها بموافقة وقد أدركت أن الموضوع قد وصل إليهم وعلموا به، هتفت بهدوء :- حاضر يا بابا .
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Storie d'amore- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...