خرجت من المبنى ووجها تغطيه الدموع، أسرعت ودلفت لسيارتها لتنخرط في البكاء بصوت مسموع، كلماته التي بمثابة خنجر مسموم طعنها به بلا رحمة، لا تصدق أنه صار مثل هذه الشاكلة، أين وليد الذي عشقته ؟ لقد تدمر وأصبح شخصًا آخرًا لا يعرف سوى القسوة والغلظة .عادت للخلف بذاكرتها إلى ذلك اليوم الحزين الذي خرجت أشعة الشمس بلون الدماء، وكأنها تنذر بأن ما سيحدث اليوم ليس بالهين.
في مركز ضخم يقوم بتدريس المواد الدراسية للمرحلة الثانوية وبالأخص المرحلة الثالثة، دلفت سلسبيل مع رفيقتها وهي تضحك بخفوت، ما إن داست قدميها أرض القاعة أخذت تبحث عنه بعينيها لتقول صديقتها بمكر :- بتدوري على إيه يا سلسبيل ؟
ارتبكت لتقول بهروب :- لا مش بدور على حد هو إحنا لسة قدامنا كتير على الدرس ؟
نظرت هايدي في ساعتها لتقول :- لسة فاضل ربع ساعة ومستر وليد مش هيجي غير على المعاد زي العادة .
ظهر الإحباط جليًا على قسمات وجهها لتقول :- خلاص تعالي نقعد نستنى الدرس .
غمزت لها بعينيها قائلة :- الدرس بردو ؟
احتل الضيق معالم وجهها لتقول :- أوف بقى يا هايدي أسكتي .
رفعت يديها باستسلام قائلة:- حاضر هسكت أهو .
لتمر عليها تلك الدقائق وكأنها يوم، حتى انتبه الجميع لدلوف المدرس الخاص بتدريس مادة الرياضيات، أشرق وجهها وظهرت ابتسامة تفضح مكنونات قلبها، أخذت تتابع شرحه باهتمام كبير حتى انتهت الحصة .
غادر هو لتخرج خلفه خلسة تركض حتى سمعته يقول بتهكم:- بردو بتجري ولا كأني قولت حاجة .
نظرت له بتذمر قائلة:- أعملك إيه أنت اللي بتمشي بسرعة، شوفت أنا النهاردة ملبستش قصير تاني، شاطرة صح ؟
ابتسم لها بحنو قائلًا:- طبعا شاطرة وهتبقى أشطر لما تلتزمي بالحجاب.
أردفت بجدية :- واحدة واحدة يا وليد أهم حاجة الصبر، ها عامل ايه النهاردة وعمو عابد كمان ؟
ردد بابتسامة:- الحمد لله كله تمام، يلا بقى أنا همشي علشان وقفتنا هنا متنفعش.
قوست شفتيها بتبرم قائلة:- بس أنت وحشتني وعاوزة أقعد معاك شوية .
رد بتحذير :- إحنا قولنا إيه الكلام دة سابق لأوانه مينفعش بنوتة زيك تقول لشاب كدة .
وضعت يدها على ثغرها قائلة:- آسفة طيب مستني إيه ما تخلي بينا رابط رسمي، تعالى اخطبني النهاردة . بقلم زكية محمد
ضحك على حديثها قائلًا:- أول مرة أشوف واحدة بتطلب أيد واحد .
رددت بغضب طفيف :- طيب أعملك إيه يعني ؟ أنا عاوزة يبقى بينا رابط رسمي نفسي أمسك إيدك ونجري في الشارع واحنا بنضحك .
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Romantik- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...