الفصل الثامن عشر

938 106 30
                                    


نظر للمرشدي بنظرات وعيد، وتظاهر بأنه لا يعلم شيئًا عن أعماله المشينة التي كادت أن تودي بسمعته، ضحك طه له بمجاملة ليطمئن قلب الآخر بأنه لا يعرف شيئًا، سلم عليه بحرارة مزيفة بينما بادله طه نفس الود الزائف، ليقول المرشدي بود لا ينتمي لخصاله لا من قريب ولا من بعيد:- حمدا لله على سلامتك متتصورش قد إيه أنا فرحان برجوعك.

أردف طه بابتسامة بسيطة:- تسلم يا مرشدي طول عمرك صاحب واجب، أحب أعرفك ياسين ابني رجعلي بعد العمر دة كله علشان يعوضني بيه ربنا.

وقع بصره عليه لتحل عليه صاعقة، أخذ يتمعن فيه بدقة عله ليس هو ولكنه نعم هو بالفعل، بينما طالعه ياسين بذهول هو الآخر هل هذا هو الرجل صديق والده ؟ كم هو مضحك ومثير للسخرية في آن واحد، هتف طه بتعجب ما إن رآهم هكذا :- هو أنتوا تعرفوا بعض ولا إيه !

أسرع ياسين يقول ببرود :- لا يا بابا معرفهوش، بشبه عليه مش اكتر أصل فيه شبه من واحد أعرفه.

أردف بهدوء :- ودة بقى يا سيدي يبقى المرشدي صاحبي وفي بينا شراكة .

سلما على بعضهما ببرود شديد وكل منهم يرسل للآخر بعينيه حديث لم يستطع أي منهم التفوه به، استأذن المرشدي وذهب ليقابل بعض رجال الأعمال وتبادل معهم الحديث .

على الجانب الآخر تقف شهد مع صديقتها تتحدثان سويا وتضحكان، وفجأة وجدت من يجذبها ويسير بها لمكان ليس به أحد ليقول بصوت جاد غاضب :- إيه اللي بتعمليه دة ؟ عمالة توزعي ابتسامات وتضحكي سعادتك.

دق قلبها بعنف عندما تبين لها هوية المتحدث، لتقول بحنق :- والله أنا حرة اعمل اللي أنا عاوزاه طالما مش غلط، وأبعد بقى من وشي ميصحش وقفتنا دي .

ردد بانفعال:- لا يصح إنك تقفي بمنظرك دة قدام الكل وعمالين ياكلوكي بعنيهم مش كدة ؟

أردفت بضجر :- أكرم أنا مبعملش حاجة غلط .

كاد أن يفقد صوابه وهو يسمع اسمه تنطقه بهذا الشكل، ولكنه عاد لرشده ليقول بغيرة عمياء :- بقولك إيه متعصبنيش علشان ما أعملش حاجة أندم عليها بعدين . بقلم زكية محمد

أردفت بهدوء :- طيب ممكن تبعد شوية .

هتف برزانة:- عاوز أتكلم معاكي .

ابتعدت عن مرماه قليلًا لتقول :- اتفضل .

حك مؤخرة رأسه وهو يقول بتردد، فهو لم يسبق له أنه قد أعتذر لأحدهم:- أنا آسف على آخر مرة شوفتك فيها عند وليد، بس مكنتش أتوقع خالص إنك تكوني أخته.

مطت شفتيها بسخط قائلة:- وايه الجديد ما دة العادي بتاعك، عادتك ولا هتشتريها.

أردف بهمس وهو يحقد على جميلة :- الله يحرقك يا جميلة حولتي البت، دي كانت أيقونة الهدوء بقت ما شاء الله حاجة نيلة .
ثم ردد بصوت مسموع تصحبه الحدة :- متبقيش حمقية أومال وأفردي بوزك دة .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن